Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
نوري السعيد و نوري المالكي ؛ تشابه في الأسماء و اختلاف في الرؤى !
الخميس, تشرين الأول 29, 2015


العراق تايمز: كتب خليل الفخري


شهد القرنان الثامن عشر و التاسع عشر نهوضا ملحوضا للحركات القومية التي اعتمدت الفكر القومي اسلوبا نضاليا و دعائيا لها في عملها تحت يافطة اعادة امجاد الأمة العربية الغاربة


في أجواء كهذه ظهر نوري السعيد كسياسي طموح ، طغت نزعة السياسة فيه على حرفته العسكرية ، وقد تلمّس ذلك فيه الشريف الحسين بن علي الذي انتدبه في عدد من المهمات السياسية .


تعود بدايات صلة نوري السعيد بالجمعيات القومية ذات الصبغة الوطنية التي كانت تنادي بأستقلال البلاد العربية عن الدولة العثمانية ، الفى فترة دراسته في الكلية الحربية في الأستانة . حتى اذا أنهى فيها دراسته وجد الفرصة متاحة له و مواتية للأنخراط في العمل القومي


بدأ مشواره السياسي الى جانب الأمير فيصل في سوريا . و كان ممن ساعدوا على تتويجه ملكا عليها ؛ على ان يكون الأمير عبد الله بن الحسين ملكا على العراق


وحين انقلب الفرنسيون على الأمير فيصل بعد ان تلمسوا فيه حسا تحرريا و نزعة وطنية و أخرجوه من سوريا ؛ كان نوري السعيد من رجاله ومن عملوا على ترشيحه لعرش العراق فيما بعد ، الى أن ترأس أول وزارة في 30 مارس آذار 1930 .


ان مراجعة برنامج نوري السعيد الوزاري ، و خطواته العملية في وزارته الأولى نجدها ترسم حدود مذهبه السياسي و أفكاره الثابتة حتى آخر وزارة شكّلها ، و أجهزت عليها بضربة مفاجئة ثورة الرابع عشر من تموز الخالدة .


كلا الرجلين ؛ نوري السعيد و نوري المالكي ؛ دشّن دخولهما العراق مرحلة احتلال له . تربعت بريطانيا فيها خلال العقود الأربعة الأولى من العام 1920 و حتى قيام ثورة تموز حين فقدت مواقعها و امتيازاتها منذ اللحظة التي أعلن فيها راديو بغداد عن قيام الثورة . و القوات الأمريكية في الثانية لعقد من السنوات


دخل نوري السعيد العراق على ظهر باخرة بريطانية في حملة احتلال البصرة اثناء الحرب العالمية الأولى ، و قد ظلّ وفيا للظهر الذي حمله حتى ساعة مصرعه يوم 16 تموز 1958 . فيما دخلها المالكي مع الحذاء الأمريكي و بمباركة منه خلال حملة اسقاط الدكتاتورية في نيسان 2003 . لكن المالكي تنكّر فيما بعد للحذاء الذي رافقه و حمله وهو نكرة و مغمور الى العراق و أجلسه في هرم السلطة ، بعد أن كان هو و غيره من ساسة الصدفة و أشباه المعارضين يتقاسمون الدعم المقدم لهم من المخابرات الأمريكية ضمن الموازنة الأمريكية التي خصصها بيل كلينتون للمعارضة العراقية و مقدارها 93 مليونا من الدولارات سنويا . فكلا الرجلين أرّخ دخولهما العراق لمرحة من الأحتلال له


ان ولاء نوري السعيد لبريطانيا ليس دليل اعجابه بالنموذج الديمقراطي فيها ، مع ان الملك كان في الدستور العراقي مصونا و غير مسؤول . وان الحكم برلماني يعتمد التعددية الحزبية و حق العمل السياسي المشروع سواء داخل الأحزاب أم خارجها . و اعتبار السلطة التنفيذية خاضعة للسلطة التشريعية ؛ غير أن نوري السعيد بدأ رئاسة الوزارة الأولى بحل البرلمان في حزيران 1930 وسط احتجاج الزعماء البريطانيين من المعارضة و مظاهرات الشارع العراقي و استخدام حكومته القوة لأول مرة ضد المتظاهرين و المضربين عن العمل احتجاجا .


ان نوري السعيد في هذه الوزارة و خلال ستة شهور هو نوري السعيد نفسه خلال مجمل حياته السياسية ؛ رفض للمعارضة ولو كانت برلمانية ، و حل البرلمان و ان شكّل المعارضون فيه أقلية لا تتجاوز 10% مقابل 90% لصالحه . و ارتباط مع بريطانيا على مستوى المعاهدات و عدم احترام التعبيرات المشروعة للرأي العام في الشارع العراقي .

 
لقد حلّ نوري السعيد البرلمان مقابل استلامه رئاسة الوزارة الأخيرة ، لأنه كان يضم 12 معارضا من مجموع 135 نائبا . و أقام بديلا يراه هو الأفضل ؛ برلمان التزكية الذي عقد حلف بغداد وسط معارضة محلية و عربية و دولية ساخنة ضد سياسة الأحلاف .


لم يكن نوري السعيد ثعلبا ماكرا كما يراه و يحلو للبعض وصفه . ولم يكن داهية كما يرى انصاره ، لقد كان اقرب الى رجل العقيدة الثابت على موقفه من السياسي المحترف . فلم يتنازل مرة عن اعلان موقفه السياسي هذا . ولم يكن يتردد عن مراجعة السفير البريطاني و الأمريكي في دارهما لأخذ المشورة في موقف ما .

