أظن ظناً مؤكداً يُشبه اليقين أن جمهورية المزنبيق الدولة الواقعة في جنوب شرق أفريقيا لاتملك مايملكه العراق من الخبرات التقنية والفنية ، كما لاتملك ما يملكه العراق من ثروات . دولة موزمبيق تعرضت لفيضانات وأعاصير عام 2000 دمرت شبكاتها الكهربائية ومحطات الحمولات وأكشاك التوزيع . قدمت حينها دولة موزمبيق طلباً لمصر لمساعدتها في إعادة تشغيل مادمرته الفيضانات والأعاصير . وقام الجانب المصري بأعمال التركيبات والإختبارات والتشغيل ، وكانت كلف أعادة الحياة لما تدمر وتخرب ما مقداره 60000000 مليون دولار أمريكي . حسب معلوماتي البسيطة أن هذا المبلغ الذي تطلبته إعادة الكهرباء إلى دولة موزمبيق تستطيع خزائن العراق قبل نهبها من قبل الفاسدين والمفسدين أن تتحمله لإصلاح الكهرباء في بلدي ، وأن الخبرات الفنية العراقية قادرة على إصلاح منظومة الكهرباء الوطنية . ولكن الذي يبدو أن هناك أياد خفية تتحرك من خلف الجدران لإعاقة إصلاح كهرباء العراق الذي وعد عبقري الزمان وزير الكهرباء الاسبق بإعادة الحياة إلى المنظومة الكهربائية ، ولكنه لم يستطع بعبقريته الفذة أن يصنع شيئاً ويبدو أنه كان مشغولاً كالوزراء الذين تولوا وزارة الكهرباء بملء جيوبهم ، ولا يهم أن يبقى ليل العراق مظلماً كيومه منذ بداية الغزو الأمريكي . كما يبدو أن الحكومات المتعاقبة منذ 2003 لاتريد وليس لديها النية أيضاً لإعادة الحياة إلى المنظومة الكهربائية الوطنية لأن إعادة النور إلى حياة العراقيين سيكون مؤرقاً للفاسدين الذين يعشعشون في مفاصل الدولة كافة . هم أعني الطبقة الحاكمة وأعوانها لايريدون للعراقي أن يذوق نعمة الاستقرار أو الرفاه أو على الأقل العيش الكريم ، ولذلك لم يضعوا في حسابهم خطة تنفيذها يخدم البلد والناس ، وزارة تأتي ووزارة تذهب ، رئيس وزراء يأتي ورئيس وزراء يذهب ، مجلس نواب يأتي وآخر يذهب وكلهم في الهوى سوى كما يقال ، جعجعات وتصريحات كاذبة وتدليس وغش ولا نوايا صادقة لاصلاح البلد وإسعاد الناس ، لقد أذهلنا العالم بما قام به القادمون خلف الدبابة الأمريكية ، أذهلنا بالفساد المالي وفساد الطبقة السياسية ، أذهلناه عاد العراق دولة متخلفة تمزقها الصراعات وتكويها موبقات الفساد الإداري والمالي .
هل نلحق ختاماً بموزمبيق ، لا أظن .. لا أظن !!!
مقالات اخرى للكاتب