مالذي يدفع دول الخليج لان تتدخل في صراعات كبيرة ثبت ان لاناقة ولاجمل لها فيها ،فمثلا سُجّل على هذه الدول تدخلها في ما حل بليبيا من تخريب ودفعها الأموال لأجل انجاز هذه المهمة ،ثم كانت احداث مصر وكان بعضها يؤيد الرئيس المخلوع حسني مبارك وبعضها الآخر أيّد الأتجاهات التي واجهته والأحزاب التي شنت ضده مقاومة واثارت الشارع المصري عليه .
وفي سوريا وقفت أمام العالم تطالب مجلس الأمن الدولي بضرب سوريا وانهاء السلطة الشرعية فيها وترجت تكرار ماحل بليبيا من خراب في سوريا ،غير ان هذا لم يتسنى لها بعد وقوف روسيا والصين بالضد من تطلعاتها ، فأستمرت بدعم الفئات الظلامية والتجمعات الأرهابية حتى وصل امر سوريا الى ما وصلت اليه اليوم .
وهكذا هو الحال في العراق فقد انسحبت دول الخليج من اي دعم لصدام بعد توقف حربه مع ايران ،وبدأت تآمر واضح لم يتحمله صدام انذاك فأجتاح الكويت ،واصبحت السعودية حاضنة للقوات الأجنبية من مختلف دول العالم والتي توجهت لقتل العراقيين واحتلال بلادهم وتخريبها ،ثم استمر العمل التخريبي في الداخل العراقي وفرض الحصار ثم استقبال الجيوش الأجنبية ثانية وتدمير العراق كرة ثانية واستمرار التآمر وفتح صفحات الأرهاب المنوّع ،من بناء اوكار المجاميع الأرهابية والتي كان أغلبها سعوديون الى انتحاري المفخخات والأحزمة الناسفة ثم دعم كل صوت متمرد ينعق داخل البلاد يدعو الى الفرقة والتفكك ،ثم ابتداء صفحات داعش التي ثبت انها فكر صهيوني غربي بأموال خليجية .
هل وصل الدور الى دول الخليج ذاتها :
ان مفكرين معروفيين هم من خططوا لتمزيق العالمين العربي والأسلامي مثل برنارد لويس وغيره ، وان الموضوع سائر للتنفيذ والتطبيق وبأفضل صورة وعلى أحسن وجه ،غير ان دول الخليج ،ورغم توريطها من طرف الصهاينة والغرب في نزاعات تحطيم العالم العربي ،فانها لاتزال تحتفظ بعافيتها واقتصادها بفضل الحماية الأمريكية واستمرار جريان النفط والذي سينضب في القريب العاجل في اغلب دولها ، ولكن الجديد الآن هو ان الولايات المتحدة الأمريكية قد اصبحت تحصل على كفايتها من النفط من انتاجها ووجود جهات بديلة مثل كندا والأكوادور ونيجريا .
تدني أهمية الخليج بالنسبة لأمريكا :
يظهر من مسار الأحداث القريبة ان دول الخليج قد تدنت اهميتها ويبست ورقتها وحان قطافها ،حالها حال من سبقها من دول العرب وان النار التي دخلت الدول التي سبقتها، والتي اشتركت هي في ايقادها ،يجب الأن ان تصلها الواحدة بعد الأخرى .
ومن جانب آخر فان الصهاينة لم يتمكنوا ،رغم ما أمتلكوا من فنون ،من دفع امريكا لضرب ايران كما حصل مع العراق ،ولذا فهي فرصتهم التاريخية لتحقيق الهدفين في آن واحد ان نجحت المحاولة ،فأن دول الخليج ستشتبك مع ايران فيما يتفرج الصهاينة وكما حصل من قبل في العراق وغير العراق ،وبذلك يتحقق تدمير الخليج والتنكيل بأيران .
يقدر ما اشترته السعودية فقط، من السلاح الأمريكي الحديث بمبلغ 150 مليار دولار ،وهي مبالغ أعادت للأقتصاد الأمريكي التوازن وافادت شركات السلاح من جهة وستكون الشرارة لخراب السعودية وتمزيقها من جهة أخرى ،أي انها مصيدة لآستنزافها بالضبط كما كانت تفعل هي متعاضدة مع الصهاينة في تخريب الدول العربية الأخرى .
ماذا يكون موجود في اليمن ؟
هل نتهم العراق والفلسطينين وسوريا واليوم اليمن بانها احتلت من ايران لكي نبرر ما قام ويقوم فيه عرب الخليج ضد هذه الدول ،وكيف يتأتى لأيران التي تواجه حصارا دوليا ً تقوده امريكا والغرب ،ان تفعل كل هذا في دول العرب لوحدها،ان صح هذا ، لو لم يكون العرب يقتل بعضهم البعض ويحاصر ويخرب بعضهم البعض ويحقد بعضهم على البعض الآخر .
ان كل ما حصل لحد الأن هو امور تفرح الصهاينة الذين لم يكونوا يصدقون ما حدث ، لقد حاولوا دفع امريكا لضرب ايران وفشلوا وهم اليوم قاب قوسين او ادنى من توريط ايران مع العرب وهم يتفرجون وقد يعطي هذا ردة فعل ايرانية عكسية بأتجاه القضية الفلسطينية التي تتبناها ايران ممايحقق امال الصهاينة بانتهاء المطالبة بفلسطين ،حيث ان العرب قد اعتزلوا الموضوع منذ حرب تشرين 1973 ،وان من يدعم حركات المقاومة هم الأيرانيون فقط .
صداقة امريكا وعقول العرب :
ان العرب لايصدقون ان امريكا لاتعرف صداقة بل تبحث عن مصالح ،وانها لم ولن تخوض الحروب لسواد عيونهم أو لذكريات الصداقة معهم ، واذا ما كانت مصالحها تتطلب تركهم لحالهم امام متغيرات الواقع الجديد في الخليج فستتركهم لمصيرهم ،وان ما اجتمع من دول على رائحة الدولارعند صعود سعره ، ستتتفرق بسرعة عند هبوطه .
مقالات اخرى للكاتب