كما أعلن ذلك الدبلوماسيون أنفسهم في مذكراتهم يجمع الباحثون و كل الذين أرخوا لثورة تموز و تناولوا أحداثها ، على أنه لم يكن لنوري السعيد حرس مسلح بالآلاف كما هو اليوم للمالكي و بقية الزبانية اضافة للطائرات المرافقة للمالكي و السيارات المصفحة و اولئك الذين يخلون الشوارع لمرور موكب سيادته . بل كان للسعيد خفراء يتناوبون الجلوس امام الباب الرئيسي ، حيث لم تحدث مقاومة من داخل البيت عند اقتحامه ساعة اعلان الثورة ، حيث كانت الفرصة سانحة له للهروب بزورق حسون العيسى زوج خالة المفكر السيد حسن العلوي .


كانت محتويات منزل نوري السعيد و آثاثه تبدو في نظر الكثيرين اسطورة أقرب الى الخيال ، و قدر من الأثارة بعض الشيئ قياسا الى بيوتنا التي تفتقر الى الحمّام و غرف النوم و السرير السيسم ، و لكنها الآن بعد أن دخلت بيوتنا ملامح عصرية تعود بنا ذاكرة الأيام الى الساعات الأولى من قيام ثورة تموز و اقتحام دار نوري السعيد ، و هنا تبدو المفاجأة فقد كانت أقل بكثير مما تضمّه منازلنا حاليا . فلم يكن فيها آثاث أجنبي . و لم يكن في الدار أجهزة خاصة ، و لا أجهزة كهربائية كالموجودة حاليا . كان في الدار ؛ جهاز تلفزيون واحد ، و راديو فيليبس ، و غرفة نوم هي أقرب الى غرفة العزاب . و صالة بلا ديكور مع طقم آثاث مغلّف بالقماش المخمل . و لم يكن في البيت أثر لتمثال او تحفة فنية . ربما لأن نوري السعيد نفسه يعتبر الفن التشكيلي صنوا للتحريض السياسي او المتعة الفارغة ؛ فالرجل لم يكن مثقفا ثقافة ادبية كافية .


و في الطابق الثاني الذي اتخذ فيه غرفة نومه ، كانت مازالت منشفة مستعملة معلقة على غير انتظام و ربما كانت قد مسّت جسده آخر مرة .


أما غرفة الطعام فكانت تبدو و كأنها لم تستعمل منذ فترة . و أغلب الظن أنه كان يتناول طعامه على عربة صغيرة متحركة تقدم اليه . علما انه كان يتناول الخبز العراقي الحار من تنور الجيران بدون محاذير أمنية .


كان الرجل أقرب الى الصوفي منه الى رجل الحكم ؛ بعكس المالكي الذي ينفق مئات آلاف الدولارات من ميزانية الجياع و المسحوقين و الأطفال على أناقته و هندامه و صبغ شعره و الله أعلم . فقد كان السعيد زاهدا عن ملذات الحياة ؛ لم يترك بعد خمسين سنة من العمل السياسي ثروة طائلة . و لعله لم يكن يعرف الطريق الحديثة في الأيداع بالمصارف الأجنبية .


تلك كانت حال نوري السعيد بعد 13 مرّة ترأس الوزارة فيها و 38 عاما من الحكم ؛ فأين ترى يقف منه المالكي ؟


وفي العودة للمالكي يمكن القول بأن الرجل مهووس ، مريض بالوهم ! مصاب بغرور العظمة و الشعور بعقدة النقص ؛ فلم يستوعب عقله العصفوري ان يتحول بين لحظة و اختها الى الرجل الأول في العراق وهو يتشبه بالشاه و سالازار و بينوشيت و فرانكو و باتيستا ؛ بعد ان ملأت رئتيه و انفه أتربة السيدة زينب وقد قضى عقدين من السنوات على ارصفتها يبيع الخواتم و المسبحات .


ومن خلال قراءة الرجلين نراهما يلتقيان في رفض المعارضة و عدم الأقتراب منها او التعامل معها ، و قمع الخصوم داخل العملية السياسية و خارجها . كلاهما عمل و بشتى الطرق و الوسائل الدنيئة على اقصاء الآخر .


و يختلفان في ان نوري السعيد اقرب الى الصوفية في معيشته . زاهدا في كل شيئ . لم تمتد يده الى المال العام بعكس امين عام حزب الدعوة الأسلامي ؛ المالكي .


نوري السعيد اقرب الى رجل العقيدة الثابت على موقفه من السياسي المحترف غير طامح لشئ ولا طامع بشيئ بعكس المالكي الميال للترف و البذخ و الأنفاق على المقربين منه و شراء الأصوات و الضمائر الميتة و الذمم ومن اجل هذا افرغ ميزانية العراق في جيوب اعوانه و بنى قاعدة حزبه وأجلس العراق على الحصيرة .


لم يكن لنوري السعيد حرس ولا ميليشيات و افؤاد حمايه بالآلاف وهي ترهق ميزانية الدولة و تستنزف مواردها ، كما للسيد المالكي امين عام حزب الدعوة الأسلامي الذ بفضله و بركاته عاد العراق القهقرى الى الفترة المظلمة و ايام الشموع و الطبخ على الحطب و فضلات الحيوانات و يجلس ابناء الفقراء ؛ هذي الزهور على الأرض الطينية في عز شتاء لايرحم و مدارس بلا ابواب و شبابيك 
كان لنوري السعيد خفراء يتناوبون الجلوس امام الباب الرئيسي .


لقد فقدت بريطانيا بفغقده آخر مجاهديها في الشرق الأوسط تاركة الفرصة لنمط آخر من السياسيين الذين يشتمون في الهايدبارك في النهار و ينامون على فراشها في بيكادلي سيركس .

 

 

اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44807
Total : 100