احسب ان من الوهم تصور تنظيمات داعش بصورة تترك انطباعا لدى الاخرين بأنها بعض زمر ومجاميع هدفها القيام بأعمال اجرامية هنا او هناك .
وخليق بنا ان نوصف عدونا بصفاته الحقيقية ليتضح للجميع بان قواتنا المشتركة انما تقاتل عددواً شرسا متمرسا بمختلف ضروب القتال . كما يجب القول بأن هذا التنظيم الارهابي هو التنظيم الاشد امعاناً في السوء ولا بد من النظر اليه بعين الفاحص المتحري باعتباره امرا واقعا تبعا لما يقضي به الحال .
وعلى الرغم من ضراوة القتال وتعقيداته الا ان مقاتلينا بما يمتلكونه من معنويات عالية يعتورهم على الدوام شعور بأن النصر في متناول ايديهم ونستدل من ذلك على عظيم ثقتهم التي تعكس تلهفهم لملاقاة عدوهم باصرار وشجاعة .
وفي هذا السبيل لا بد من التذكير بأمكانات العدو الداعشي التي تستحق الوقوف عندها لتبيان ضخامة واهمية ما انجزته قواتنا المشتركة من صفحات قتالية تجاه هذا العدو المتمرس والذي يقاتل خارج انماط القتال المألوفة .
والواقع ان داعش يمتلك خبرات جيوش بأكملها نظراً لانضمام اعداد كبيرة من الجيش السابق لصفوفه ومن شتى الصنوف العسكرية علاوة على عناصر من الامن والمخابرات والاستخبارات السابقة فضلا عن جهاز الامن الخاص وفدائيو صدام ناهيك عن اعداد كبيرة من منتسبي التصنيع العسكري السابق يضاف الى ذلك ما يمتلكه هذا التنظيم من مهارات خاصة بأساليب التفخيخ وزرع العبوات الناسفة والرصد والقنص ووسائل تعويق حركة القطعات وخبرة متراكمة في حفر شبكات الانفاق العنكبوتية والخنادق الى جانب ما يتمتع به داعش من خبرات تقنية حملها المتطوعون الاجانب المنضوين في صفوفه وهذا يعني بالتأكيد ان قواتنا المشتركة انما تقاتل فصائل نخبوية بأمتياز .
وبأزاء ذلك كله استطاع الجيش العراقي المتأسس حديثا والشرطة الاتحادية وقوات التدخل السريع والفرق الذهبية التابعة لقوات جهاز مكافحة الارهاب وبأسناد ميداني من قبل الحشد الشعبي والحشد العشائري وما تقدمه القوة الجوية وطيران الجيش من اسناد جوي ان يتقدم في معاركه ليصبح في نظر العالم بمصاف الجيوش الحديثة من حيث التدريب والتسليح ويمكننا القول ان هذا الجيش قد اكتسب خبرة نوعية من جراء مقاتلة داعش الارهابي لاسيما على صعيد القدرات القتالية الميدانية من مثل المداهمة وحرب الشوارع والسرعة الفائقة في الانقضاض والوصول الى الاهداف المرسومة بصبر وأناة .
ومن بين العوامل المؤثرة الاخرى ما يمتلكه الجيش العراقي من طواقم هندسية ذات خبرة متطورة في تفكيك المفخخات وإبطال مفعول العبوات الناسفة ونصب الجسور وغيرها .
ومن دون ادنى شك فأن الجيش العراقي بهذه القدرات قد اصبح جيشا قويا ذا قدرات حاسمة في المعارك التي يخوضها ضد الارهاب وقوة ضاربة تفوق في امكاناتها جيوشاً عدة في المنطقة لاسيما وانه لا يقاتل عدواً سهلا على الاطلاق . اذن ثمة حاجة الى توصيف عدونا الذي نقاتله بضراوة بقدر وافر من الموضوعية انصافا لانتصارات جيشنا التي يتلقاها الناس في بشر وابتهاج .
وعلى هذا النحو فأن معركة الفلوجة هي بمثابة رهان وامتحان لكلا الطرفين اللذين حشدا كل ما لديهما من امكانات ولكن سرعان ما ظهر على مستوى الميدان التفوق الواضح والحاسم للقوات العراقية المشتركة وتجلى ذلك في انقضاضها السريع في بداية المعركة وتحريرها لاغلب القصبات المحيطة بالفلوجة برغم الاستحكامات المنيعة التي دأب العدو على إنشائها على مدى سنتين ونصف من الاحتلال ومن ثم التقدم بنحو لافت وسريع الى عمق مدينة الفلوجة وتحرير أحيائها الواحد تلو الاخر لتصبح بوابة ورمزاً لتحرير كامل التراب العراقي المغتصب .
لقد عانى مواطنو الفلوجة والقصبات المحيطة بها الامرين من جراء ممارسات داعش الارهابية واشتدت عليهم وطأة الظروف وفضاعة الاثم الذي مارسه داعش تجاههم وتجاه عوائلهم الذين رأوا اساليب القتل والترويع بأشكاله كافة وهم الان ينتظرون العودة الاكيدة الى بيوتهم لينعموا بالراحة والامان اما الدواعش فقد عصف بهم شعور من الذعر والاستسلام واصبحوا اشبه ما يكونون بأشباح مذعورة بعد ان اصبحوا على مثل اليقين بأن قواتنا المشتركة قادرة على خطف النصر النهائي بتفوق وثبات منقطع النظير وما على العدو الداعشي سوى التفكير بالعواقب الوخيمة المرتقبة التي تنتظرهم في النهاية .
لقد ايقن الدواعش في معارك تحرير الفلوجة قدرات جيشنا العراقي وقوبلت تحدياتهم بتحديات اكبر من قبل قواتنا العراقية المشتركة في مختلف ضروب القتال وانتزعت قواتنا النصر بأصرار وعزيمة ليصبح عنواناً لانتصارات اخرى في مناطق مغتصبة ذات اهمية فائقة مثل مدينة الموصل التي ستحرر بذات الطريقة البطولية لجيشنا وحشدنا الشعبي والعشائري مهما تفاقمت في صدور الدواعش روح الانتقام والاجرام .
مقالات اخرى للكاتب