Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كربلاء برؤية جديدة ( منهجية لقراء المنبر الحسيني ) الحلقة الرابعة
الثلاثاء, أيلول 29, 2015
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

 

كيف كتب المؤرخون التاريخ

 

                     ينقسم التاريخ إلى قسمين .. الأول  كلمة تاريخ هي الحوادث التي وقعت في أيام سالفة , سواء على مستوى القول والكلمة , أو مستوى الفعل والموقف , أما حساب الأيام وما نتقيد به الآن  في تحديد اليوم ورقمه وأسبوعه وشهره وسنته  , هذا يسمى " تقويم ". وهاتان الكلمتان تعتبران تاريخا لأي جهة يراد توثيق مواقفها وأقوالها وأفعالها (  ) وتم استغلال الأخبار والتدوين كوسيلة سياسية وعلمية في توثيق العلوم البسيطة في حينها , كعلم الأنساب والحروب والانتصارات أولا  , فسميت تاريخا , وبدأت عملية توثيق الأخبار والأقوال, هذه العملية لا تخلوا من تشويه ورغبات وولاء لجهة على أخرى ..

         سأورد بعض الأمثلة من كتب الجمهور  فقط  دون الشيعة , لكتاب كتبوا التاريخ العربي والإسلامي , وعليهم إشارات قوية  من مؤرخين عاصروهم أو جاءوا بعدهم واليك الأمثلة :... 

        ابن إسحاق بما تقيد به ثقات المحدثين في التدوين , ولكنه سار في تاريخه منحى وهب بن منبه في تقسيمه إلى ثلاثة أقسام: { باعتبار وهب بن منبه كان يهوديا , فكتب بداية الخلق حسب مفهوم اليهود في تلك القضية وادخلها في الفكر الإسلامي ..!!!  فكانت كتاباته متأخرة عن حياة الرسول{ص} ..

كتب عن بدء الخليفة، ومبعث يختص بحياة الرسول{ص} ,حتى السنة الأولى من الهجرة، ثم كتب  تاريخ الدولة الإسلامية وما حققه النبي {ص} وأصحابه في حربهم وسلمهم . وانفرد عن سابقيه عروة بن الزبير وإبان بن عثمان ,  بجمع الحوادث وترتيبها وتبويبها في مصنفه، .. إلى هنا ...

      يأتي كاتب آخر يقول عنه :  أخذ عليه أنه شحن تاريخه بشعر منحول..  انتقده ابن سلام الجمحي، صاحب طبقات فحول الشعراء، وأن له أخطاء في الأنساب، إضافة إلى كثرة ( النقل عن أهل الكتاب)، الذين يسميهم أهل العلم الأول، وأنه مالأ الخليفة المنصور في أخبار تتعلق بالعباس بن عبد المطلب .وهذا يعني انه كان يكتب للخلفاء وتاريخه مملوء بالإسرائيليات ... اعتمد تاريخه ابن هشام في سيرته , فانتقلت الإسرائيليات كالفيروس عن طريق الكتب التاريخية بين المسلمين ... ثم أخذها الواقدي من بعده , فبدأت مرحلة جديدة متميزة في التدوين التاريخي العربي بنكهة غريبة عن تاريخهم وفكرهم الحقيقي .!

       الخلاف بين المؤرخين كبير جدا .. مثلا :.الواقدي واسع العلم بالمغازي والسير والتاريخ، ولعله يتفوق على ابن إسحاق بدقة في المادة والأسلوب وبالربط بين المادة التاريخية وإطارها البلداني حين يكتب عن بعض البلدان ، غير أن ابن إسحاق يبزّه في الموضوعات الجاهلية يقول :{ ادخل الجاهلية في التاريخ الإسلامي  والعربي ...!! }  وهذه مصيبة كبرى في تاريخ مملوء بالإسرائيليات وأخبار الجاهلية ..!

           وإذا كان القرآن الكريم هو المصدر الأول لدراسة التاريخ يليه الحديث، وكانت بداية التأليف وثيقة الصلة بهذين المصدرين، فإن الحركة التاريخية التي نشأت في المدينة قد اعتمدت على الرواية الشفوية كرواة الحديث. { يقول رسول الله "ص" ستكثر علي الكذابة .. والخبر التاريخي أساسه السماع من الموثوق بهم من الحفاظ،..!  وهذه هي طريقة الإسناد، وكل جيل يستمد من الذي قبله. والأسانيد أصبحت  مبالغة عند الباحثين تاريخياً، ومنهم من يراها مبالغة محمودة للتأكيد على صحة روايته .. بينما هي شفوية ..!!

