هذا العنوان بعيداً عن اي إساءة. هو مفتاح لفهم موضوع اود التطرق اليه، نحن نرى وحسب كثير من الموازين والخصوصيات هناك تقسيم للسلطة وللمسؤوليات وحجم المشاركة في جميع الجوانب وهذا واضح تماماً لان العراق لم يعتد على موازين اخرى واي جهة تتصدى للحكم لابد ان تتبنى هذه التقسيمات والتوازنات.
الحرمان يشمل الجميع سواء كانوا كورداً ام عرباً سنة ام شيعة، لكن نسبة الحرمان لدى الاقليات القومية والدينية اكثر بكثير. فشريحتنا "الفيلية" ما دامت تمثل جزءاً من الشيعة فلابد ان يدفع ابناؤها الخمس والضرائب الاخرى التي بذمتهم. ويمتد ذلك في اغلب الاحيان الى مشاهد التفجيرات الارهابية فلدينا حصة مؤكدة ومئات من الشهداء وآلاف من الجرحى هم خير دليل على ذلك.
اما بالنسبة للجانب القومي، ففي حال اي تشنج في العملية السياسية وتدهور العلاقات نتيجة اي تهديد وبسبب تواجدنا في الخطوط الامامية فأن مردودات ذلك يصل إلى القتل والتشريد وفي ذلك حالات ملموسة.
مقابل هذا كله هناك سؤال متكرر وهو كيف ينظر ويتعامل معنا اخوتنا في القومية وفي المذهب وابناء هذا الشعب العراقي؟ كلما نتصفح هكذا ملفات هناك صورة واضحة ان الشيعة يجاملون الفيليين لأننا نخدم شيعة العراق من حيث زيادة نسبتهم حين المقارنة مع مذاهب اخرى، ونلتزم بشعائر المذهب التي لا تكلفهم ونحن من يتبناها، اما الكورد فهم غير قادرين على انكار اصالتنا وتضحياتنا ومكانتنا في الحركة التحررية الكوردية والتي كان انضمامنا لها طوعياً وبسبب التضحيات على مستوى الابادة الجماعية وجميع ما ترتب عليها لازالوا بحاجة لمساندة القضية العادلة لشعبنا الكوردي، واليوم كل فئة ومكون لديه حسابات بحسب مكانته وما جناه من العملية السياسية، لذا جيل الفيليين اليوم في مجال السياسة ليس بمستوى من سبقهم اذ ليس لديهم دور قيادي لا في الاحزاب الشيعية ولا الكوردية.
وجود المكونات العراقية المتنوعة واضح في مجال الاقتصاد والثقافة والمجتمع.. الخ، ولديهم فرصة وامكانية بسبب الدعم المادي والمعنوي من جانب اصحاب القرار لذا حضور وبروز مجموعة من الالقاب في اي قرار او حركة مضمون وبالمقابل نادراً ما تبرز شخصية فيلية داخل تلك التقسيمات والتجمعات.
الشيعة يرون الفيليين مكون يمتلك تلك العقيدة المطلوبة ولايغيب عن الشعائر المذهبية خلافاً للسياسة والمجالات الاخرى، والكورد مقتنعون بانه مهما كلف الامر فان الفيلي لاينكر ولايتجزأ عن قوميته وهذا على الرغم من نسيانهم وتهميشهم واقصائهم في جميع المجالات.
الاخرون يفكرون بما يقتنعون به تجاه قضيتنا ونحن علينا ان نقتنع ان هناك دلائل واضحة من جانب المذهب ومن جانب القومية ايضا انه لا توجد مساواة مطلقاً لا من ناحية التضحيات ولا من المكاسب المتحققة، ولو قلنا نحن الشيعة السيئين والكورد غير المرغوب بهم فلا يغير هذا شيئاً من الواقع لأنها حقيقة شاخصة نصب اعيننا.
مقالات اخرى للكاتب