تمارس الحكومة العراقية لعبة النعامة دافنة رأسها في الرمال ، فتتبجح بأن الأزمة مؤقتة وظرفية ولكنها تعلم جيداً بأنها تغرق في مستنقع الفساد والتبعية والخيانة والرذيلة ومن التردي في كافة الأصعدة الأمنية والاجتماعية والاقتصادية ولايمكن لها أن تخفي هذه الانهيارات ونرى بصورة ملحوظة كيف أنها انسحبت كلياً من دعم الصناعة مما خلف جيش كبير من الصناع على قارعة الطريق ومما أدى في النهاية إلى انهيار المؤسسات الصناعية بالكامل فقد خرجت عن الخدمة مالا يقل عن 500 شركة بالقطاع الخاص والقطاع العام وناهيك عن انهيار القطاع الزراعي (تحول البلد من منتج إلى مستورد) ولكنها لاتتوانى في إغداق الأموال لتسهيل عمل ماكينة الحملات الانتخابية والمناسبات الدينية (لكونهم متدينين اسم الله عليهم ) وعدم جعل تلك الأموال والتي تبذخ (بدون وجع قلب وعلى من ) في مشاريع صغيرة للأسر الفقيرة والتي من الممكن انتشالها من وضعها المزري لجعلها اسر نافعة ومنتجة بدلاُ من أن تكون ( عالة ) على الدولة والمجتمع لذا أخذت تلك الآسر المعدمة نتيجة فقرها برمي فلذات أكبادها على مفترقات الطرق للتسول ، وان الحكومة مدركة جيداً ماهي النتائج الوخيمة المترتبة لهذه الظاهرة من مستقبل مريب للجيل المتسول ( المتشرد ) سيكون بالنتيجة جيل غير متعلم ومنحرف وشاذ ولا يفقه شيء من الحياة سوى الشحاذة ( لسد رمقه ) وأن أصحاب الكروش المتخمة يمرون بسياراتهم السوداء المصفحة بالطرق التي تعج بهؤلاء الشحاذين وينظرون لهم بعين الازدراء والتحقير (وهم ضحايا سياساتهم الرعناء ) .
لذا يتطلب تعبئة المعارضة من يريد الانتقال بالبلد إلى مرحلة جديدة لانرى بها هذه الوجوه الكالحة الصفراء تتحكم بمصير ومقدرات البلاد وعلينا أن نرفض الأوهام التي تقول أن هناك إصلاحات أو استثمار وغيرها من الترهات الفارغة الكاذبة في الوقت الذي تنتشر جريمة الفساد كالنار في الهشيم حيث بلغ من الدرجات مالم يشهده العراق في تاريخيه ولا يوجد حتى في بلدان المافيا الحمراء منها والزرقاء فأصبح معيباً على ذلك التاريخ ، ولاني لم أرى على المدى القصير والمتوسط أي انفرج لأي أزمة أن كانت إدارية أو مالية أو حتى اجتماعية ويقابله عدم اهتمام واكتراث من قبل الحكومة ( للمثرمة ) اليومية لأبناء شعبنا الصابر وأصبحت دماء العراقيين رخيصة ولاتملك ثمن عند هؤلاء التافهين فينبغي توحيد صفوف المعارضة لان الأمر يستدعي قيام فاعلين حقيقيين حباهم التاريخ بإعادة البلاد إلى ماكان عليه ، وأدعو المثقفين والكتاب والاكادميين والناشطين والإعلاميين لفضح هذه الزمرة الخائنة ومن يحتمون تحت مظلاتهم وخصوصاً أبواقهم ( أصوات النشاز ) الذين يطبلون ليلاً ونهاراً لهذا النظام الفاسد والمشبوه ، وأننا نعلم جيداً أنهم يركبون زورقاً مثقوب وآيل للغرق قريباً بإذن الله
فلابُدّ لِلّيلِ أنْ ينجليْ ولابدّ للقيدِ أنْ ينكَسرْ
مقالات اخرى للكاتب