       يتبين من النصوص التي ذكرتها  أعلاه إن الوثوق بالتاريخ مسالة غاية في الصعوبة , بل هي جولة في فكر المؤرخ والجهة التي تدعمه ماليا ووظيفيا , ثم يأتي مؤرخ آخر يعمل لجهة حكومية أخرى فيقدح بالكاتب الذي قبله ويظهر عيوبه أمام القراء  كما ذكرنا أعلاه ....

                       يتبين من هذا النص إن تزوير التاريخ الحسيني مسالة عادية جدا لدى المؤرخين والمحدثين , ولا حرج لو كتبوا أن الشيعة قتلوا الحسين {ع} وان أهل الكوفة كلهم من شيعة علي بن أبي طالب {ع} {{ وسنأتي على تكذيب هذا الادعاء}} ..

      وقد نجح المؤرخون في تضييق الثورة الحسينية ,وحصرها في كربلاء فقط , وليوم واحد , هو يوم عاشوراء عام 61 هجرية فقط ... وضيقوا المساحة التي امتدت فيها المعارك الحسينية  من البصرة إلى الكوفة إلى القادسية (  ) ... وعدد الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن ثورة الحسين بن علي {ع} من المدن العراقية المذكورة .. وتشويه بعض الشخصيات التي قدمت أرواحها فداء لأبي عبد الله {ع} كمسلم بن عقيل وزهير بن القين , والحر بن يزيد الرياحي , وآخرون .. 

       ولو تقصينا التاريخ بصورة دقيقة لوجدنا آفات إنسانية وماسي وقعت على المسلمين من هؤلاء الكتاب الذين باعوا ضمائرهم بثمن بخص للطغاة والظلمة .. هولاء كانوا يأخذون من أفواه المحدثين لا غير في زمن الاموين , ويكتبونها في كتبهم , فسميت تاريخ الاسم والمسلمين , واليك أمثلة منها .. 

                       يقول الواقدي : احد المحدثين اسمه عبيد بن شريه الجرهمي : أصبح هذا الرجل منبع التاريخ , وما يخرج من فمه هو حقيقة الإسلام وهو التاريخ الصادق على نقل جميع ما يُحدث به ... يقول الواقدي عنه ... أن وهب بن منبه يدرج في طبقة من طبقات مدرسة المدينة التاريخية عند الباحثين، واعتمد عليه كثير من القدماء أشهرهم ابن إسحاق، فإن هناك من يدرجه في سلسلة {عبيد بن شريَّة كتصنيف موضوعي لاهتمامات إخبارية بعينها} . وكتابه التيجان يعالج موضوعات ابن شريَّة الثلاث: بداية عمران العالم، والعربية البائدة، وملوك اليمن من لدن يعرب بن قحطان، مع زيادة في الإسرائيليات وأخبار الجزيرة...!!!    والإسرائيليات روايات شعبية في أغلبها، كان ابن شريَّة يحدث بها في عهد معاوية كما تحدث كعب الأحبار  من قبل , وهو يهودي أصبح فقيه المدينة ومحدثها  ..!  نبغ في اختلاق القصص الأسطورية والشعر المنحول على لسان عاد وثمود .. هذا أصبح من المصادر الأولية للباحثين في التاريخ اليمني } ...!! . قال الزركلي: إن كرنكو، المستشرق الألماني، كتب له إنه لم يكن في يوم من الأيام هناك شخص اسمه عبيد بن شريَّة، بمعنى أنه هو وأقاصيصه المتأثرة بالإسرائيليات من اختراع القصاصين على حد رأيه... شي لا يعقل ...!!  لان الكاتب المستشرق الألماني يقول ان عبيد بن شريه هو اسم وهمي ولا حقيقة له , بل الكاتب بهذا الاسم هو وهب بن منبه ..!!!  وكل ما يكتبه يرميه على اسم نكره كي لا يقع في الملامة لو وجد لائمون ..!

