هدف السياسي خدمة الناس الذين جاءو به عبر صناديق الاقتراع الى سدة الحكم والسلطة، عليه خدمة الشعب وأداء الامانة والوفاء بالوعود والعهود التي قطعها على نفسه قبيل الانتخبات ويترجمها الى عمل ملموس في خدمة شعبه،
وتغيير واقع الفقراء والمحتاجين والارامل والايتام الذين سقط أباءهم في مواجهة الارهاب، ألا يستحق الايتام حياة كريمة، ألاتستحق الارامل حياة كريمة، بعيدة عن الحرمان والذل والهوان.
إن السياسي حين يضع نصب عينيه المكتسبات الشخصية والسياسية والفئوية سيضل الطريق وينحرف في البحث عن المنصب والامتيازات والاموال له ولعائلته وقبيلته وحاشيته، فهو سيقع في تميز الناس سيقرب البعض ويمنحه ويبعد البعض ويحرمهم، وهذا العمل سيحرمه من التوفيق الالهي في خدمة الناس،
إذ لم يصدق في وعوده، ولا ينال الا التبعات الدنيوية والآخروية، لطالما كان هو يعاني منها في وقت كان هو أشد المناوئين لسياسات النظام والسلطة حين كان يعاني من التشريد والفقر والحرمان، واليوم اصبح هو من يجسد حياة الحاكم، أصبح أمينا على مقدرات الشعب وأمينا على ثرواته وماله الذي هو أمينا من الله تعالى عليها اولا ومن قبل الشعب ثانيا، ان التاريخ فيه شواهد كثيرة يجب أن تكون حاظره أمام كل حاكم ورئيس، منها ما فعله معاوية أبن ابي سفيان،
حيث أخذ البيعة لأبنه يزيد وسلمه امور العباد والبلاد والامة بيد شاب طائش فاسق لايملك من الخبره في أدارة الدولة فقد ساس الناس بالحديد والنار وارتكب من الكوارث الانسانية والبشرية، حكم يزيد بن معاوية ثلاث سنين إرتكب فيها جرائم يندى لها الجبين، ففي السنة الأولى قتل الإمام الحسين عليه السلام واهل بيتة وأصحابه في كربلاء، يقول الإمام الباقر عليه السلام في ذكر هول هذا الواقعة
((لولآ خوفنا على شيعتنا من الموت لروينا لهم ما جرى في كربلاء)) وسبي بنات الرسالة بعدها.
وفي السنة الثانية أباح المدينة المنورة لجيش مسلم بن عقبة، حيث قتل فيها أولاد المهاجرين والأنصار فهجموا على بيوت الناس وقامو بقتل الأطفال والنساء والشيوخ فقد أبادو من حضر من البدريين، وأ بادوا من قريش والأنصار سبعمائة رجلا، وأبادوا من الموالي والعرب عشرة آلف،
وروى المؤرخون في الفضائح التي قام بها جيش مسلم بن عقبة فيها:
أن جنود وقعوا على النساء حتى قيل: إنه حملت ألف امرأة في تلك الأيام وولدت ألف امرأة من أهل المدينة من غير زوج. وفي السنة الثالثة أمر برمي الكعبة المشرفة بالمنجنيق حتى أحرق أستار الكعبة.
يجب على الحاكم أن يراعي مصير الناس، يفهم أن كل فعل يصدر منه محاسب عليه أمام الله تعالى وأمام الناس ويزيد الذي عاث في العباد والبلاد والامة فساداً
ما هو إلا مكسب وتبعة لكل تلك السياسات الخاطئة التي اذاقت الامة اهوال وأهوال الى يومنا هذا.
مقالات اخرى للكاتب