Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كلبٌ نائم
الاثنين, كانون الأول 28, 2015
ازهر جرجيس

 

بالأمس كنت عائداً من العمل، مثقلاً بالهمّ والغم. وفي الطريق رأيت كلباً نائماً تحت ظل شجرة. رفسته برجلي. استيقظ. هجم عليّ فطرحني أرضاً. اعتلى صدري. أمسك بياقتي. قال والشرر يتطاير من عينيه: (متعافي إنتَ متعافي؟!) قلت لا. قال: (وجعاا، لعد شبيك تدفّر؟!). أمسكت برجله، توسّلته أن يطلق ياقتي. قلت أرجوك ابتعد وسأحكي لك ما بي شرط أن تعطيني الأمان. هداه الله فاستجاب لطلبي. حرّرني وضرب على صدري ضربة انتصار خفيفة كما يفعل الشقاوة حين يصفح عن الضحيّة، ثم قال هات ما عندك.. نوّرنا.
قلت: يا كلبُ، أنا مهاجرٌ كما ترى، لكنّي ابن خير، كنت ذات يوم أعيش في بيت كبير. هو بيت جدّي لأبي. كان بيتاً عامراً له إيوان شاهق ومضافة طويلة. كانت الزخارف الكوفيّة تطرّز الجدران والأبواب، والكاشان مبذولاً في الحجرات تحت أقدامنا. كان للبيت سطح، وعلى السطح تنّور طيني توجره أمّي خمس مرّات في اليوم، بعدد صلوات أبي. وكان قرب التنور قنّ فيه عشرون دجاجة وديك صيّاح. أما الحمام فكان بلا عدد، يقف على شرفة السطح، يأكل ويذرق. يطير متى يشاء ويحطّ متى يشاء. كان ماء الدار حلواً، وشمسها دافئة، نستظلّ منها تحت فيّ نخلة شاهقة كنّا نطلق عليها لقب "العيطة" كناية عن طولها. قاطعني الكلب: انجزْ. قلت حسناً سوف لن أطيل عليك الحكاية. ذات يوم كنت نائماً تحت ظل "العيطة" وإذا بي أرى في المنام دودةً تزحف نحوي. كانت تكنّي نفسها بـ "أم الهوا". قالت بأنّ بيت جدّي خانق وحياتي بحاجة الى هواء، فاخترقت جسدي من مكان ما بغية أن تضخّ المزيد من الأوكسجين الى قلبي. استيقظت مرعوباً، هرولت الى السطح، كسرت تنّور أمي، نششت الحمامات من الشرفة وفتحت قنّ الدجاجات فتطافرن على سطوح الجيران. لا أدري ما الذي فعلتْه بي أم الهوا حين اخترقت جسدي من ذلك المكان الحسّاس، لكنّي شعرت حينها بطاقة هائلة للتدمير ورغبة كبيرة في التكسير، فكان آخر ما فعلتُه يومها أن حرقت نخلتنا "العيطة". أضرمت النار فيها وهربت خوفاً من بطش أبي. لقد رأيت الدخان يتصاعد من الدار وأنا أركض باتجاه الجسر الخشبي الوحيد في القرية طمعاً في النجاة.
تأثّر الكلب لحكايتي وقال: (وبعدين شصار؟) قلت: لا شيء، كما ترى، لا زلت حيّاً، لكنّ لوني صار شاحباً من الغم والسهر. قال: ومالي بلونك أنا؟! أخبرني، لمَ رفستني؟! قلت: عندما رأيتك يا عزيزي تنام بسكينة تحت ظل شجرة طويلة خفت أن تخترق جسدك أم الهوا فيصعد الأوكسجين في عروقك وتحرق بيت أهلك.. والآن دعني أذهب، أرجوك.
ـ هيّا اذهب ولا تكرّرها مرة أخرى، قال الكلب.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.43953
Total : 101