Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
هل سقط المجتمع العراقي اخلاقياً؟!!
الجمعة, آب 29, 2014
يوحنا بيداويد

اصبحت بديهية عند الشعوب ان تكون نتيجة كل حرب هي نتائج سلبية تأثر على النظام الاداري والاقتصادي والاجتماعي- الاخلاقي لمجتمع ذلك البلد، لهذا نرى اليوم الكثير من الامم والشعوب تتفادى الحروب باقسى ما تستطيع، لانها تعتبرها اتون لحرق ابنائها. في العراق بلدنا الام، البلد الغني بكثير من موارده الاقتصادية وتاريخه العظيم والعريق اكثر من اي حضارة انسانية اخرى في العالم. هناك مصيبة كبيرة ترافقت نتائج الحروب الكثيرة والعملية السياسية الفاشلة التي مر فيها المجتمع العراقي منذ عقود بل قرون كثيرة.

انني لن اتحدث عن ما حصل في التاريخ العراقي القديم، فمحطات التاريخ الاسود المصبوخ بدماء ابنائه كثيرة جدا، فمنذ سيطرة الاخمينيون على بابل بعد خيانة احد قادة جيشها سنة 538 ق م الذي يعد اخر حكم عراقي رافديني ومن بعد ذلك لم يحل السلام والامان لحد اليوم،.

لكن نركز حديثنا في هذا المقال على القرن العشرين بعد انسلاخ العراق وتحرره من حكم العثماني العفن الذي دام اكثر من اربعة قرون. ما نلاحظه في تاريخ الشعوب في هذه المرحلة من التاريخ ، ان الشعوب والامم استفادة من الحضارة الانسانية الحديثة والتي اصبحت مشتركة، فكل دولة بنت لنفسها نظام سياسي وثبتته على شكل دستور، ومن ثم اعطت الصلاحية لممثليها او يقوم الشعب بنفسه بالتصويت على تجديد اي فقرة إن احتاجت الى التجديد.
كذلك اهتمت هذه الدول بالنظام الدراسي وتشجيع ابناء البلد على الابداع والابتكار والاختراعات، لكن الاهم من اي شيء شجع قادة ومفكري هذه الدول التي اصبحت اليوم متقدمة على ترسيخ مفهوم روح المواطنة والالتزام بالقانون و حماية حقوق الفرد، وعلمت الفرد ان مصحلته هي ضمن مصلحة الدولة او المجتمع بالعكس.

هكذا بنت الشعوب العالم الاولى لنفسها دول ومجتمعات متقدمة عبر النظام والقانون يلزم الفرد الالتزام به، فوصلت المرحلة في الدول المتقدمة مثلا اذا تعطلت اشارة المرور في تقاطع معين في اي مدينة من الدول، خلال دقائق يتم اعلام الجهة المسؤول عن تصليح العطل، وهكذا عن الجريمة والحوادث والحرائق وعن كل مشكلة تواجهها الحكومة لا بالاحرى ان عدد رجال الشرطة قليل جدا مقارنة مع عدد النسمة لان المواطنيين يلتزمون للقانون وايضا يساعدون على ضبط المخالفين عن طريق اتصالهم واخبارهم الجهات المسؤولة عن اي خرق قانوني، بمعنى ان هذه تعيش الدول في سلام وامان لان مواطنينها يحمونها ومخلصين وملتزمين بالقوانيين بلدهم.

ما يحصل اليوم في العراق، ليس سقوط النظام السياسي اوالبنية التحتية اوكثرت المجرمين الذين فتحت ابواب السجون لهم او كثرت السراق نتيجة الفقر او كثرت السياسيين الانتهازيين، حتى مرحلة ظهور الداعشيين السفاحيين، وانما سقوط المجتمع العراقي اخلاقيا. طبعا انا هنا لا اعني كل المجتمع او كل العراقيين وقعوا في هذه الرذيلة ، لان دائما هناك طيبون وانقياء القلوب، ولكنهم حقيقة اجد نفسي مجبرا على ان اقول الحقيقة هنا، انهم قليلون جدا جدا. ما لاحظته منذ زمن بعيد ان روح المواطنة قد اندثرت عند العراقيين لا سيما بعد مرحلة التغير اي 2003م. العراقيون ربما فقدوا الامل في ايجاد نظام عادل او ليس لهم صبر نتيجة السقطات السابقة اوقيام المظلمومين في عهد النظام السابق على الانتقام والحصول على حقهم، وهكذا لم يبقى مواطن عراقي واحد لم يتم اجباره على تغير موقفه او نظرته او علاقته بالوطن، وكأن ارض العراق و مياه دجلة والفرات هما اوقعا الظلم عليهم وليس اخوتهم الذين فعلوا ما يفعلونه انفسهم اليوم.

