ان قيام الدولة العراقية المستقلة….من الاحداث العراقية التي لا ينكر تاثيرها على كيان العراق ولا يجحد فضلها على مستقبل الامة العربية جمعاء.وان رجال السلطة التنفيذية (البرلمانيون ) في كل انحاء العالم يجب ان يكون رأسمالهم الاخلاص والنزاهة والاستقامة ,الا في العراق حيث ان اغلبهم اخذوا يتفننون بالفساد والرشى والطائفية, واصبحت الرشوة في العراق مضربا للامثال لدى شعوب الارض كافة…حيث اصبحت الرشوة فن من الفنون ,كالرسم والنحت والتمثيل , والا كيف تبررون وقوع بعض المسؤولين متلبسين بجريمة الارتشاء , ويفضح امرهم ويهوون الى اسفل الحضيض وخاصة بعد نجاح الاعلام الحر المستقل بكشف السراق والمفسدين بوثائق وادلة دامغة وخاصة البغدادية ” قناة الشعب “…بينما هناك كثيرون يرتشون ويختلسون على نطاق اكبر واوسع ومع ذلك يبقون في منجى من المسؤلية والعقاب .
البرلماني الصحيح : يجب ان يتمتع بجرأة نادرة وصوت مليء بالرجولة والاقدام كما ان صفات التواضع والشعبية والنزول الى الميدان وتوفر كل صفات السياسي المرن الكفيء يجب توافرها لديه…فيكون عندها ذخيرة العراق عند الشدائد والملمات , وتلبية مطالب الفقراء والاطلاع على احوال الشعب وحقائق الامور سافرة عن كل نقاب..!
ولو ان البرلماني العراقي كرس المزيد من وقته للمطالعة والتعرف الى آراء الناس الاجتماعية والسياسية الحديثة وافكار المصلحين من شمال الوطن الى جنوبه لوجد طريق المجد فسيحا وممهدا امامه كل التمهيد ليلبي طموحات الشعب المكافح الصابر ساعة ايذان العمل وبدء الكفاح.
فتقليص البرلمانيين الى الثلث هو مطلب جماهيري ووطني في هذه المرحلة التي تتطلب منا جميعا التقشف وضغط النفقات,فان الشعب الذي اختار وانتخب ممثليه قد خذله اكثر نوابه الذين يتمتعون بالرفاهية والقصورالفارهة والسفرات والايفادات وعمليات التجميل والدعايات الانتخابية والحمايات الخيالية والرواتب العالية ,جعل الشعب ان يصحوا من غيبوبته ويرى ان غالبية نوابه لا يستحقون ذلك التقدير.
الشعب الذي ادرك ماذا فعل به السياسيون واخذ يميز بينهم تميزا صحيحا ثم عبر عن رايه عن طريق التجمعات والندوات الجماهيرية والمناظرات الثقافية والمظاهرات السلمية وخاصة ساحة التحرير وكل جمعة في المتنبي…عرف الشعب بكل ثقة وشجاعة فيما صلح منهم وما فسد وذلك تعبيرا جليا مجردا من الحيطة والتخوف والذي جابه البرلماني الفاسد والمخطيء والمسيء وقال له بأعلى صوته :
انت فاسد ,انت حرامي , انت لص , انت مخطيء , انت مسيء , انت ظالم , انت كذاب , ثم وجه اللوم والتانيب ,وعلى مثل هذا البرلماني التنحي والاستقالة او يلقىي به في مهاوي الحضيض.
نشد بايادي رجال تنسيقية بغداد وانا اسمع واردد معهم الهتافات الوطنية بكل ادب وذوق عالي غير مخدش للحياء بتلون الكلمات والقصائد الناقدة باسلوب ساخر ناقد واحيانا فكاهيا وترديد الاغاني القديمة لفنان الشعب الراحل عزيز علي, وترديد قصيدة المجرشة لملا عبود الكرخي , هؤلاء الشباب الذين ماانكفؤا يوما ما الا ونادوا وهتفوا بفضح الفاسدين والمفسدين والمطالبة بتقليل رواتبهم الى النصف وتقليص حماياتهم.
الشعب يطالب مثقفيه بتقليص برلمانه من 328 الى 100 نائب فقط والى الغاء مجالس المحافظات وحصرها بيد المحافظ ونوابه وهو مطلب شعبي وطني ونحن نعيش في حالة التقشف والافلاس فبهذا التقليص نكون قد وفرنا عشرات المليارات من الدولارات التي نحن بحاجة اليها لتطوير القطاع الزراعي والصناعي والبنية التحتية هشة البنيان, وتشغيل ملايين العاطلين عن العمل.. والعبرة ليس بالكثرة والسفينة غرقت ويجب انقاذها…والمطالبة ايضا بتخصيص سيارتين فقط للبرلماني واحدة له والاخرى لحماية لا تتجاوز أربعة رجال فقط…لان القدر ارعن والموت والمنية وعزرائيل هي حالة واحدة مهما كثرت الحمايات او قلت ,كما ورد في الاية الكريمة (ويدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة).
ولو اعترضني قاريء وقال لي انه الدستور”
لأجبته وبصريح العبارة “يابطران ” ان دستورنا مفخخ وانه ليس قرآنا منزل انه وضعي كتبه مجموعة من السياسيين الطائفيين في وقت حرج , وهو مجموعة من القوانين يمكن تعديلها وتصحيحها أو حذفها او اضافة قوانين اخرى , كما غيرت دول كبرى دساتيرها عشرات المرات وفقا لمصلحة شعوبها …وخير الناس من نفع الناس .
وعلى سبيل المثال لا للحصر,حيث كان الملك بصحبة خاله الوصي عبد الاله ومرافق واحد وسائق واحد وكان عبد الكريم قاسم حمايته شخص واحد رتبته راس عرفاء انضباط وسائق واحد وكان الوزير والمحافظ حمايته سيارة نجدة واحدة تحوي على ثلاثة من الشرطة لا غير.
ميركل المستشارة الامانية اقوى امراة حديدية في العالم تحكم الاتحاد الاوربي تركب دراجة بخارية وتسكن شقة وسط حي شعبي ,وذلك الزعيم الصيني صاحب اكبر شعب في العالم يسكن بيتا للايجار ب 400 دولار ومرتبه الشهري الفي دولار اي ما يعادل مليونيين واربعمائة الف دينار عراقي وهناك الملك الهولندي الذي يتسوق هو وزوجته في سوق شعبي راجلين لمسافة 3 كيلو متر,اما سويسرا البلد الاول في العالم من ناحية الامان والتقدم والانسانية وعلى ارضه اغلب المنظمات العالميه ,ويحكمها 8 سياسيين فقط اربعة رجال واربع نساء, وهناك شافيز و كاسترو وجيفارا وغاندي ومانديلا وعبد الناصر وبو مدين وديكول وبناظير وجواهر لال نهرو وسيكارنو والقائمة قد تطول هؤلاء اغلبهم سيخ وبوذيين ونصارى ويهود ومسيح…ونحن نحمل اشرف رسالة في الكون الا وهي رسالة القوي الامين الصادق الخلوق محمد بن عبد الله (ص ) وتجد بيننا السارق واللص وآكل السحت الحرام والمنافق والدجال ولكن…هناك اشراف قوم ,رجال رجال وكما يقولون (لو خليت قلبت ) ولكنهم قليلون لا يقوون على التغيير والاصلاح ……وهل يصلح العطار ما افسده الدهر…..!؟
مقالات اخرى للكاتب