يبدو أن الله عز وجل كتب على العراقيين أن يعيشوا في دوامة الفساد ودوامة أن يحكمهم ناقصي الذمة والخبرة والسراق واشباه الرجال واليوم سنتكلم بالعموميات وبدون ذكر أسماء أملا في أن يتم التحرك من قبل رئيس مجلس الوزراء لفرض مايمكن أن يحد من الهدر والفساد وسرقة المال العام لاننا أن أردنا أن نكتب عن كل واحد منهم فسنحتاج لكتابة مجلدات وبصراحة أنا كنت متفائلة بالدكتور حيدر العبادي الذي أعرف جيدا أنه نزيه وأنه شخصيا حذر جميع موظفي مكتبه تحذيرا شديدا بل وأنه حذر حتى أقرب المقربين منه من أي عملية فساد حتى لوكانت صغيرة وأن أي شبهة يؤشر فيها أسم أحدهم ستكون وبالا على الشخص الذي يذكر فيها أسمه ولنستعرض وزرائنا وحكومتنا وماذا يقعلون وبدون ذكر أسماء أملا في أصلاح حالهم وحال البلد
هناك وزير من الوزراء الذي هو الوزير الوحيد من أئتلافه يسافر أسبوعيا لبيروت ومقعده على درجة رجال الاعمال أي أن تذكرته سعرها يقارب مبلغ 900 دولار اميركي وهناك السيد الوزير يحتاج الى مصاريف وسكن ومستلزمات أخرى ولاأعرف كيف يسافر الوزير أسبوعيا ومن يدفع له هذه المبالغ ولاأعتقد أن راتبه الشهري يكفي لهذه السفرات والمصاريف وفي أخر سفرة له أشترى بدلة ماركة جورج أرماني والجميع يعرف أن سعر مثل هذه البدلة لايقل عن 2500 دولار والسؤال هنا من يعطي الوزير موافقة للسفر خارج العراق كل أسبوع والوزير صعد أو نزل هو موظف في الدولة العراقية ويتوجب عليه أبلاغ مرجعه ألاعلى بالسفر خارج العراق وطلب الموافقة على ذلك وأعتقد أن الوزير المعني عرف نفسه جيدا خصوصا أنه ماضي الان في توقيع العقود بدون رحمة ووجع قلب
وهناك وزير أخر يسافر كل أسبوع خارج العراق وتختلف وجهة سفره حسب الظروف مرة الى عمان ومرة الى دبي وهذا الوزير وبكل صراحة هو وزير وزارة خدمية وهو نزيه ويخدم وزارته ولكنه يوكل كافة أعماله ويتخذ قراراته بموجب توصية مستشار للوزارة وهنا الطامة الكبرى فالمستشار من المشمولين بالمسائلة والعدالة وكان يشغل منصب يعادل منصب وكيل وزير قبل عام 2003 والمصيبة الكبرى أنه أنتخب عضو قيادة قطرية مؤقتة لحزب البعث عام 2004 ولكن الحزب طرده بعد أن قام بسرقة أموال الحزب وهذا المستشار الهمام كان يردد دائما أمام أصدقائه المقربين أنه عاد للعراق وللوظيفة لكي يسرق مايمكن سرقته خلال هذه الاربع سنوات المقبلة وهو الان بدأ بالعمل الجدي وتحصل لحد ألان على مبلغ يناهز الستة ملايين دولار من أحدى العوائل المتخصصة بالتعاقد مع الوزارة التي يعمل فيها مستشارا وهلهولة للسيد المستشار
وهناك وزير شيعي يدعي الايمان والتقوى بدأ بالتخطيط للاستثمار في وزارته لكون ألاموال قليلة هذه ألايام وخول شخصا لايتوقعه أحد لانجاز كل التفاهمات الممكنة وقبض العمولات وأيداعها في حسابات خاصة به خارج العراق علما أن الشخص المخول بذلك ليس موظفا في الدولة العراقية ولايشك به أحد أبدا
