سؤال يُطرح باستمرار ، وخاصة عندما يقع المواطن في مصيدة البعض من ( البائعين المتجولين ) لقناني الغاز، ويعطيه ( قنينة أجنبية ) بدل العراقية ، لان هناك من لا يستطيع التمييز بينهما ..
وغياب الضمير عند البائع يوقعنا في هذه الاشكالية التي ستبقى قائمة ما دامت الجهات المعنية لم تمنع دخولها ، أو تبادر بجمعها ، وتتحمل خسائرها ، حتى وإن لم تستوردها ، بحكم مسؤوليتها عن حياة وراحة الشعب وأمن المواطن .
وأعترف أنني وكغيري الكثير ، ممن لم يلتزم بنصيحة الجهات المعنية عندما حذرت المواطن كيلا يقع في حبائل الغشاشين وفاقدي الضمير فيتورط بقنينة غاز إيرانية أو تركية أو غيرها من الجنسيات الاخرى ، و تبقى جاثمة على ( قلبه ) ، أو يدفع مبلغ يصل عند البعض الى35 الف دينار لكي يستبدلها ( بعراقية ) ، ودون ( ضمان ) أن لا يقع في ( المقلب) مرة أخرى ..
ورغم حذري ورجائي أن يعطيني قنينة عراقية ، لكني وقعت في ( مصيدة) البائع فقد إستغل جهلي بالتمييز بين الاثنتين ، والثقة التي وضعتها في غير موضعها واعطاني قنينة اكتشفت لاحقا انها ليست أيرانية فقط بل مليئة بالماء أيضا ، وليس فيها غرام واحد من الغاز…
وما دام ( الفاس وقع في الرأس ) كما يقال …كيف لي أن أتخلص منها ..؟ فاذا دفعت المبلغ المطلوب ( 35 ) الف دينار لتبديلها بعراقية ، فأكون قد سهلت تداولها مرة اخرى ، لانه من يضمن أن لا يتورط بها مواطن أخر ، .. واذا تركتها في البيت فهي بلا فائدة ، وربما يكون فيها ضرر صحي ، أو أي سبب أخر حال دون استخدامها الرسمي..
وهناك من يتساءل .. كيف دخلت القنينة الايرانية او غيرها الى البلاد …؟.. فهل إجتازت الحدود بالتهريب ، أو عن طريق القطاع الخاص ، ويفترض ان يكون التعامل معها كأي بضاعة تدخل العراق بمواصفات تحددها الدولة ، وليس ان يترك الأمر لرغبة المستورد ، والحدود مفتوحه امامه لدخول ما يريد ..فلا يجوز أن يترك التعامل للقدر ، والحظ والنصيب ، أو الصدفة عند تبديل القنينة الفارغة باخرى مليئة بالغاز بان تحظى ببائع طيب وصاحب ضمير يخاف الله ، أو تقع مع أخر عكسه ، أو يترك الامر للنصح والارشاد والتحذر فقط من الظاهرة دون علاجها والحد منها …
واذا كانت القنينة الاجنبية قد دخلت بطرق غير رسمية ، فقد مضى من الوقت الكثير على إكتشاف هذه ( القنبلة الموقوتة ) في البيوت ، كما يصفها البعض … ويفترض أن تمنع من التداول ، وتتحمل الدولة جمع واتلاف ما دخل منها خلسة أو علنا ، أو إرجاعها الى أهلها الاصليين ، فهم أعرف بها ما دامت ممنوعة عندنا ، وغير مرخص لها أن تدخل بيوتنا لاسباب حددتها الجهات المعنية …
واذا كانت هناك صعوبة لدى البعض التمييز بين القنينة العراقية والاجنبية فلماذا لا توضع علامة على القنبية العراقية المليئة بالغاز كما كان في السابق ، حيث توضع علامة حمراء عليها ، ناهيك عن شكلها وسلامتها الخارجية ونظافتها ، ولماذا لا تستبدل جميع القناني الحديدية العراقية بقاني بلاستيكية ، أخف وزنا ، وتتحمل الحرارة العالية ، وشفافة تساعد المواطن على رؤية كمية الغاز في داخلها كما هو معمول في كثير من الدول ، ما دامت هناك صعوبة في تزويد المنازل بالغاز عن طريق الانابيب بسبب توسع البناء الافقي ، والظرف المالي الذي يحول دون تزويد البناء العمودي به في الوقت الحاضر ..
فمتى نتخلص من القناني الاجنبية واضرارها ، ويتخلص المواطن من الوقوع في حبائل الفاسدين وعديمي الضمير …؟
{{{{{
كلام مفيد :
نحن بحاجة الى هدوء في وسط صاخب
مقالات اخرى للكاتب