لاشك ان العملية التي قامت من خلالها وحدات خاصة من القوات الامريكية ’وبالاشتراك مع البيشمركة’بتنفيذ انزال على احد سجون داعش في الحويجة’وانقاذ مجموعة من الذين كانواعلى موعد مع الموت خلال ساعات,قد اثارت ضجة واسعة’ودعمت بدعاية اعلامية لم يسبق لها مثيل’وحركت الاقلام والافكارالتي حاولت ايجاد تفسيرامقنعالماحدث ’من الناحية التكتيكية ’مع عدم اهمال مسألة التوقيت’وعلاقة الامربالتدخل الروسي المباشر’و’مااصطلح عليه وزعم من محاربة داعش.
المهم في الامرأن بعض الانباء تسربت عن تفاصيل العملية’والتي جذبت انتباهي ’وجعلتني الجأ الى كتابة هذه المقالة,حيث ان اخرالاخبارسربت بعض تفاصيل العملية’والتي تمت بطريقة متقنة وباسلوب مستحدث قد يكون مؤشرا للطريقة التي سوف تتبعها اية قوات من المتوقع قيامها بتحريرالموصل من سيطرة الدواعش’مع توقع وجود خطط اخرى لم تكشف حتى الان’ومن شأنها ان تفاجئ داعش’وتحسم معها المعركة بسرعة ونجاح كبير.
والحقيقة اننا جميعااستغربنا حين سماع الخبر’من ان العملية كانت قد تمت بواسطة طائرات الهيليوكوبتر’حين زعم الخبرأن الانزال كان قد باغت الحراس’مع العلم ان لتلك الطارات اصوات عالية’كان من الطبيعي ان تثيرانتباه اية قوى ساندة داعشية على مقربة من محل الهجوم’وبقى التساؤل بلا جواب مقنع ’حتى تسربت التفاصيل التي جائت بعدها ففسرت حقيقة ماجرى’حيث زعم ان الامريكان اتبعوااسلوبا هجوميا ناجحا جديدا,وذلك عن طريق اطلاق قنابل غازية صامتة مخدرة افقدت الحراس وعيهم لوقت قصيراستطاعت خلاله قوات راجلة انزلت قريبا من المكان من الاطباق على الحراس وهم مخدرون وتم تقييدهم جميعا ونقلهم الى الى مكان امن معد سلفا’قبل اقتحام السجن وبهدوء تام ’وانقاذ السجناء’اما المقاومة الوحيدة فكانت من بعض الحراس الذين كانواداخل السجن برفقة السجناء’حيث لم يصلهم تاثيرالمخدر’فقاموا باطلاق النارعلى المهاجمين وقتلواالجندي الامريكي وجرحوا اخرين.
هذا التفسيرالمقنع نوعا ما يمكن ان يؤشرالى عدة امور’أولها اشتداد المنافسة بين الامريكان والروس’في عملية محاربة داعش,واعادة الاعتبار الى سمعة القوات الامريكية التي لم تستطيع خلال اكثرال15شهرا الماضية’ان تحقق اي انتصار’رغم قيادتها تحالفا دوليا واستمرارقصفها لتجمعات داعش في كل من العراق وسوريا’وسحب البساط من تحت اقدام الروس الذين اكتسبوا شعبية كبيرة’عندما تسربت الانباء عن انهم يحققون ضربات موجعة لداعش’ووعدوا بأنهاء سطوتها خلال 3 اشهر بدلا من ال3سنوات التي تنبأت بها امريكا,كما انه يمثل تراجعا من الرئيس الامريكي اوباما عن مواقفه السلبية تجاه تلك المشكلة,وبعد ان ارتفعت اصوات الانتقادات والادانة لموقفه الضعيف من قبل صقور امريكا من كلا الحزبين.
المهم ان الامراصبح اكثرجدية’وان تلك المنافسة على الاراضي والثروات العربية قد وصلت الى حد اضطرارامريكا الى مساومة الروس على تقسيم الكعكة الكبيرة الدسمة’التي اتى بها داعش’حيث ادى سيطرة تلك المجاميع المسلحة القوية جدا’الى ارتفاع الطلب على شراء الاسلحة’وتنشيط مصانعهاالعالمية وارتفاع ارباح تلك الدول المنتجة للسلاح.
مع اضافة مسألة اخرى هي حاجة الروس الى وضع الامريكان وحلفائهم في زاوية الحاجة الى ايجاد تفاهم مع الروس حول قظية اوكرانيا والقرم وتفهم مصلحة الروس في ايجاد حل لم يكن الغرب ليقبل به.
المهم في الامر ان العرب اصبحوامادة للصراع بين الاقوياء,وورق يساوم به بعضهم البعض’لكن الايجابي في الامر’ان الروس اجبروا الامريكان على لعب دور جاد في القضاء على داعش بعد ان احترقت ورقتها’خصوصا ان اول نتائج هجوم الحويجة’تمثل في تأثيرها النفسي المدمرعلى داعش’فقامت بنقل سجنائها من معتقل الى اخر’يلاحقها هاجس’م,مفاده تسرب انباء اخرى غير مؤكدة’زعمت ان حراس سجن الحويجة كانوا قد خدروا من قبل زملاء لهم’هم عملاء متواطئين ومتعاونيين مع الامريكان’وان المخابرات الامريكية قد نجحت في زرع الكثير منهم’ستستعملهم في ساعة الصفر’حيث سيفاجأ الداعشيين’بأنقلاب الكثيرين منهم على قادتهم ويوجهون اليهم ضربات قاصمة, من الداخل,
اي ان هجوم الحويجة يعتبرتجربة’ ناجحة ومقدمة لخطط اخرى ماتلبث ان تعمم حين تطلق صافرة العد التنازلي للقضاء عليها’وكل الدلائل انها قريبة وربما اقرب مما نتصور.
مقالات اخرى للكاتب