يفسر بعض المفكرين نشأة النواح في الشرق باعتباره نتيجة للتحولات الفصلية التي تحل بالارض وتسبب الجدب والقحط وهو ما يدفع الى القيام باحتفالات تراجيدية لاستجلاب الخصب فيما يذهب آخرون الى ان عادات الندب والبكاء نتيجة خلو الدولة من راع يرعى الدولة والعدالة فيها وبهذا فهم يندبون العدالة التي فقدوها . وفي الحالتين تقترن وفاة الراعي وموت العدالة بموت الارض وجدبها عند حلول كل خريف. احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة التي تقام بعد نهاية موسم الخريف حينما يطول الليل ويقصرالنهار حيث يحاول المحتفلون التحرر من البكاء والنحيب وترتيل المراثي الحزينة والاستبشار بعام جديد مليء بالفرح والخير والسعادة. لهذا السبب وفي اعياد رأس السنة الميلادية للعام 2005 كانت زيارتنا للمطرب البدوي جبارعكار..
حيث اشتهر الفنان جبار عكار بصفته مؤديا بارعا لالوان الاغنية البدوية فهو يمتلك صوتا ينقل المستمع الى فضاء الصحراء وللفنان جبار عكار علاقة حميمة مع الربابة التي يعزف عليها بطريقة هي مزيج من الخشوع والفرح اختفى جبار عكار بعد احتلال بغداد وبعد بحث وصلنا اليه لنجده وقد عميت عيناه وبلا معيل حيث لم يخطر ببال احد زيارته حتى تلك اللحظة ... 
الحديث مع جبار عكار فيه تفاصيل وذكريات وبعض من الاسرار تعالوا نسرد لكم رحلتنا معه ... 
يقول جبار عكار ولدت سنة 1922 في منطقة الشواكة في بغداد وعملت بداية حياتي مولعا بالابوذية والمربع وقد ارسل الى والدي الملك غازي في قصر الزهور وكنت اذهب معه وفي احدى الايام قلت له اني اريد ان امتدح الملك فوافق فقلت بيت الابوذية التالي
يغازي الملك دوم النصريداك
وعلى كل الايادي تطول يداك 
وبعون الله ومناي تكون يداك 
ملك تحمي البلاد اليعربية 
فاكرمنا الملك غازي بـ30 دينارا لوالدي وانا 15 دينار ولان الموظف العراقي مشكلة المشاكل فقد صرفوا لوالدي 7دنانير وانا 3 دنانير.
الوصول الى الاذاعة !
يقول الفنان عكار غنيت في الاذاعة سنة 1939 وكانوا يصرفون لنا عن الاغنية دينارين وكنا نتنافس انا وناصر حكيم على البروز في تلك الفترة. 
بعدها دخلت الخدمة العسكرية ولم اذهب للاذاعة وعندما خرجت من الجيش كان حقي الشبلي يبحث عني بالذات واشركني في مؤتمر الموسيقى العربي الذي عقد في بغداد عام 1946 وكان وجودي هو مازرعه ابي اذ كانت له في ذلك الوقت 35 اسطوانة وعندما وصلت والدي المنية بعث الي بمقطع غنائي ما زلت اردده. 
قامت الاذاعة بشخص عبد الكريم العزاوي بالطلب من حقي الشبلي لكي اعمل في بغداد حيث كنت موظفا في طويريج فوافق وعملت بالفرقة الفنية انذاك فحاربني بعض الفنانين وتحولت من مهنة الفن الى كهربائي بعدها جاء عبدالاله فاصبح مديرا لفرقة الرشيد وسالني عن سبب عملي بالكهرباء فقلت له اني صاحب عائلة وعلي العمل. فارجعني للفرقة اي فرقة الرشيد.
التكملة في الجزء الثاني