                           وقد نسب إليه بداية ، ذات اتجاه نحو الحياة الجاهلية  وتمجيدها مع اختراعات كثيرة نمت بمرور الزمن وبجهد من أتى بعده { أي تحولت تلك القصص الجاهلية إلى فكر ونمت وترعرعت بسبب إدخالها التاريخ الإسلامي فأصبحت من أساسياته } ، أما التيجان فقد نقله الهَمْداني، صاحب الإكليل، والهَمْداني (ت 334هـ) عالم في اللغة والرياضيات والشعر والأنساب، أفاد البلدانيون، كالبكري وياقوت الحموي ، من كتابه صفة جزيرة العرب. وتضمن الجزء الثاني من إكليله أحاديث عن آثار اليمن وكنوزها وملوكها، مع إشارة إلى بعض ملاحيات وغواني  عرب الجنوب ومضر في عهد بني أمية، أما الجزء الأول فاحتوى على قصيدة لنشوان الحمْيري...ولم يسلم الإكليل من حشد من الأخبار الأسطورية، وتميزت روح صاحبه بالمباهاة والمفاخرة في نسب اليمن وسلطانها قبل الإسلام. وألمح بعض الباحثين إلى أن يكون ذلك من رد الفعل على مجد النزارية في الإسلام وقريش على وجه الخصوص ..(   ) .

 

 

مدرسة العراق التاريخية

 

             من كتب التاريخ الإسلامي في العراق .؟ وفي أي مرحلة من التاريخ السياسي والظروف الموضوعية للشيعة وأئمتهم .. أليك بعض مما جاء عن العراق وتاريخه وكتابهم ..

    يقول ابن إسحاق الواقدي , حين برزت مرحلة جديدة في التدوين التاريخي ظهرت مدرسة العراق التي  تلت مدرسة المدينة ،أي جاءت بعدها وعلى أثرها ..  وعرف من كتب الأخبار من الأوائل في الكوفة والبصرة, وأول من اشتهر في العراق , أبو مخنف لوط بن يحيى .-   من هو أبو مخنف ...؟

لوط بن يحيى المعروف بابي مخنف:  صاحب السير المشهور كتب كثيراً  من الكتب, منها كتاب المغازي ، كتاب السقيفة ، كتاب الردة ، كتاب فتوح الإسلام ، كتاب فتوح العراق ، كتاب فتوح خراسان ، كتاب الشورى ، كتاب قتل عثمان ، كتاب الجمل ، كتاب صفين ، كتاب النهر ، كتاب الحكمين ، كتاب الغارات ، كتاب مقتل أمير المؤمنين عليه السلام ، كتاب قتل الحسين ، كتاب قتل الحسن ، كتاب مقتل حجر بن عدي ، كتاب أخبار زياد ،كتاب أخبار المختار ، كتاب أخبار الحجاج ، كتاب أخبار محمد بن أبي بكر ، كتاب  مقتل محمد ، كتاب أخبار ابن الحنفية ، كتاب أخبار يوسف بن عمر ، كتاب أخبار شبيب الخارجي ، كتاب أخبار مطرف بن المغيرة بن شعبة ، كتاب أخبار آل مخنف ابن سليم ، كتاب أخبار الحريث بن الأسد الناجي ( الباجي ) وخروجه .  هذه ترجمة كتبه كمؤرخ له ,مؤلفات كثيرة وتاريخ معروف في الوسط الإسلامي ..

 

لوط بن يحيى : أبو مخنف

 

               أشهر مؤرخ لثورة كربلاء , من أهم كتبه مقتل الحسين {ع} الذي اعتمد عليه المؤرخون الذين جاءوا من بعده , فهم عيال عليه..  تبنى روايته محمد بن سعد في الطبقات الكبرى, والطبري في تاريخه وابن اعثم في الفتوح والبلاذري في انساب الأشراف والمسعودي في مروج الذهب وابن الأثير في الكامل وابن خلدون وابن كثير والذهبي وعن هؤلاء اخذ باقي الكتاب شيعة وسنة ... 

