اليوم، تحل الذكرى 1352 لإغتيال وإعدام آخر فرسان الأسلام النبلاء والنسخة اليسوعية الثانية في إنسانيتها ( علي بن أبي طالب).. اليوم ذكرى إسكات صوت العدالة وذكرى التمرد على السماء وذكرى إغتيال الشرف الرسولي والرسالي في أمة محمد.. اليوم تمرّ فاجعة الأغتيال السافر لشخصية تأريخية أصبحت تُحاكُ أحاديثها كما تُحاك أحاديث الأساطير والغرائب والعجائب ، اليوم ذكرى إغتيال أكثر رجال تأريخ الجزيرة العربية حظوةً ومحبة وإجلالاً في فقه وتأريخ كل المذاهب الإسلامية ( المالكية والحنبلية والشافعية والحنفية والشيعة )..
اليوم أعلن المَعبَد الديني للسلطة الإسلامية الحاكمة أنذاك عهريته المذهبية في إصداره لقرار الإغتيال الآثم. فاليوم توقفت الرحلة الطويلة لأنكيدو الباحث عن زهرة الخصب والحياة لشعبه ، واليوم أفل وإنطفأ قبس نار برميثيوس الباحثة عن الحرية الشعبية والمعرفة الأبدية ،واليوم سقط على الأرض فانوس ديوجونيس الباحث عن الإنسانية وسط ركام الإنسانية ليرجع بائساً ومُحبطاً.. فاليوم ذكرى إغتيال تأريخ طويل من الإنسانية.
ولكن ، سقط عليٌ جثة هامدة على أوراق التأريخ ليمحو بدمائه ماراح يُسيء إلى شرف الفقراء والتعساء والأبرياء والغرباء والنساء والحقوق المقموعة والأصوات المُهمشة، كما سالت على الصليب دماء التطهير الروحي اليسوعي.
نعم، إغتالوا علياً ، لكنهم زرعوا في كل مذهب من المذاهب الإسلامية علياً ثانياً. فها هو علي بن أبي طالب ينبت من جديد كزهرةٍ ترفض أن تذبل وترفض أن تموت.
قتلوا علياً، لكنهم أحيوا في التأريخ ذكرى إعلانه قدّيساً من درجة النُخبة.
إلى روح علي بن أبي طالب
في ذكرى السقوط الأخلاقي للسلطة الدينية أنذاك..
وذكرى الأقدام المٌستريحة والضمائر المُتعبَة.