أما وقد قيل أن التحالف الإسرائيلي العربي الدولي تمكن من إطفاء حرائق فلسطين المحتلة ،وبدأ رئيس وزراء مستدمرة إسرائيل النتن ياهو بحساب أرباحه السياسية ،فإنني هنا سأقوم بإستثمار الموضوع من جهة أخرى صادمة ليهود بحر الخزر الذين اعتادوا على تضليل الرأي العام العالمي وتسويق كذبة أن مستدمرتهم عبارة عن حمل يعيش مرعوبا وسط 22غولا عربيا.
عام 1964 حدثنا مدرس التاريخ والجغرافيا في الفصل الفاضل أحمد نوفل، أن صديقا له يعيش في ألمانيا بعث له برسالة يقول فيها أنه حضر فيلما سينمائيا ،وفوجيء في نهايته بمشهد يصور فتاة عارية يستعد 22 رجلا عربيا يحملون السيوف للإعتداء عليها ،وما هي إلا هنيهة حتى ظهر عليها إسم إسرائيل ،وأشعلت النوار وطافت بين المقاعد حسناوات جميلات يحملن صناديق مكتوب عليها :إدعموا إسرائيل!!؟؟
والغريب في الأمر أن يهود مستدمرة إسرائيل الخزرية إستمرأوا هذا الكذب ،وقبل الرأي العام الغبي هذه الإدعاءات وصدقها ،لأن الغرب لا يريد من العرب أن يهزموا مستدمرة إسرائيل حتى لا يعود اليهود إلى بلدانهم الأصلية ويمارسوا فسادهم وإفسادهم من جديد ،وقد سألني ذات حوار مسؤول أوروبي كبير محتجا على إتهامي لأوروبا بدعم مستدمرة إسرائيل قبل نحو 30 عاما:هل وصلت الجيوش العربية إلى تل أبيب وقمنا بإرجاعها؟.
ما كانت مستدمرة إسرائيل تروج له إعلاميا من تضليل للرأي العام العالمي بأنها حمل وديع بين 22 من الغيلان لعرب أو أنها إمرأة حسناء عارية يتوعدها 22 عربيا متوحشا ، لفض بكارتها إغتصابا ،كان كذبة لا تجد ما يدعمها على أرض الواقع ،لأن ذلك الحمل الوديع كان يكتسح أراضي الغيلان العرب بين فترة وأخرى، إلى أن تمكن من السيطرة على كامل فلسطين التاريخية وأراض عربية أخرى ،ومن ضمنها هضبة الجولان السورية التي باعها لهم حافظ الجحش بمبلغ 100 مليون دولار قيل أن الشيك كان بدون رصيد.
الكذب والتضليل والتزوير سمات يهود بحر الخزر ،فهم ورغم كل التطورات التي حدثت لصالحهم منذ توقيع السادات معاهدة كامب ديفيد مرورا بتوقيع الأردن الرسمي لمعاهدة وادي عربة مرورا بإتفاقيات أوسلو التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية بضغط عربي ،وما يندرج ضمن ذلك من علاقات عربية بدأت تظهر إلى العلن ،ناهيك عن العلاقات مع العديد من الدول الإسلامية وفي المقدمة تركيا ،ومع ذلك ما يزال يهود مستدمرة بحر الخزر يدعون أنهم يعيشون حياة ملؤها القلق بفعل التهديد العربي ..فأي كذب وأي إفتراء وأي تزوير للحقائق هذا؟
حرائق فلسطين المحتلة التي أشعلها النتن ياهو قبل عدة أيام كشفت الطابق مجددا ، وبادرت سلطة اوسلو المندثرة سيئة الصيت والسمعة /وكيل الإحتلال الجدي بإرسال فريق إطفائي للمشاركة في إطفاء الحرائق تزلفا للنتن ياهو ،وتحت الذريعة الإنسانية مع أن هذه السلطة العار على الشعب الفلسطيني لم تحرك ساكنا لإطفاء حرائق غزة التي راح ضحيتها مئات الأطفال الفلسطينيين ،ويبدو أن ضمير الإنسانية الذي يتحدثون عنه كان غائبا عنهم آنذاك،وتبع السلطة أيضا الأردن الرسمي ومن كان يفترض أن تكون أمنا الكبرى مصر وكذلك تركيا الذي ملأ رئيسها أردوغان الدنيا صراخا من أجل غزة .
رغم كل ماجرى وما بات جليا وواضحا من قبول رسمي عربي وإسلامي لمستدمرة إسرائيل ،إلا أن ماكينة الكذب الإسرائيلية ما تزال تعمل بما فوق طاقتها لتضليل الرأي العالمي ، ولا تجرؤ على القول أنها هي الكاسب الوحيد في كل المراحل وان الجميع بإمرتها ،فجبهة الجولان السورية يغمرها الجليد العسكري منذ تسليمها عام 1967 والحدود الأردنية محروسة بإحتراف عال،وجبهة مصر باردة وجنوب لبنان كصمت القبور منذ العام 1982 ،فكيف تدعي مستدمرة إسرائيل أنها في محيط معاد لها ؟
ألم تكشف حرائق فلسطين المحتلة التي أشعلها النتن ياهو حقيقة وضع إسرائيل خاصة وأن النتن ياهو بات قادرا على الضغط على قيصر روسيا بوتين وإستطاع كتم صوت أردوغان وأجبر الجميع على المشاركة في إطفاء الحرائق؟ كل ذلك ومستدمرة إسرائيل تنهل من تلمود بابل وترسل لجيرانها الأمراض ،وها هو النتن ياهو يعمل على إستثمار حرائق فلسطين المحتلة محليا وإقليميا ودوليا ،بعد أن كذب على العالم كذبات كثيرة منها أن إسرائيل تحترق وان الفلسطينيين يحرقون إسرائيل.
آن الأوان للرأي العام العالمي أن يخرج عن صمته ويصرخ في وجه قادة مستدمرة إسرائيل :كفى ما عدنا راغبين في تصديق كذبكم الذي لا نرى نهاية لمسلسله ،ولن أقول شيئا عن العرب لأنهم في مرحلة الإندثار ولا حياة لمن تنادي.
مقالات اخرى للكاتب