   هذا يبين أهمية الرجل في كتابة التاريخ وخصوصا واقعة الطف فيعد هو المصدر لأكثر روايات الواقعة , فلابد من الفحص الدقيق عن هذه الشخصية المثيرة للجدل , لأننا نجد بعض المحققين الكبار من الشيعة  وثقوا الرجل, وآخرين نالوا من تاريخه وأسقطوه ,يقول السيد الخوئي (قده) :

[ وكيف كان فهو ثقة مسكون إلى روايته على ما عرفت من النجاشي .وطريق الشيخ إليه صحيح ، فإن أحمد بن محمد بن موسى ، ونصر بن مزاحم ثقتان على الأظهر .] (  ) ..

ويقول النجاشي (قده) : لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سالم الأزدي , أبو مخنف شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة وأشهرهم ،   كان يسكن إلى ما يرويه، روى عن جعفر بن محمد عليه السلام.(   ) ...لكن رغم هذا نؤشر العديد من الملاحظات على روايته منها: { هنا المآخذ في تاريخه الحسيني }  ..

1-    روايته التي تبين تدخل العباسيين فيها ,-قال أبو مخنف حدثني عبد الله بن عاصم قال حدثني الضحاك المشرقي قال :لما سمعن النساء كلام الحسين {ع}  صحن وبكين , وارتفعت أصواتهن فأرسل أليهن أخاه العباس  وابنه عليا وقال لهما :أسكتاهن فلعمري ليكثرن بكاؤهن قال فلما ذهبا ليسكتاهن قال: أي الحسين ..!  لا يبعد ابن عباس لأنه قد كان نهاه أن يخرج بهن (   ) وهذه الرواية أن صحت في مقدمتها .. أي بكاء النساء , ولو نستبعد ذلك أن يبكين وهن مشاركات بهذه الثورة العملاقة , ولكن النفس العباسي كان واضحا لتزوير الرواية لغاية معروفة , أن يقول التاريخ أن ابن عباس أكثر دراية من الحسين{ع}  بالجوانب السياسية والعسكرية , لأنه النص يظهر ندم الإمام عليه السلام على أخراج النساء معه ومن الواضح مخالفته لاعتقادنا بعصمة الإمام عليه السلام عن الخطأ.

2-ان يزيد قال لعلي بن الحسين عليه السلام لما أمر بإرجاعه والسبايا إلى المدينة :لعن الله بن مرجانه أما والله لو إني صاحبه ما سألني خصلة أبدا إلا أعطيته إياه ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي ولكن الله قضى ما رأيت .(   ) ..! وهذا يعني تبرئة  يزيد من دم الحسن {ع} وانه كان حزينا متألما على قتل الحسين {ع} .. ومن هنا تبدأ ألقاء التهم والمسؤولية من الكتاب على رؤوس الشيعة الذين قدموا دمائهم وأرواحهم دون الحسين {ع} ولكن التاريخ كتب رغما  عنهم إنهم قتلوا الحسين {ع}...

3- قال ابن أبي الحديد : انه ليس شيعيا واليك قوله :[وأبو مخنف من المحدثين وممن يرى صحة الإمامة بالاختيار وليس من الشيعة ولا معدودا من رجالها].(   ) ...

4- الشيخ المفيد (قده) أكد  في كتابه عن حرب الجمل حين  أورد إخبار حرب الجمل عن أبي مخنف والواقدي وغيرهما قال بعدها :[فهذه جملة من أخبار البصرة وسبب فتنتها ومقالات أصحاب الآراء في حكم الفتنة بها وقد أوردناها على سبيل الاختصار وأثبتنا من الأخبار عن رجال العامة دون الخاصة ولم نثبت في ذلك ما روته الشيعة .](   ) ..   هذه الكلمة من الشيخ المفيد " قدسره" تدعونا للتأمل كثيرا , نفهم انه لا توجد روايات شيعية من جانب يمكن الركون أليه , بصريح العبارة يقول الشيخ في هذا النص .. جئتكم برواية معركة الجمل من الكتاب الاموين والعباسيين .. فلو أضفنا إلى رأيه ما جاء عن الطبري وابن أبي الحديد , يتبين أن المقتل الموسوم بابي مخنف " مقتل غير شيعي كتب بأيدي أموية "  كما جاء في الحاشية ..!

