بعيدا عن المزايدات الرخيصة وبعيدا عن الخطب والعنتريات الفارغة التي تنطلق من هنا وهناك وبعيدا عن المجاملات التي يتبعها بعض المتصدين للعمل السياسي بسبب غايات واهداف معينة تعود اصولها الى علاجات وقتية او مجاملات وهمية من اجل العبور الى مرحلة اخرى او تجاوز مشكلة انية طالما ان هذه المجاملات ترضي غرور مكون لا زال يعتقد انه يحمل الدم السكسوني الاحمر القاني وأنه أفضل من جميع المكونات الأخرى وهذه الافضلية التي يعتقدها تسببت بانتفاخات كبيرة في جسد الدولة العراقية الفتية والتي تظهر اعراضها بين فترة واخرى وتعود واسبابها الى أمراض مزمنة وأوهام مستوطنة وخلل في التركيبة التاريخية ،وللاسف فان هذه الافضلية الوهمية اصبحت هما ثقيلا ومشكلة كبيرة لا بد من التخلص منها والانتهاء من اثارها السلبية لان استمرارها سيتسبب بفجوات يصعب سدها خاصة من قبل اؤلئك الذين يشعرون بالفوقية. وحتى لا نتهم باننا من الحاسدين والحاقدين والطائفيين الصفويين نؤكد على ان الدم العراقي دم مقدس وبلون واحد من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب وليس هناك افضلية لطرف على طرف اخر الا بالتقوى ومن العار ان تسفك او تراق قطرة دم من اي مكون من مكونات الشعب العراقي ومن الخزي والعار ان تعجز الحكومة والاجهزة الامنية عن ردع المجرمين والارهابيين او تعجز عن حماية ابناء شعبها،ومن العار والشنار ان يتحدث البعض بنفس طائفي عن تفضيل ابناء جلدته على باقي مكونات الشعب العراقي. وما جرى قبل ايام من سفك الدم العراقي بمحافظتي صلاح الدين والانبار امر يدعوا الى الحزن والالم بنفس الوقت ،ففي محافظة صلاح الدين وتحديدا في ناحية الطوز جرى الدم البريء بغزارة راح ضحيته عشرات القتلى ومئات الجرحى بعد ان قام احد المسوخ المغرر بهم من قبل تنظيم القاعدة الارهابي بتفجير جسده العفن في مدخل احدى الحسينيات التابعة للشيعة التركمان دون ان يكون لهؤلاء اي ذنب او جريرة سوى انهم شيعة ومن اتباع اهل البيت،كما ان هؤلاء الضحايا لم يتجاوزوا على احد ولم يسبوا حكومة ولم يلعنوا مكون اخر ولم يرفعوا اعلام تنظيم القاعدة الارهابي والبعث الصدامي ولم يرددوا شعارات طائفية ولم يبدأوا باطلاق النار ضد قوات الجيش العراقي اورميه بالحجارة او التجاوز او سب الرموز أوسب الاغلبية واتهامهم بالعمالة والخيانة. على الطرف الاخر حدث المحذور في محافظة الانبار وسقط عدد من المتظاهرين والجنود ضحايا الاحتكاك المصطنع الذي بدأه المتظاهرين وبتوجيه من جهات لا تريد الخير والامن والسلام،بل هي نفس الجهة التي قامت بتفخيخ احد كلابها وتفجيرة في احدى الحسينيات في قضاء الطوز بمحافظة صلاح الدين،الا ان التعامل في قراءة الحدث وحرمة الدم العراقي كان متناقضا ففي حين اعتبر الدم الذي جرى من المتظاهرين في الانبار دم احمر ودم مميز اعتبر الدم الذي جرى في الطوز دم باهت ومن الدرجة الثانية بينما لم يتم وضع اي تقييم لدم الجنود الابطال الذبن راحوا ضحية المؤامرة والغدر والجبن كما ان الاصوات التي تعالت تشجب وتستنكر وتسب وتلعن وتهدد بعد مقتل خمسة متظاهرين لم نسمع لهم اي صوت او شجب او استنكار لسقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى في قضاء الطوز وما كان ادهى وامر هو الافتاء بسفك دم الجنود الابرياء من اولادنا ورياحيننا لان خمسة متظاهرين سقطوا شهداء بسبب اجندات مشبوهة وحالة استثنائية اوجدها المتظاهرين وابتلى بها الجيش العراقي. على البعض ان يعرف ان ما يعتقده من افضلية لا وجود لها على ارض الواقع لانها افضلية وهمية وبالتالي عليه ان يعيد حساباته ويعود الى رشده ويحافظ على دماء اتباعه طالما احترم دماء ابناء الشعب العراقي من المكونات الاخرى.
مقالات اخرى للكاتب