صار مألوفا ان نلحظ زيادة نسب الاطفال والفتيان والفتيات المتجمعون امام الجوامع والحسينيات بانتظار صدقة محسن مثلما اعتدنا ان نجدهم عند تقاطعات الشوارع والساحات العامة فمثل هذه المشاهد صارت طبيعية جداً ونتيجة منطقية لحالات الفساد والنهب المنظم وهدر المال العام التي مارسها ويمارسها كبار السيياسيين منذ ما بعد الاحتلال الاميركي للعراق في نيسان 2003 والى الان فاضحت الخزينة خاوية وبطون غالبية ابناء الشعب خاوية .. كل هذا صار امر واقع نعيشه شئنا ام ابينا مثلما اعتدنا على سياسي الزمن الرديء والاغبر ان يتحفونا بخطبهم ودعواتهم ونصائحهم من على شاشات الفضاء وهم ينادون باعلى اصواتهم بضرورة محاربة الفساد والمفسدين فيتعاملون معنا كقطيع يساق بحسب اهوائهم فنرضى ان يسرقونا ويجوعونا وما علينا الا السكوت بل التسبيح بحمد العملية السياسية التي جلبت لنا ديمقراطية القتل والنهب وضياع القانون وانتهاك الحقوق وو ..يتحدثون عن الكرامة التي اهدروها بصفقاتهم وحرمانهم اطفالنا من ابسط حقوقهم بحياة كريمة مضمونة ولو بحدودها الدنيا .. ولاندري كيف يريدوننا ان نصبر عليهم ولانتظاهر ونحن نرى يومياً اطفال في عمر الورد ووربيع العمر في الشوارع ؟ ماهي الصورة التي تطبع في عقول هؤلاء وهم يسمعون من هنا وهناك عن حياة ابناء المسؤولين وعوائلهم في الخارج والداخل ؟! اي مستقبل ينتظر هؤلاء ؟! وباي طريقة يمكن ان نقنعهم بالدفاع عن عملية سياسية اهدرت كرامتهم بعد ان سرق رموزها مالهم ؟!
نعلم ان السياسيين من دون استثناء المسؤولين منهم او من هم خلف الكواليس يمارسون ادورارهم المرسومة مرؤساء كتل او غيرهم .. معممين او غيرهم اعضاء مجلس نواب او اعضاء في السلطة التمفيذية في مجلس الوزراء او رئاسة الجمهورية ،مشتركون في ما حصل من كوارث وويلات ومأسي تحمل نتائجها الوطن والمواطن ، لذا فمن المعيب ان يطلب احد منكم من طفل يقضي كل النهار وجزء غير قليل من الليل مع امه في الشارع او من مواطن ملتاع ومفجوع ان لا يلعن الساعة التي اقعدتكم فيها اميركا على كراسي المسؤولية ونصبتكم اوصياء علينا وهي تعلم انكم في قرارة انفسكم لم تحلموا يوما ان يكون الواحد منكم ملاحظ في وزارة !! لم تتعلموا من آيات القران ولا من سيرة الائمة الاطهار او الصحابة الكرام اي شيء بل خنتم الدين وجل ما تعلمتوه وبالصدفة ان تكذبوا وتكذبوا وتصدقوا انفسكم كما قال غوبلز الذي لايعرفه اكثركم بالتأكيد !
لم تتعلموا من الدين ولا من دول الكفر كما تصفونها في احاديثكم الخاصة احترام الانسان ولم تتعظوا من تجارب التاريخ القريب ولا البعيد واخرج كل واحد منكم فرعون نفسه فطغى وتوهم انه يمكن ان يتمادى ! من حقكم ان تفرحوا بنجاح اساليب التسوبف والمماطلة والخداع وما رافقها من قمع علني او في الخفاء لانهاء التظاهرات السلمية ومعها لسح كل وعودكم حتى بالاصلاحات الجزئية .. لكنكم واهمون لان من تظاهر في شباط 2011 لم ييأس وعاد اكثر قوة واصرار في تموز 2015 وسيعود اكثر عزيمة ومضاء لانهاء حالة الظلم والهوان وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .! انه وعد الله لعباده المؤمنين وانها ارادة الملايين الجائعة والمظلومة وياويل من يتفرعن على المواطن ياويله !
مقالات اخرى للكاتب