والرجل ليس من السهولة إلغاء مقتله بهذه العجالة , لا بد من التحقق والبحث في كتاب مقتل الحسين للراوي أبو مخنف , فالحق والإنصاف إن الأمر في الرجل ليس سهلا بل يحتاج إلى المزيد من البحث ...

أبو مخنف لوط بن يحيى (ت 147هـ)  مات في زمن العباسيين , هو  من أهل الكوفة التي بايعت العباسيين وجرت دماء الشيعة في أرضها من قبل قادتهم .. ومنه جاءت قضية ليس للشيعة فيها عقيدة وهي الكيسانية  التي جاء بها أعدائهم والصقوها في الشيعة  زورا وبهتانا , فجعل الثائر المجاهد  المختار بن عبيده الثقفي , انه  صاحب الكيسانية الخشبية كمحاولة منه تشويه صورة المختار الثائر بدم الحسين {ع} .. وكتب ايظا في الردة  زمن أبي بكر وأعطى كل المبررات للخليفة بتصفية خصومه تحت شعار الردة ..ولم يعتمده الشيعة عقائديا ولم ترتقي كتبه لمستوى الكتب الأربعة .. بل هي روائية فقط ....

 

                 نموذج آخر ..: كاتب آخر اسمه : عوانة بن الحكم وهو كوفي (ت 147هـ) كان على دراية بأخبار الفتوح مع علم بالشعر والأنساب،( فهو لم يكن كاتبا بالرواية الشرعية التي تعتبر عند الشيعة في أساس الأحكام )  وقيل أن موقفه كان حيادياً بين الأمويين والعلويين،  تتلمذ على يديه الهيثم بن عدي , فصار {ينقل أحاديثه للناس فسمي إخباري} .يروي الأخبار فقط , وهذا يدل انه يخاف أن ينقل أي رأي للائمة المعصومين {ع}  لم تهمله المصادر نهائيا , رغم ما قيل عن ولعه بالمعايب والتأليف بالمثالب...!! .  

 تتلمذ على يدي عوانة المدائني (ت 225هـ) وهو إخباري في بدايته ولكنه اقترب من أسلوب المحدثين في نقد الروايات., .ومن كتاب الكوفة محمد بن السائب الكلبي (ت 146هـ) زمن الدولة العباسية , اختص بدراسة الأنساب، وورث عنه ابنه هشام ابن الكلبي (204هـ) وظهر من أهل هذا العلم الزبير بن بكار وأبو اليقظان النسابة. وعرف من بين الكتاب والمؤرخين في الكوفة سيف بن عمر (180هـ) وهو عراقي معتدل، كما يقول محب الدين الخطيب..أخذ عن شيوخ الكوفة واستفاد من الروايات المدينة،{ شيوخ الكوفة هم المذاهب الإسلامية غير الشيعة }  وله كتاب عن الفتوح والردة , والإمام على {ع} وعائشة في حرب الجمل ,  حققه الدكتور قاسم السامرائي وظهر بطبعته الثانية حديثا.(  ) ..

المؤرخون :   هناك فرق بين الإخباريين والمؤرخين , الأول هم ممن يتحدث الرواية وينقل الحديث ويذكر الحوادث التي مرت على الشخصيات , وعلى الأمم والشعوب ولكنه لا يدونها في ورق .. فسمي أخباري أي ينقل الخبر .. القسم الثاني المؤرخون , هم ممن يكتبون الأخبار عن الإخباريين , أي إن الإخباريين مصدر المادة التاريخية عندهم , أشبه شيْ مثل محرر نشرة الأخبار , يسمعها من جهة معينة تنقل الخبر , والمذيع يكتبها على ورق ويقرئها على الجمهور , لذلك يقدم صاحب الإخبار أولا على المؤرخ .. يأتي بعد الإخباريين الأوائل المؤرخون، وقد اهتم الطبري منهم بالإسناد وتسلسل الرواة في شأن الإخباريين..

          ثم تحررت الكتابة التاريخية من هذه الطريقة إلى الكتابة المرسلة، وظهر هذا واضحاً جليا عند اليعقوبي (ت 284هـ) والمسعودي (346هـ) اللذين اكتفيا بالإشارة إلى المصادر مع دراسة نقدية في بعض الأحيان كما فعل المسعودي في مروج الذهب.(   )..



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.50982
Total : 101