هذا عنوان نشيد قدمته مجموعة من الفنانات العراقيات في ثمانينيات القرن المنصرم، ابان الحرب مع ايران، وقد استخدمته عجوز من الناصرية، في عام 2003، بعد ان ارادت ان تعبر الى الصوب الثاني، فوجدت جميع الجسور قد دمرت، فوقفت حائرة وهي تردد: ( منين العبرهْ ياصدام)، وياليته كان حيا لنسأله الآن، من اين سنعبر ياصدام؟، لقد تدمر كل شيء، وبقينا بايدي هؤلاء، كالايتام في مأدبة اللئام، يقطعون المرتبات، ويضاعفون الاسعار، ويبذرون الاموال باتجاهات متعددة، الا على الشعب فايديهم مقبوضة، وربما ارشدنا صدام في نهاية المطاف الى اسلوب الانقلاب، لان التظاهرات صارت امرا لايعطي نتائج تصب في مصلحة الشعب، بل على العكس، ولم تبق خيارات اخرى، الانقلاب ولتذهب اميركا الى الجحيم، لاننا امام محنتين، اما الانقلاب وانتزاع السلطة من ايدي هؤلاء، او ضياع العراق بفم مسعود وفم اميركا واسرائيل.
روسيا متحفزة لمساعدة العراق، لكن ارتباط العبادي بالمعاهدة الاميركية السخيفة يحول دون تدخل روسيا في العراق، روسيا الخيار الاخير، والا ستقع الواقعة، تركيا تتربص شرا بالعراق، والسعودية كذلك، وليس لنا سوى روسيا منقذا، خمسون يوما من القصف الجوي اعاد الى سوريا عافيتها، الطائرات الروسية صادقة جدا، اما الطائرات الاميركية فكاذبة، وكالة الانباء الروسية صادقة، وكاذبة كل الوكالات الاخرى، وياليت الشاعر الذي رفض موت نيرودا متواجدا ليكذب وكالة الانباء العراقية مرة ثانية:
( جذّابه وكالة واع.... ابد ما مات نيرودا)
روسيا عادت الى الحياة وستعيد الحياة الى العراق، وعلى الاطراف التي تدعي الثورية في هذا البلد ان تنسق عاليا مع روسيا، لنخرج بالعراق من عنق الزجاجة، حتى الان مهزلة داعش لم تنته، وعندما تنتهي ستخرج مهزلة الحدود مع الكرد، اذا ما استثنينا مهزلة تقسيم العراق.
الصمت في هذا الوقت عار كبير، والرجل حيدر العبادي عبد الرحمن عارف جديد، اي انه لايهش ولاينش، جاء باسلوب واحد، الغاء التعيينات وعدم تعيين اي عراقي، وتحطيم مرتبات الموظفين الصغار، لايملك غير هذين الامرين، فلاتطالبوه بالمزيد،
فرنسا وروسيا تطالب بدماء ضحاياها، والعراق يمتلك اغناما معدة للذبح، صمت وزير الخارجية يكاد يفتك بكل عراقي شريف، فالرجل له 200 يوم خارج العراق، والباقيات الصالحات يقضيهن بالعبادة، والشعب يقتله فلان وفلان، لايبعث مذكرة ولايقيم مؤتمرا صحفيا ولايفضح هذا ولايتكلم عن ذاك، منطيها اذن الطرشه، وداعش تلعب في العراق، بمساعدة من مسعود، والجميع يعلم، السياسيون قبل غيرهم، اقتطع سنجار وكركوك ويسعى باتجاه طوزخرماتو، وعادل عبد المهدي بدون خجل يتكلم عن حصة الاقليم فيضيف اليها نفط كركوك، وكأن كركوك لاتحوي سوى الكرد، هؤلاء لايحتاجون الى تظاهرات، ولا مقالات لتنبيههم، هؤلاء يحتاجون الى انقلاب يقطع شأفتهم ويزج بهم في السجون لما اقترفوه بحق هذا البلد من اعمال، ونتيجة لتخاذلهم وجبنهم.
سنسأل صدام، من اين العبرهْ، واعتقد ان لديه جوابا شافيا ووافيا، ربما سيتمثل بشطر للجواهري: اهينوا لئامكمُ تكرموا، لم يبق لنا كثير من الخيارات، سوى اندفاع فوهات البنادق، والدفاع عن وطننا فهم يفرطون فيه بحسب اتفاقات جرت بينهم وبين اميركا، هذه النعامات لن تخرج رؤوسها من الرمال، اتفقوا مع روسيا ولتفعل اميركا ماتريد، فهي لاتملك مسوغا بضرب العراق ثانية، والديمقراطية التي اتت بها، هي ديمقراطية معدة للتخريب لاغير، وستتضح امامكم المعابر، ولاتكونوا في النهاية كالعجوز التي تساءلت في حينه.
مقالات اخرى للكاتب