اصبح مشروع تطوير (الحشد الشعبي) الى (حرس وطني) اكثر نضجا بناء على المعطيات الميدانية ، اصل الفكرة هي قيام أهالي كل محافظة بالدفاع عن ديارهم بتشكيل وحدات متطوعين ساندة للجيش ، وقريبا تستغني محافظات الغرب والشمال عن ذهاب متطوعين من المحافظات الجنوبية للدفاع عنها وتصبح هذه المهمة بعهدة اهلها ، فيعود متطوعو كل محافظة للمرابطة في محافظتهم ، يجب ان لايستغرق تأسيس الحرس الوطني في المحافظات المغتصبة وقتا طويلا ، خاصة وان شباب تلك المحافظات يواجهون ضغوطا من قبل عصابات داعش لتجنيدهم ليقاتلوا اهلهم ، وتعرض تلك العصابات جرائمها عبر شاشات كبيرة في شوارع الموصل وتنشر في المدينة اجواء دموية وحشية ، وتغري الشباب بالانضام اليها بينما يفترض ان يجد هؤلاء الشباب من يجندهم كحشد شعبي لتطهير محافظتهم في اطار قوات تحرير نينوى ، فالجهد الوطني في تلك المحافظات في سباق مع الزمن ان لم يجندوا الشباب جندتهم داعش بالقوة . هناك نمو متسارع لقوات التحرير فقد سجل ابناء عشائر الضلوعية مواقف بطولية في صد هجمات داعش على مدينتهم ، كما قاتل ابناء العشائر في عامرية الفلوجة مع الجيش فافشلوا محاولة احتلال منطقتهم وكبدوا عصابات داعش خسائر جسيمة ، في خط مواز تجري عملية هيكلة وتطوير اجهزة الشرطة المحلية المكونة من ابناء المحافظات ، وقد شهدت محافظة الانبار اقبالا واسعا على التطوع في صفوف الشرطة وارسلت المحافظة مؤخرا اسماء 500 متطوع الى وزارة الداخلية وهي الدفعة الثانية ، الآن الجميع يطالب الحكومة بوضع قواعد وخطط وسقف زمني لانجاح هذا المشروع وعدم السماح بتسلل الفساد اليه . الرأي العام في العراق متفق على ان تهيئة قوات مسلحة قوية وجيش رديف من الحشد الشعبي او الحرس الوطني ، يبطل سعي بعض الدول لارسال قوات برية الى العراق وان يقتصر تدخلها على القوة الجوية ، ونجاح المشروع يدعم مراكز الضغط الدولية بهذا الاتجاه ، فقد حذر رئيس مجلس النواب الامريكي جون بينر من انجرار بلاده لحرب برية اخرى في المنطقة . وسيكون تحذيرا كهذا اقوى وطأة على الرئيس الامريكي عندما تكون لدى العراق قوات برية كافية وقادرة على استثمار الدعم الجوي .