يبدو ان القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية وكالة ووزير الدفاع اصالة ومدير جهاز الامن الوطني ومدير جهاز المخابرات والاستخبارات قد وصل الى مرحلة الاشباع والاكتفاء الذاتي في عدد السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والاسلحة الكاتمة وهي تحصد يوميا ارواح المئات من ابناء الشعب العراقي لذا قرر ان يتجه الى الدراسة الحوزوية يبدأها بصلاة جماعة موحدة تكون بداية لمشروع انساني سيتجه اليه القائد العام للقوات المسلحة بعد ان يكون قد ادى ما عليه من حق للشعب العراقي.
وواضح ان انشغال السيد القائد العام للقوات المسلحة بالدراسة الحوزوية والتزامه بالمنهج ومقرراته قد اخذ الكثير من وقته ومتابعته لشؤون الحياة والدولة لذا استغلت المجاميع الارهابية الجبانة هذا التبتل وهذا الانقطاع الى الله فزادوا من هجماتهم الجبانة ضد ابناء الشعب العراقي الاعزل والمشاغب في ان واحد لان هذا الشعب دائم الحركة ولا يمتنع من النزول الى الشارع والتسوق والذهاب الى الحسينيات والجوامع رغم علمه بوجود الارهابيين والقتلة وهذه الافعال يتحملها الشعب ولا يتحملها السيد المالكي وهذا الشعب هو من منح الارهابيين فرصة الانتقام بحركته وتجواله ولو ان الناس التزموا بيوتهم لافشلوا مخططات الارهابيين ولمنحوا السكينة والوقار الى السيد المالكي وهو يعيد صياغة اللمعة الدمشقية بعد ان يكون قد اكمل مرحلة السطوح.
ومن علو همة السيد المالكي وهو القائد العام لكل الصفات العسكرية والامنية عدم اكتراثه بكل المفخخات والاحزمة الناسفة والاسلحة الكاتمة التي تحصد يوميا العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى في حصيلة ليست حقيقية لان همم ونفوس العظماء من امثال المالكي لا ترنوا الى الدنيا ولا تزنها بابخس الاثمان وهذا الزهد والنسك هو من جعل السيد المالكي يتوقف عن الشجب والاستنكار او اصدار البيانات او عقد المؤتمرات الصحفية لان هذه المؤتمرات وهذه البيانات تعني الامل وتعني حب الدنيا وهذه من الصفات الشيطانية التي سيلغيها السيد المالكي من قاموس حياته اليومية.
ربما سيحاول السيد المالكي اعادة ترتيب اوراقه بعد اليوم لان توجهه الى الصلاة يرتب عليه اثار اصدار الفتاوى والاجابة على اسئلة واستفسارات المحبين والمقلدين والموالين ويرتب عليه الصلاة على جنائز الضحايا وصلاة ليلة الوحشة وهي مهام واعباء ثقيلة لان حسبة بسيطة في كل يوم لعدد الضحايا والمغدورين ستجعله يواصل الليل بالنهار من اجل ان يكون عادلا مع الجميع ويؤدي الصلاة لهم.
ليس مهما من يكون المالكي سياسيا او ناسكا او متعبدا او قائدا مزينا بالاوسمة والنقوش انما المهم هو حرصه ومحافظته على ارواح الناس لكن الواقع يقول ان السيد المالكي عاجز عن اداء هذه المهمة لكن المأساة ليست في عجزه انما تكمن في اصراره على التمسك بهذا العجز الذي يدفع فاتورته الشعب العراقي يوميا.
مقالات اخرى للكاتب