Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ما يجري في العراق امر طبيعي .
الأربعاء, كانون الأول 7, 2016
صادق العلي



مدخل : سألني احدهم عن الاوضاع في الوطن ؟ طبعا هو يقصد العراق , قلت له , ما يجري امر طبيعي !, لم يستغرب الملل الذي انتابني من سؤاله واجابتي , ولكنه استغرب اختزالها بهذا الشكل , فطلب توضيحاً ولو مؤجلاً فكان هذا المقال . 
قد يرى البعض ان ما يجري في العراق منذ سنة 2003 الى ما شاء اهله , ان ما يجري هو مخطط غربي ينفذه عملاء باعوا وطنهم واخلاقهم للمستعمر , اخرين لا يريدون ان يستقر الوضع في العراق , غيرهم يريد تحطيم المجتمع وضرب مكوناته بعضها بالبعض الاخر , هكذا طروحات تجعل جميع مكونات المجتمع العراقي بعيدة عن الشبهات وعن الاتهامات, إذ ليس هناك من يحدد العملاء , ومن هم البعض الذي يريد تدمير الوطن , ولا يستطيع تحديد من هم الاخرين الذين تعاونوا مع الشيطان كي ينفذوا المخطط الاستعماري الشرير . 
بما اننا اناس طيبون وشرفاء , وتربينا في كنف عائلات محترمة , وان امهاتنا حنونات طاهرات , ايضاً لان ديننا هو دين الحق الوحيد , واننا ملتزمون بتعاليم الخالق فلا يجب ان يحدث هذا لنا , اما وان وقعت الكوارث على رؤوسنا فأنها بلا شك اختبارات الخالق لعباده الصالحين , ونحن اكثر صلاحاً من غيرنا بالتأكيد .
هذه الاسباب والحلول تجعل اغلبية مكونات المجتمع العراقي توافق على ما يجري , بشكل او بأخر وتساهم به , اما بالقتل او بالسرقة او الرشوة , او اي وسيلة اخرى يراها ذلك المكون مناسبة له , والمساهمة هنا ليست من اجل تحطيم الوطن , ولا من اجل تدمير بنيته التحتية , ولكن من اجل اعادة بناء الوطن وفق تصورات ومعطيات خاصة يعرفها قادة تلك المكونات في هذا الصراع .
بمعنى :
لم تفكر المكونات العراقية يوماً بمصير الشيعة او الاكراد ابان حكم البعث , بالتحديد في فترة حكم صدام حسين , لم يفكر سنة العراق بمصير اخوانهم في الوطن , من ابناء المحافظات الجنوبية , وكيف كانوا يساقون للموت والجوع , بينما هم ينعمون بالحياة الكريمة , لم يفكر المستفيدون من القومية العربية بالفقراء من ابناء جلدتهم , وهم يبيعون اخر ما يمتلكوه وهي اجسادهم في عواصم العهر العربي , لم يفكر المسيحي والكلداني والاشوري وغيرهم بالاخرين , على اعتبار انهم اقليات متناثرة في وطن تحكمه اغلبية مسلمة , وعليه يجب ان ينسقوا اوضاعهم مع الحكومة وقتئذ , ايضاً لان الحكومات تعتمد بشكل كبير على الاقليات , لانها تشتري ولائهم من اجل حمايتهم من حكم الاغلبية .
كان الجميع يرى ان الاوضاع طبيعية , السيد القائد يسيطر على مقاليد الحكم بشكل طبيعي , المعارضة الى مقاصل الاعدام بشكل طبيعي , الفقراء يبيعون بناتهم في عواصم الاشقاء بشكل طبيعي , الشباب اما حطب للحرب او للهجرة ايضاً بشكل طبيعي .
اين الوطن في كل هذا ؟. 
الوطن بعيون الاخرين ... الوطن كما اراه ... الوطن كما يراه غيري ... ليس هناك رؤية واحدة كما ليس هناك وطن واحد .
الافكار الجماعية وان كانت عظيمة , ان لم تثبت صحتها على ارض الواقع , ليس من حق المنظرين لها مطالبة الاخرين بقبولها نظرياً . 
ضعفاء الامس ... اليوم هم الاقوى !.
فقراء الامس .... اليوم هم اكثر ثراءً !.
المغلوبون على امراهم ... هم اصحاب القرار اليوم .
ما كان يرفضه ضحايا الامس .... اصبح ينادوا به كونهم جلادوا اليوم !.
الذين تجاهلوا ابناء جلدتهم بالامس .... اليوم يصرخون من التهميش والتشرد !. 
هي حركة الزمن .
البعض غير مرغوب بهم في هذا الجميع , بالنسبة للطرف الاقوى , بتعبير ادق انهم امر واقع على هذه الارض , وبالتالي لا منطق مشترك يجمعهم , فقط يجمعهم منطق الكذب !.
فما هو الكذب الذي جمعهم ؟ :
منطق الكذب ينقسم الى كذبتين يتناولها الطرف القوي والطرف الضعيف بنفس الالية , ولكن بأوقات ومواقع مختلفة .
اولاً اكذوبة الوطن : بعقة الارض التي تسفك عليها كرامة ابنائه وشرف بناتهم , بقعة الارض يصفع فيها الاب امام ابنائه , هذه الارض من المستحيل ان تسمى وطن . 
ثانياً اكذوبة الدين : لم تتوافق الاديان الابراهيمية يوماً قط الا على الحرب , ولم تتوافق المذاهب الاسلامية قط الا على انتصار احدها على الاخر , وعليه من المستحيل ان يسمى دين .
اما العروبة والقومية العربية فهي الاكذوبة الاحدث على المجتمع العراقي , اذا ما قارنا بين تاريخه الطويل كمجتمع وبين هذه الفكرة الهجينة , وعليه من المستحيل تجمع كل هذه المكونات تحت شعاراتها .
كيف يشعر الانسان بالانتماء الى ارضه والى وطنه , وهي خليط ما تقبل بعضها البعض الاخر ؟.
متى يكون الانسان مديناً لارضه ولوطنه , وهناك من يتربص به في كل الاوقات ؟.
ما جرى بالامس كان امر طبيعي للبعض .... ما يجري اليوم امر طبيعي للبعض الاخر . 



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.42944
Total : 101