حينما تشاهد مؤتمر قمة الدول الثمان وهي الدول الاكثر تقدماً في العالم من النواحي التكنلوجية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والديمقراطية , حين يلتقي الرؤساء هنالك عرف سائد هو الأبتعاد عن صفة الدبلوماسية التقليدية والقيود , ويظهر رؤوساء أعظم دول العالم بملابس اعتياديه غير مكلفة بدون اربطة عنق , يعقدون أجتماعاتهم في الهواء الطلق و ارضية الحدائق و ضفاف الأنهار , يتجولون في الزوارق والسيارات المكشوفه المعدة للنزهة ويأخذون الصور التذكارية , لا يفصلهم عن جمهورهم سوى شريط بسيط يستطيع إختراقه طفل عابث , الطبيعة بلا تكلف والواقع هو الواقع رغم ضخامة الملف الذي يتبنونه وتوضع فيه ستراتيجات تقرر وتحدد السياسات العالمية, التي في طياتها الضمانة الأهم لشعوبها ومصالحها وإيجاد وسائل الرفاهية لتلك الشعوب من خلال الأبتعاد عن الصراعات المعلنة وزج المجتمع , بأيجاد الوسائل لتبادل المنافع والمصالح والمشتركات التي تضمن حقوق الأنسان واثبات ان الشعوب هي الحاكمة و القرار بيد مواطنيها.
العراق تعصف به الأزمات بعد 2003م الى يومنا هذا و بحاجه ماسة لتضامن الشعوب ودول المنطقة معه, في موجة المتغيرات والثورات والصرعات الطائفية والصدامات العالمية , التي اجتاحت منطقة الشرق الاوسط , العراق بلد منحدر من جمهورية الخوف لا يزال يعيش بذور التشرذم والأنشقاقات التي تنعكس على طبيعة التعامل مع المحيط والسماح للتدخلات التي تؤدي الى نتائج كارثيه, نتيجة انسياق الساسة لمصالحهم الضيقة وأغراءات الدول الأقليمية .
كل شعوب المنطقه تواجه تحديات بقايا الانظمة الدكتاتورية وتمسك الأخرين بالحكم ودعم النزاعات الطائفية , شعوب وحكام يعيشون في عقدة العصور الوسطى ولم تنخرط في النظام العالمي الجديد , الذي يتوجب التاَزر والتلاحم وتوحيد الخطاب والأفعال ضد الارهاب ومواجهة الكوارث الطبيعيه والتي من صنع الانسان والتعاون في البناء في ظل حياة القرية العصرية عبر نعمة التقنيات وثورة الاتصالات وشبكات التواصل الاجتماعي , وأصبحت بيد أبعد وأبسط فرد من المجتمع ولم تقتصر على الحكام واصحاب القرار , لإسقاط تلك الترسانه من المفاهيم والديباجات المتخمه التي أستخدمها حكامنا كفزاعات للخوف من المجهول ولم نحصد منها سوى المزيد من الهزائم الحضاريه والسياسيه والعسكريه , المؤتمرات والبروتوكولات العربية والاقليمية بحاجه الى تغير مفاهيم واَليات ترتيب الأولويات والعقد السياسي ملزم للشعوب فيما بينها ووداعم الى ابناء الشعب الواحد وحكامه , فعلوم التاريخ والجغرافية والاجتماع والسياسة والانسانية متداخله في ضوء هذا المتغيرات ومحورها هو بناء دولة الانسان والمواطنة , وتبني كرامته وحقوقه ووضع الشروط التي تضمن عيشه الكريم وهذا يتطلب وضع سياسات تضع حداً لكل اشكال التصعيد الفئوي والطائفي والابتعاد عن مستنقع الثارات التاريخيه والتطلع بروح العصريه ,فالعقد الاول يبدأ من المواطن وتبنيه إذ لا تستطيع الشعوب الأنسياق خلف حكامها اذا كانت السلطات تعيش تناقض التصريحات وتصادم الأفعال والأقوال وتعارض عمل السلطات , المسؤول العراقي مطالب ومثلما اصيب بالحرج وترميم شارع المطار والمناطق التي تقام بها القمة او المهرجان الثقافي , وجلب عمال متدربون على الطبخ في درجات فاخره وهذا لا يعني ان العراق يعيش حالة الترف وهذه المنطقه لا تمثل واحد بالمليون من العراق , الشعوب العربيه والعراقيين ادركوا حقيقة ان الشعوب هي مصدر السلطات فكان رد فعلهم افتعال الصراعات الداخلية والأقليمية وتنفيذ الاجندات الخارجية , و نقلت الحقائق بشكل متناقض تعطي الأنطباع بالتصنع وثبات صفات التأبد في الحكم والسعي للتفرد كون الحكام يروجون إنهم الضمانة الوحيدة لأمن وسيادة الشعب ,وليس مثل قادة الشعوب المتحضرة قريبون من مواطنهم وواقعهم , نحتاج الى منظومه عربية تنظر الى الواقع بأيجابية لتبني سياسات تبعد الشعوب من حالة التأزم والصراع والتأمر ومنها منطلق الى بناء دولة مواطنه لا بناء سلطة الحاكم على حسابها وتكون جمهوريات وأمارات وممالك للخوف , تحترم وتحترم من قبل شعوبها وتحترمها الشعوب الأخرى , وتكون هنالك شراكات حقيقيه بين منظمات المجتمع العربي تسعى من خلالها بناء منظومة متطورة على غرار الشعوب الأخرى العريقة في الديمقراطية , واستطاعت توحيد العملات ومنظومات الطرق والتبادل السلمي للحكم وأعطاء الشعوب الحق في صنع القرار , وتوحيد القوى لضرب اي خطر إرهابي يهدد سياسة ايّ منها .
مقالات اخرى للكاتب