Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
٤ كلينكس و ( العدل أساس الملك ) !!
الاثنين, آب 29, 2016
د. خليل الجنابي


الفضيحة التي جرت  في مدينة السماوة على أثر الحكم اللا إنساني بعام واحد على طفل بعمر الورود ( ١٢ عام ) لم يبلغ سن الرشد بعد وهو نازح من الأنبار كان قد ترك بيته غصباً بعد أن كان فوقه سقفاً يأويه وعائلة تحتضنه ، وطعاماً متوفر يملأ معدته ، ومدرسة يتعلم فيها  ويلعب ويلهو مع أقرانه دون خوف أو وجل ، وفجأة وجد نفسه غريباً شريداً تطارده النظرات وترصده عندما مدّ يده لأخذ ( ٤ علب  كلينكس ) لا يساوي ثمنها ( رغيف خبز ) يسد به رمقه ويشبع بطنه الخاوية . ليس هنا في وارد ( القصاص والعقاب ) ، وعلى السارق أن يدفع الثمن ، وهذا العدل بعينه ، لكن من غير العدل هو أن لا يُنظر إلى موضوع السرقة ومسبباتها ، وهل كانت إمتداداً لسرقات أخرى قديمة حتى أصبحت عادة سيئة يجب ردعها وإيقافها . الطفل نازح ، والنزوح جماعي مع أهله وأقربائه وأصدقائه ، ولم يبق شيئاً في أيديهم يقتاتون به ويعتاشون عليه ، جوع ، عطش ، مرض ، يأس ، حالة نفسية متدهورة تحتاج إلى جلسات طبية عديدة لعلاج آثارها ، وبعبارة أوضح لم يعد هناك من مرتجى  لإعادة كل شيء إلى وضعه الطبيعي . لذا جاءت حالة الإحباط دافعاً للتمسك بالبقاء ، وهو ما قام به الطفل تفادياً للموت من الجوع بأن تمتد يديه النحيلتين لأخذ ولا أقول سرقة ( ٤ علب كلينكس ) لغرض بيعها وشراء ما يسد به رمقه ويبقيه على قيد الحياة . أنا لست قاضياً ، ولست ضليعاً بالقوانين الجزائية  وأي القوانين الواجب تطبيقها ، ولكني أتساءل هل هناك أمور إنسانية تدخل بين سطور القوانين لتجعل منها لينة وأكثر واقعية وغير جامدة . لقد شاهدت فيديو جميل مصدره إحدى ( دول الكفر )  لمحاكمة رجل إرتكب ( مخالفة سير ) وأثناء المحاكمة جلب الرجل معه زوجته وإبنه الصغير الذي يبلغ من العمر خمسة سنوات ، وعند المحاكمة ، توقف القاضي لبرهة عند مشاهدته ذلك الطفل الجميل ، وطلب من الرجل أن يسمح لإبنه الصغير أن يأتي ليجلس إلى جانبه وطلب إذناً من الأب أن يضعه في حجره فوافق الأب . وبعد أن سأل القاضي الطفل عن إسمه وعمره ، قال له والدك قد إرتكب مخالفة مرورية ، وحسب القانون الذي بين يدي عليّ أن أحكمه بغرامة تتراوح بين ( ٩٠ و٣٠ و١٥ دولار ) ، وإن كنت أنت القاضي بأي مبلغ ستحكم عليه ؟ ، أجاب الطفل بـ ٣٠ دولار ، فإبتسم القاضي وقال للطفل : شكراً لقد ساعدتني بالوصول إلي الحكم المطلوب . وسأل القاضي الطفل ، هل تناولت الفطور قبل أن تأتي إلى المحكمة مع والدك ؟ قال الطفل لا . أجابه القاضي فأنا أطلب من والدك الآن أن يذهب معك إلى ( المكدونالد ) ليصرف عليك المبلغ الـ ٣٠ دولار ، فهل أنت موافق  ؟ ، أجاب الطفل مبتسماً نعم .   نعم .. هناك قاضي ومحكمة وقانون ، لكنه لم يكن قاضياً متحجراً ولا  قانوناً جامداً لا روح فيه ولا نفس يُطبَق بالمسطرة وبالسنتمترات وأجزاءها  ، بل فيه من روحية الإنسان إنسانيته ، التي تدعو إلى الخير والصلاح لا إلى العقاب القسري غير المبرر . ومن بلاد العم سام هناك مثلاً آخر ، حيث تم في ولاية ألاباما الإبلاغ عن حالة سرقة من ( سوبر ماركت ) بطلتها إمرأة سوداء إسمها هيلين ، وعندما حضر الشرطي لإعتقالها بتهمة السرقة ، وجد أن هيلين قد سرقت (  خمس بيضات ) ، وقالت له أنها لم تأكل منذ يومين هي وعائلتها . قرر عدم إعتقالها بل على العكس تماماً إشترى لها ( سلة بيض ) وأخذها بسيارة الشرطة إلى منزلها ، وبعد يومين جاء مع زميل له بسيارتين محملتان بالطعام من تبرعات جمعها لها حيث قالت له : إنه لا حاجة لأن تفعل لي كل هذا يا سيدي !! . 
كان رد الشرطي : إننا لا نحتاج إلى القانون أحيانا بقدر ما نحتاج إلى اﻹنسانية . ولنعود إلى المحكمة الموقرة التي حكمت على الطفل الأنباري  وإلى السيد القاضي الذي نطق بالحكم ، هل أن هذه الهفوة التي قام بها هذا الطفل الغلبان تتساوى مع سرقة المليارات والتي قام بها البعض مِن مَن لهم السلطة والجاه وأطلق سراحهم لعدم كفاية الأدلة !!  . والآن هل هناك من نص قانوني يُحرم الرأفة والرحمة حين يقتضى الأمر ، وأن شعار  ( العدل أساس الملك ) الذي قاله إبن خلدون يبقى جامداً لا يتحرك منذ القرن الرابع عشر !! .

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46707
Total : 101