لا شك ان الاسلام ليس طقوس دينية ولا علاقات خاصة محصورة في معابد معزولة بل الاسلام دعوة الى الحياة الى العلم الى العمل الى توطيد العلاقات بين الانسان واخيه الانسان فالاسلام التزام بالصدق والامانة والاحترام مع المقابل ومهما كان هذا المقابل وبغض النظر عن دينه عن جنسه عن لونه الاسلام دعوة الناس الى الخير الى الحب الى العلم المقترن بالعمل النافع والمفيد خير الناس من نفع الناس هذا هو شعار الاسلام
فالاسلام يمتاز بنزعته الانسانية الصرفة النقية التي لا تشوبها شائبة ولا تحددها حدود ولا تقيدها قيود انه رحمة للعالمين لكن الاسلام للاسف اختطف من قبل الفئة الباغية المعادية التي ناصبته العداء
كيف حوله اعدائه الذين اختطفوه والذين اطلق عليهم الرسول الفئة الباغية من رحمة للعالمين الى نقمة للعالمين
لهذا على كل من يسعي لخير الانسان ان يعيد الاسلام الى اهله ان يسترجع الله الاسلام من ايدي مختطفيه ويطهره من الاوساخ وينظف صورته من كل الشوائب التي لحقت به
فالذين اختطفوا الاسلام لا شك ان صورهم واضحة سواء في الزمن القديم اوالحديث فالذين اختطفوا الاسلام في زمن الرسول هم مجموعة ابي سفيان الذين اطلق عليهم الرسول اسم الفئة الباغية واليوم يطلق عليهم الوهابية التي تقودها العوائل المحتلة للجزيرة والخليج البقر الحلوب لامريكا واسرائيل وخصوصا ال سعود
لا شك ان الا سلام اختطف من قبل اعدائه لانهم عجزوا عن مواجهته والقضاء عليه اعلنوا استسلامهم وليس اسلامهم واخذوا يكيدون للاسلام والمسلمين وعندما جاءت ساعة الصفر انقلبوا على الاسلام ولكن باسم الاسلام فأفرغوه من كل قيمه السامية من الرحمة والسعادة والنور للاخرين الى شقاء وظلم وظلام للاخرين واعلنوا الحرب على كل من تمسك بالاسلام وقيمه السامية وهكذا عادت الجاهلية ورجال الجاهلية ولكن باسم الاسلام
الاسلام دعوة الى الوحدة الانسانية اي ان المسلم نزعته نزعة انسانية صرفة لا تشوبها اي شائبة من عنصرية او طائفية او عشائرية او جنسية كلكم من ادم وادم من تراب اذا لم يكن نظيرك في الدين نظيرك في الخلق فكل من في قلبه ذرة من التعصب لدينه لعشيرته لقوميته لنفسه ليس مسلم ولا يمت للاسلام بصلة
الاسلام دعوة الى العلم والعمل لانهما اللذان يصنعان الانسان وهما اللذان يعطيان للانسان قيمته ويمنحانه الكرامة والعزة
يقول الامام علي قيمة المرء ما يحسنه اي ما يعمله ما يقدمه للاخرين من فائدة ومنفعة من تضحية ونكران ذات وكلما كانت المنفعة اكبر والتضحية اكثر كلما زادت وكبرت قيمة الانسان وازداد حبه واحترامه من قبل الاخرين
فالاسلام اوله واخره هو حسن الخلق محبة الناس
اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا
ان احسن الحسن الخلق الحسن
رأس العقل التحبب الى الناس
افضل الاعمال حسن الخلق
احسن الناس خلقا احسنهم دينا
افضل عمل يأتي به الانسان يوم القيامة خلق حسن
افضل المؤمنين احسنهم خلقا
انما بعثت لاتمم حسن الخلق
الاسلام حسن الخلق
لا شك ان حسن الخلق لا يكون الا بالعلم والعمل لهذا كان يؤكد دائما على تعلم العلم ثم العمل بموجب ذلك العمل فكان يقول
العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة لكن للاسف نرى المجموعة التي اختطفت الاسلام والرسول حولت تلك القيم السامية الى خلاف ما شرعه الاسلام وطبقه الرسول حيث قالوا الجهل فريضة ومن يتعلم فهو كافر لهذا قتلوا المعلم والطالب وفجروا دور العلم لهذا فرضوا على المسلمين ظلام الجهل والامية والتخلف حتى اصبحوا من اكثر امم العالم جهلا وتخلفا
المعروف ان الرسول قام بسابقة لم تحدث من قبله ولا اعتقد حدثت بعده من اجل العلم ونشره وحث المسلمين على ذلك انه طلب من اعدائه الذين اسرهم المسلمين في معركة بدر ان يعلم كل واحد القراءة والكتابة عشرة من المسلمين مقابل اطلاق سراحهم
في حين نرى دعاة الفئة الباغية المجموعات الارهابية الوهابية تحرم العلم وتمنع المسلمين من التعلم حتى انها كفرت من يتعلم القراءة والكتابة بحجة ان الرسول محمد امي اي جاهل وتعلم العلم تعلم القراءة والكتابة عمل مخالف لسنة وسيرة الرسول محمد ومن يخالف السنة والسيرة كافر والكافر يقتل لهذا شنوا حربا طاحنة ضد العلم والعلماء والمتعلمين فذبحوا العلماء والمتعلمين وفجروا دور العلم من مدارس وجامعات وجمعيات ورفعوا شعارات لا للعلم نعم للجهل لا للنور نعم للظلام هذا ما يأمر به ديننا وهذا هو هدفنا
الله والرسالة والرسول يؤكدون ويقولون لا اكراه في الدين بأية صريحة واضحة ساطعة لا اكراه في الدين
والفئة الباغية الوهابية الظلامية تلغي كل ذلك وتكذب الله والرسالة والرسول وتأخذ بقول المنافق عدو الله والرسالة والرسول معاوية الذي يقول
من بدل دينه اقتلوه
بل ان القران الكريم يعطينا صورة رائعة وعظيمة لم تصل اليها ارقى الشعوب تطورا وتقدما في حرية الرأي والعقيدة
المعروف ان ابليس احد مخلوقات الله سبحانه وتعالى عندما امره الله بالسجود الى ادم فرفض ابليس السجود بحجة انه ارقى من ادم اي انه غير مقتنع
فنرى الله سبحانه وتعالى لم يغضب على ابليس ولم يوجه اليه اي عقوبة كأنما قال هذا رأيه وقناعته وعلى الانسان ان لا يخون قناعته
بل ان ابليس لم يكتف بذلك بانه قرر ان يبشر بأفكاره ووجهات نظره بين الناس وربما ستتغير وجهات نظر وقناعات هؤلاء
ومع ذلك فان الله لم يغضب عليه ولم يعاقبه بل ان الله اظهر قبوله بذلك بشرط ان لا يفرض ذلك بالقوة
لا شك انها صورة رائعة على احترام قناعة الانسان ووجهة نظرة ليت من يقول انا مسلم وخاصة رجال الدين والحكام ان يتمعنوا النظر في هذه الصورة ويطبقوها ويدعوا اليها
مقالات اخرى للكاتب