نظرة لخضم الأحداث التي تجري هنا وهناك ليس في منطقة معينة ولا بلد معين .. بل في عموم بلدان العالم وخصوصاً تلك التي تريد أن تهيمن على هذه وتلك أو تتنازع مع من حولها أو المتنازعة فيما بينها وفي داخلها ، وتلك التي تطمح أن تستحوذ على مقدرات هذه أو العكس .. ناهيك عن التهديدات والتصفيات بينهم ..... وعند التوغل أكثر والتمعن بدقة نرى صراعات الأحزاب وخصوصاً في بلدنا الذي لازال لم يستفيق بعد من جراحات الماضي القريب تتكالب عليه خناجر الحاضر من قبل أطراف كانت لحد الأمس القريب تضمد معاناتها وغربتها وتسولها في هذا البلد أو ذاك .. ومن ركب الموجة هنا ليتسلق مع المتسلقين .. لتسود هذه المفردات في مجمل الحياة اليومية .. من هيمنة وإستغلال وفساد وسرقات وتهميش وإستحواذ وكذب وتزوير وغيبة وبهتان ورشاوى ثم تهديد وقتل وتدمير .. حقيقة الحال تستدعي لكل فرد منهم الوقوف قليلاً ومراجعة الذات ليعرف من هو؟ وماهو حجمه الحقيقي والواقعي والمساحة التي يشغلها مقارنةً لما حوله ؟
الإنسان واقع الحال لاشيء على الإطلاق .. لاشيء بمعنى الكلمة وبما أوتيت من معنى .. وهنا دعوة إلى كل شخص من أعلى المستويات في البلد إلى أدناها ... فقط نظرة ثاقبة إلى الحيز الذي يشغله في هذا الكون ماهو ؟؟؟؟؟
تصور حجم الإنسان قياساً إلى مايحيط به .. مكانه الذي هو فيه الآن .. إلى المدينة .. البلد .. القارة .. الكرة الأرضية .. الشمس .. المجموعات الشمسية المليونية .. المجرات السماوية .. الكون .................
تصور أنت الآن في أي مكان كنت فأنت تشغل حيزاً محدوداً في ذلك المكان أياً كان في غرفة أو شارع أو قاعة أو ..... كم هو حجمك مقابل حجم ذلك المكان ؟ وانت في مدينة أو قرية كم تشغل من مساحة تلك المنطقة ؟ وكم تشغل من مساحة محافظتك ؟ وكم تشغل من مساحة بلدك الذي تعيش فيه ؟ وكم تشغل من مساحة القارة التي بلدك فيها ؟ وكم تشغل من مساحة ومن حجم الكرة الأرضية ؟ وكم تشغل من مساحة وحجم قياساً الى الشمس ؟ والى الشموس الأخرى ؟ والى هذه المجرة ؟ وكم هو حجمك إلى الكون الذي أنت فيه ؟؟؟؟
نعمة العقل التي وهبها الخالق لنا ليميزنا عن باقي الموجودات ، والذي يعجز من ناحية ذات العقل الموهوب لنا عن إدراك كنه تلك الموجودات المحيطة به ، ومن ناحية أخرى السقف الزمني الذي يستطيع العقل وصاحبة المكوث والبقاء قبل أن يستدل الستار عليه وتنتهي صلاحية الإشارة له بالحياة .. تستدعي التأمل والتمعن والتأني والمراجعة .. في كيفية إستغلال هذا العقل للهدف الذي من أجله تم منحه للإنسان .... إلا يستدعي ذلك إلى الإنتباه ..... !!!!!
(( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ * كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ))
(( رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ((
عجبت من هكذا بشر .....
أما مستضعفون خانعون .. وإما متسلطون .. يستغلون أبناء جلدتهم .. ويتمردون عليهم .. وربما يتمردون على من خلقهم .