الشعب العراقي تعرض الى غزوات وحمامات دم جماعية ان كانت من المغول بقيادة جنكيزخان وبعدها بحوالي ربع قرن احتل هولاكو حفيد جنكيزخان بغداد وسالت الدماء مجاري وشلالات وبقي العراق مركز صراع بين دولة الخروف الاسود والخروف الابيض وتوالى الحكام والغزاة وزالوا ليرجع العراق وينتفض مثل العنقاء ويزدهر في عمرانه وثقافته ومدارسه وجامعاته وينجب العلماء والفطاحل . وبعد سلسلة من الانتفاضات والوثبات حانت الفرصة و التحمت قوى التحرر التقدمية في اربعة عشر تموز 1958 احتلت بلاد الرافدين مركز الصدارة في الشرق الاوسط وضربت الامثال في التقدم والانطلاق نحو الحرية وتوفير الخبز للفقير ومحاربة الاقطاع والفساد واعلنت اول جمهورية بقيادة اول رئيس عراقي وهو الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم وفي ظل قيادته بنيت البيوت السكنية لالاف العوائل الفقيرة التي انتقلت من الصرائف وبيوت التنك وانتشرت المشاريع العمرانية وبناء المستشفيات والايفادات لطلب العلم في الخارج ,وانتشرت مدارس مكافحة الامية تم تشكيل النقابات الفلاحية والعمالية واتحادات الطلبة وعينت اول وزيرة في الشرق الاوسط وهي د نزيهة الدليمي وصدر قانون الاحوال المدنية والشخصية اعطى حقوق المراة وانصفها اصبح العراق في عملية غليان ثقافي فكري وطني وحتى الجيش تم تطوير كوادره وارسال الضباط الى الدول الصديقة للدراسة والتدريب, خلال خمسة سنوات كان التطور والتقدم في كل المجالات ميزة عراق الثورة وتم تأميم حقول النفط بقانون رقم 80 عام 1961 الذي استعاد العراق بموجبه معظم الاراضي العراقية الغير مستثمرة والتي كانت تحت امتياز الشركات النفطية والتي كانت تشكل 95% من مساحة العراق . هنا برزت الخيانة العظمى بتحالف الامبريالية بقيادة الاحتكارات النفطية التي سخرت حزب البعث الذي اتحد مع الرجعية والاقطاع وايتام النظام السابق وكان تاريخ النكبة الكبرى هو ثمانية شباط 1963.لقد حققت هذه الردة للامبريالية العالمية وربيبتها اسرائيل خدمات كثيرة بقيادة البعثيين واعلنت حربا عبثية ضد الجارة ايران قدمت الملايين من ابناء الشعب العراقي كشهداء ومعوقين الى الابد احرقت كل من نادى بالخلاص من حكم الاستبداد ودفنتهم بمقابر جماعية اوقطعت اجسادهم الطاهرة ورمتها في دجلة طعاما للاسماك قامت بسلوك سياسة شوفينية ضد مكونات الشعب العراقي بحرق القرى الكوردية وقتلت ما يزيد على مائة وثمانون الف مواطنا منهم ونقلت الكثير منهم من مدنهم وقراهم في الشمال الى الجنوب والوسط من العراق وسحقت الانتفاضة التي قام بها اهالي الجنوب بعد الخسارة الرهيبة التي تعرض لها الجيش العراقي بعد انسحابه من الكويت ويقدر عدد الشهداء بما يزيد على المائة والثمانين الف شهيد دفنوا في مقابر جماعية وتم التمثيل باجسادهم قبل وبعد موتهم لم يقدموا شيئا اكثر ولا اقل من المغول في غزواتهم للعراق وبهذه السياسة الرعناء هيأ الحكام البعثيون لاحتلال العراق من قبل قوات التحالف التي خالفت حتى قرارات مجلس الامن الدولي وتحدوا الملايين من الذين تظاهروا في كل العالم ضد عملية التدخل العسكري في العراق بما سمي في حينها عملية تحرير العراق من الديكتاتورية في عام 2003, الم تكن هناك ديكتاتوريات اكثر عنفا وظلما لشعوبها من حكومة صدام ؟ ام كانت رائحة النفط هي التي دلتهم وقادتهم لعبور المحيطات لاحتلال العراق ؟ ماذا جنينا من هذه العملية التي عبرت عن استعمال القوة المفرطة وتعريض سلام وحرية الشعوب كحق من حقوق الاقوياء لسحق ارادة الشعوب واستغلالها ومكنت قادة الاسلام السياسي لنهب ثروات الشعب وتهريبها لبناء العمارات في لندن وباريس وعمان والخ من مدن العالم واخيرا جاءت لنا بعصابة ما يسمى بداعش لتقتل الاطفال والنساء وتنحرهم امام الملأ بلا رحمة , ماذا فعلت هذه العصابات من شذاذي الأفاق في الانبار ؟ وفي الموصل الحدباء بجامعتها ومدارسها ؟ وكيف تصرفت ببنوكها ؟ لقد توافقت هذه العصابات ورافضي التغيير كما تدل المعلومات الاولية واستلمت الموصل الحدباء بلا قتال وانضمت قوى البعث التي خانت في 63 الشعب العراقي واغتالت جمهوريته الاولى ونحرت ابنائه وبعثرت ثروته وقدمت الخدمات لشركات النفط العالمية ولم تستلم غير الذل والعار لخيانتها المشينة عادت اليوم لتشارك في عمليات نحر وتمكين العدو للغدر بالشعب العراقي كما فعل ابو رغال سابقا واكثر بكثير من ذلك ,اليوم تتظافر الجهود من اجل افشال السيد د حيدر العبادي بكل ما اوتي لها من خسة ونذالة تفخيخات وعمليات خطف لا فرق بين امراة وطفل مقابل نقود ودفاتر واما يسلم المخطوف او يقتل عند التسليم . المفروض ان يقف الشعب العراقي بكل ما يملك من قوة لمساندة السيد العبادي في سياسته لتطهير الاجهزة الامنية ومكافحة الفساد المالي والاداري اين ما كان , ان خطوة تنحية بعض المسؤولين الامنيين وضباط الجيش والقضاة هي خطوة اولى للقضاء على المفخخات وانقاذ ابناء الشعب الابرياء من الموت .ان عمليات الجيش العراقي ليست لصد عصابة داعش بل لمطاردتها وحرقها في جحورها ما هي الا نتيجة سياسة التغيير وجمع القوى الشعبية يدا واحدة والمطلوب الانتقال من التقدم البطيئ والاسراع لنفطر بالاعداء قبل ان يتغدوا بنا .
مقالات اخرى للكاتب