تساؤلات ومواضيع مهمة جداً تشغل بال المواطن في العراق وهي تحتاج الى حلول وقرارات عاجلة وحاسمة ونافذة من غير مماطلة او تأخير، وتأخذ هذه المواضيع أهميتها في هذه الايام بسبب الظروف والاحوال التي آلت اليها حال الكثير من المدن والمناطق التي تحولت الى ساحات حرب حقيقية وكر وفر وتقدم وانسحاب وتحريروغيرها من العبارات والمصطلحات التي ربما تهم السياسي وصانع القرار في تبرير او التقليل من آثار ونتائج بعض الاحداث، الا انها بالنسبة للمواطن البسيط لاتعني شيئ ولا تهمه كثيراُ، فمن يفقد بيته ويتحول نازحاً ومُهجرا تاركا بيته وكل ما يملك محاولا النجاة بحياته وحياة اطفاله تصبح الكلمات عديمة الجدوى امام صوت الرصاص والموت الذي يلاحقه والمعاناة والازمات التي حولت حياته الى موت بطئ.
لقد استبشرنا خيراً بازاحة المالكي وفرحنا كثيرا بتولي السيد حيدر العبادي رئاسة مجلس الوزراء ونيله الثقة في مجلس النواب، وبعدها ولادة الحكومة العراقية التي ينتظر منها العراقيون والعالم الكثير الكثير.
ورغم الفترة القصيرة التي تولى فيها العبادي المسؤولية والتي لا تصلح للحكم له اوعليه، الا ان واقع الحال في العراق والحياة الصعبة والقاسية والظروف والاهوال التي يعيشها الناس في مدن ومناطق كثيرة تتطلب بل وتفرض على الجميع المصارحة والمكاشفة على اساس المشاركة في البناء وليس من باب النقد او تصيَد الاخطاء.
ما يحتاجه العراقيون اليوم هو تغيير حقيقي في كل شئ، في الحكومة من رئيسها ووزرائها نزولاً الى ابسط الوظائف والمناصب، لان تجربة السنوات الثماني السابقة خلقت وضعا مأساويا في كل شئ لسنا بحاجة الى عرضه او تكراره لانه واقع معاش والم وموت منتشر في كل مكان وهو لا يحتاج الى برهان، لانه وكما تقول القاعدة الفقهية (ولا يصح في الاذهان شئ اذا ما احتاج ضوء النهار الى دليل).
بالرغم من كل شئ فان امام السيد رئيس مجلس الورزاء فرصة حقيقية للبناء او على الاقل ايقاف الهدم المتواصل في هذا البلد منذ عدة سنوات، فان تقف في نقطة ثابته في منحدر السقوط هو بالتأكيد انجاز او مشروع للنجاح في طريق الوصول الى الاهداف بدلاً من الاندفاع والسقوط في طريق الانحدار والهاوية.
وتمثل التصريحات اوالخطوات والقرارات التي تناقلتها وسائل الاعلام عن السيد العبادي بوادر خير، منها منعه تداول الالقاب والاكتفاء بالمنصب الوظيفي في المخاطبات، ووقف قصف المدن والاحياء السكنية، وتصميمه على حل المشكلات العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم، الا أن ما هو أهم من التصريحات والاقوال هو التصرفات والافعال التي يجب ان تقوم بها الحكومة العراقية والتي يجب ان يكون التغيير شعارها واسلوب طريقها الاساس في معالجة الازمات وايجاد الحلول.
السيد العبادي والحكومة العراقية والساسة العراقيون الذين تبادلوا المواقع والمناصب الرئاسية والوزارية والنيابية واغلبهم زادت رواتبهم وامتيازاتهم في التغيير الذي حصل بالحكومة الجديدة، لكن المطلوب منهم جميعاً امام التغيير الذي حصل في حياتهم الشخصية والوظيفية ان يُبادروا ويعملوا على احداث تغيير حقيقي ايضاً في حياة العراقيين الذين يستحقون وينتظرون الكثير الكثير منهم.
على الجميع ان يبادر الى اتخذا قرارات سريعة وصعبة وحاسمة وصادقة قابلة للتنفيذ من غير تأويل او تفسير من اجل حل المشكلات والازمات والمآسي والمصاعب التي حلت بالعراقيين والتي حولتهم الى نازحين ومُهجرين في وطنهم يعانون القسوة والحاجة والتشرد اضعاف ما يعانيها العراقيون المهاجرون واللاجئون في بلاد الجوار ودول العالم القريبة والبعيدة والتي صنفت العراق على انه أخطر وأسوء بلد في العالم.
القاضي عبدالستار رمضان
نائب المدعي العام-أقليم كردستان -العراق
مقالات اخرى للكاتب