وهناك وزير أخر وهو أيضا شيعي طلب أعادة النظر في العقود الموقعة التي وقعها الوزير السابق وهو سني كي يقبض العمولات المستحقة لهذه العقود وألا فهناك مواد قانونية تتيح للوزير ألغاء مثل هذه التعاقدات خصوصا أن أغلب العقود متأخرة عن ألانجاز بسبب الظرف ألامني المعقد الذي يعيشه البلد
وأما الهيئات المستقلة فحدث ولاحرج فهي بلا رقيب ولاحسيب لانهم جميعا يعرفون جيدا أنهم سيغادرون مناصبهم خلال تقاسم الهيئات المستقلة خلال ألايام القليلة المقبلة وما المبالغ التي تدفعها شركات الهاتف النقال للمسؤولين ببعيدة عن ألاسماع وألابصار
وهناك وزير أخر عقود وزارته يجب أن تزور العاصمة عمان وهناك تتم الموافقة عليها من زعيم كتلته وشقيقه الاكبر وبعدها يتم التوقيع وهي عقود تمس الشعب العراقي جميعا
ولكن الكارثة الكبرى والتي لم ولن تصدقونها هي أحدى الرئاسات الثلاث وأنا مسؤولة عما أقول وهذه الرئاسة تقبض مبالغ بالملايين نظير حماية رجال ألاعمال والتجار بل ووصل ألامر بالشخص المعني أنه حاول أن يعين نجل أحد رجال ألاعمال الذي دفع له مستشارا للرئيس المقصود
أعزائي جميعا الوزير الشيعي يقول أن الوزير السني ليس أحسن منه لكي يستفيد عفوا لكي يسرق والوزير السني يقول ليس الوزراء الشيعة بأحسن منا لكي يجنون ألاموال وهذا هو حال البلد والمصيبة أن البلد يمتلك هيئة للنزاهة ورئيسا لها يقال أن له خبرة قضائية ولو أني أعلم أنه سيتم أستبداله خلال توزيع الهيئات المستقلة وهنا أنا أقترح على من له علاقة بتعيين رئيس لهيئة النزاهة أن يتم تعيين شخص غير عراقي ليكون رئيسا لهيئة النزاهة لاننا مللنا من الهيئة التي لم نجد أنها أسقطت حيتان الفساد وتخرج علينا بمؤتمرات صحفية تتحدث عن أنجازاتها برأس الموظفين الصغار ولم تقل لنا أين أصبحت الملفات المجمدة والنائمة من الحكومة السابقة وعندما أطلب تعيين شخص غير عراقي لهيئة النزاهة حتى لوكان أميركيا أو أيرانيا أو حتى من أسرائيل لاننا مللنا من وجود هيئة لم تحاسب حوتا واحدا من حيتان الفساد وهم معروفين للقاصي والداني ولكل أبناء الشعب العراقي
وأما السيد حيدر العبادي فأقول له أن الشعب والناس أصابهم شعور بالملل وألاحباط لانهم توقعوا منك أن تقطع دابر الفاسدين ولكنك الى هذه اللحظة لم نجد منك سوى أقوالا ولم نرى أفعالا رغم علمي الشخصي أن الدكتور العبادي كلف لجان سرية بتدقيق قضايا حيتان الفساد ولكن متى يتحرك القانون عليهم ومتى يتم زجهم في السجون ومصادرة ألاموال المسروقة من الموازنات ألانفجارية للسنين المنصرمة
أنا ألان كتبت بدون أسماء ولكن قريبا جدا سأكتب بألاسماء والمناصب ولن أخاف ألا من ألله وسأعترف للجميع أني سأكتب لكل المنظمات الدولية المختصة في الفساد بعد أن يئست من تحرك حكومتنا الرشيدة وحمى الله العراق والعراقيين
مقالات اخرى للكاتب