العراق تايمز: كتب عباس حسن الجوراني
مشاعر حزن ودموع محبة في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد محافظ البصرة الأسبق محمد مصبح الوائلي, وبحزن عميق ضاقت به صدور الحاضرين وقلوب يعتصرها الالم, وفي اجواء يصعب على الناظر وصف تفاصيل اشجانها ومجرياتها, استذكرت جموع الوفود القادمة من البصرة والناصرية وبغداد فضلا عن الذين حضروا من احياء مدينة النجف الى مقبرة وادي السلام فقيدها المغدور ابن البصرة البار ومحافظها الاسبق محمد مصبح الوائلي, الذي ما زال ملف اغتياله تحت عنوان مجهول على الرغم من مرور عام على الجريمة البشعة التي استهدفته وسط المدينة التي لم يخرج منها حتى بعد التداول السلمي لتسليمه مهام المحافظة والذي لم يخرج منها الا برصاصات غادرة.
وقد افصحت رؤى المشاركين في الذكرى السنوية الاولى لاستشهاده في رحاب مدينة امير المؤمنين ,حيث اجتمع الحاضرين في مقبرة وادي السلام وهم يهتفون بخسارة علم من اعلام محافظة البصرة ورمزا من رم,زها السياسية التي يصعب تعويضها في هذه المرحلة المهمة كما وصفها.الدكتور نديم الجابري عضو مجلس النواب السابق متحدثا لنا . كان الشهيد محمد الوائلي من افضل الشخصيات السياسية في البصرة واقوى شخصية سياسية تعمل بجد ونزاهة , حيث يتمتع بخلق رفيع وفكر سياسي واحساسه المرهف اتجاه بلده عامة والبصرة بوجه خاص , وله دور فاعل ومؤثر في العملية السياسية ولاشك كانت اكثر الجهات السياسية تعلم جيدا سيكون الشهيد محمد مصبح رقما مهما في المرحلة القادمة , وهذا ما لايروق لبعض الجهات السياسية , وايضا يعتبر الشهيد من المصلحين الذين خسرهم العراق بكفاءته العالية ونزاهته .
الأستاذ جابر خليفة جابر عضو مجلس النواب السابق الذي تحدث لنا ايضا عن الشهيد محمد مصبح الوائلي ,
لابد من القول ان الشهيد محمد مصبح الوائلي هو اول محافظ منتخب في محافظة البصرة وهو من عائلة بصرية مجاهدة عريقة معروفة بأنجازاتها ودفاعها عن البصرة على مر العصور لاسيما هو حفيد الشيخ الشهيد شلال الفضل الذي وقف بوجه الاحتلال البريطاني حتى استشهد بالقرب من منطقة (كوت الزين) ,ومن اهم انجازاته الحفاظ على الهوية البصرية والوقوف بوجه كل المحاولات الخارجية التي تحاول تفكيك اللحمة العشائرية البصرية والوقوف بوجه كل من يعمل لصالح دول
اقليمة وغير اقليمة وهي نفسها التي قامت بتسقيطه وتشويه سمعته بعد ان فشلت بمبتغاها ومن انجازاته ايضا هو الحث المستمر على تطبيق الدستور لاسيما التداول السلمي الذي عمل به بعد تسليمه مهام المحافظة بعد ان انتهت ولايته الى الدكتور شلتاغ وسط اجواء ديمقراطية يشهد بها القاصي والداني والاعلام كان حاضرها ولدية الارشيف الكامل بذلك , الكلام عن الشهيد محمد الوائلي كثير لعلاقة امتدت ما يقارب الثلاثين سنة واتذكر جيدا في فترة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر كيف كان بيته مفتوحا للمؤمنين حتى اعتقل اثر ذلك على يد جلاوزة النظام البائد . ولايفوتني ان اذكر كلمة مهمة للدكتور برهم صالح بحق الشهيد السعيد محمد الوائلي بعد ان وصفه بمحافظ المحافظين وهذا دليل على نجاحه ونزاهته المشهودة .
ووقفتنا الثالثة كانت مع الكاتب والمحلل السياسي الاستاذ نبراس الكاظمي الذي تحدث لنا عن الشهيد محمد الوائلي وابتدأ القول ,, بفقدانه فقدت البصرة كفاءة سياسية فذة وذكية من الصعب جدا تعويضها في جيل او جيلين وكانت لديه القابلية بمفرده ان يحقق توازنا منصفا ومجزيا ما بين البصرة والمركز بغداد ,وكان هذا هو مشروعه السياسي القادم .
وفي ختام جولتنا كانت مع الباحث والاكاديمي البغدادي .الذي تحدث بألم وهو يقول ها هي تمر الأيام مسرعة تحمل في لياليها قصة رحيل رجل نذر نفسه لخدمة مدينته البصرة واهلها , فكان من جملة انجازات ولايته , المدينة الرياضية التي تعد بشهادة المتخصصين من اهم الأنجازات التي تحققت في العراق خلال الاعوام الماضية , كونها صرحا رياضيا يعبر عن معالم حضارية ومعمارية وثقافية اضافت لمسة جمالية رائعة للبصرة بعد ان وقف بوجه هذا الصرح الكثير من المسؤولين في الحكومة , على ان الحديث عن قيمة هذا الأنجاز الكبير تملي علينا استذكار الجهود المضنية التي بذلها الشهيد الوائلي في لقاءاته مع القادة الرياضيين في الخليج من اجل استضافة البصرة لبطولة خليجي التي اثمرت عن الشروع باقامة المدينة الرياضية ,
وفي ختام جولتنا نتقدم بأحر التعازي لعائلة الشهيد ومحبيه ونسأل الله لهم الصبر والسلوان على خسارة رمز شامخ سيخلده التاريخ على مر العصور.