فالمنظومة الاخلاقية العراقية برأي الشخصي بعد2003 سقطت من ضمير العراقيين بل اندثرت، واصبح الناس لا بخافون من القانون ولا يخافون من الله او القيم الدينية ليس له اثر عليهم( المفسرون الفاسدون في الدين كثيروا) ولا يستحون بعضهم من البعض اخلاقيا، واصبح الدين حمال الاوجه، وكل واحد يتستر وراء اقنعة عديدة وبعيدة عن هموم الوطن والارض والهوية، كل واحد حاول و لازال يحاول لقطع اكبر قطعة ممكنة من جسد الفريسة التي وقعت (ارض العراق) اي ممارسة السرقة من مرتبة الوزير الى اخر فرد في اي دائرة حكومية، كل واحد تخلى عن القيم الاخلاقية او مبدا او تعليم ديني بضمير انساني حي ولبس القناع او عدة اقنعة ونزل الى الى الشارع يبحث ( يسرق) عن حصته من الفريسة باي طريقة كانت.

مع الاسف استطاع وكالعادة الجميع تبرير سقوطهم الاخلاقي بعد ان اختزلوا الضمير الانساني من انفسهم و ابتدعوا لانفسهم حجج واهية اما باسم الدين او المذهب او القومية او القبلية او المنطقة، (اي الغاية بررت الوسيلة)، لكن الهدف الاصلي كان الحصول ( سرقة) على اكبر قطعة من جسد الفريسة المذبوحة على يد ابنائها.

طبعا هذا التغير لم يحصل من لا شيء وانما هيأت الظروف الدولية له، ولكن عادة البقاء للاقوى، وهنا الاقوى هو من كان يستطيع ان يفهم الوضع ويغلب العدو او الصديق الذي اوصل العراق الى حد الضياع، ويتخذ القرار الصائب ان لايقع في هذه الفخ، ولكن مع الاسف نقول كان هناك في السابق نخبة محدودة تحكم العراق غير ملتزمة بالاخلاق والقيم الانسانية، لكن بعد التغير استطيع ان اقول معظم السياسيين اي 95% اياديهم ملطخة بالدماء ابناء الشعب العراق لا سيما الابرياء واموالهم التي يمتلكونها هي مسروقة بنسبة 80%، اي حكام العراق الجدد او النخبة السياسية الجديد سقطوا اخلاقيا وانسانيا ودينيا .

فمن هو القائد الذي يعيد الى العراق ( الفريسة المذبوحة) الروح او نسمة الحياة جديد؟ هل بقى لنا امل في هذه الوطن وكيف؟.
انا شخصيا لن يعد لي امل في الحصول على شيء، بل كل شيء يسير نحو الانحطاط والخراب والدليل ما يقوم به الداعشيون والدول العربية والاسلامية ساكتة وكانها مؤيدة، بل هناك الكثير من العراقيين ايدوا وساندوا بل انخرطوا في الداعش التي اسوء مجتمع ظهر في التاريخ وفي نفس الوقت والكل يتفرج بل منهمك في السرقة والوطن يحترق بل يفقد وجوده، لان العراقيين اصلا فقدوا عراقيتهم بل باعوها للغريب مقابل المذهب الديني او القومية او المال الفاسد المسروق، لان العراقيين فقدوا طعم الافتخار بهويتهم الرافدينية وتاريخها العريق الذي يرفع المثقفين الغرباء حينما يتم ذكر اسم حضارة مسوبوتوميا. بل كان الذين يعيشون في العراق هم ليسوا اصحاب هذا الوطن ، ككلهم غرباء ؟!!

في الختام اقول للمنتقدين ارائي هذه، قد يصفونها متشاؤومة او محبطة، اقول نعم ان محبط، كيف لا اكون محبط، لقد اصبح لاهالي الموصل المرحليين من المسيحيين واليزيديين اكثر من شهرين خارج بيوتهم بدون مأوى ومأكل او دواء او مدارس او ملبس او راحة اونظافة، الحكومة المركزية لحد الان لم تقم باي عمل انساني او اخلاقي الذي هو جزء من واجبهم لم تقم بتقديم مساعد فورية تركتهم بدون استحاء وكأنهم ليسوا عراقيين. ليقرا هؤلاء المنتقدون ان تعجبهم ارائي كتب العلامة العراقي الدكتور علي الوردي (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث) . املي ان لا يطول الليل الدامس بالظلمة الذي يعشه ابناء هذا الوطن، وليفكر السياسيون الحاليين عن حلول العملية المعقولية للتخلص من السرطان الذي اصاب ضمير وجسد هذا الوطن العزيز، وليعيدوا القيم الاخلاقية والانسانيةعن طريق فرض القانون والعداولة والمساوة بين ابناء الوطن الواحد ويتخلصوا من عقد المذاهب وغيرها.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.49454
Total : 101