لا اخفي عليكم , ان دموعي سقطت بين موقفين مؤثرين جدا خلال ثلاث ساعات بين الحادثين ؟ فالاولى هي قبل عام عندما نشرت شعر عن والدي في موقع الفيس بوك يتحدث بها عن الشاعر الكبير السياب , فانهالت على المنشور تعاليق الاصدقاء والصديقات , بصراحة في وقتها لم اكن متفرغا او لربما شغلة حصلت في وقتها , واليوم نبهني الفيس بوك بهذه الذكرى , فقررت ان اعلق على كل من وضع حروفه الوضاءه على منشور والدي , وبينما انا اكتب لكل معلق , وصلت الى تعليق الاديب الكبير نواف ابو الهيجا وهو يسلم على والدي ويسأل عن صحته .اصابع يدي انشلت , وانهارت الدموع من عيناي , ماذا اجيب وماذا اقول لنواف وهو قبل فترة انتقل الى جوار ربه , تخيلت انا المتعذب برحيل نواف انني اتحادث مع روحه , او يتخيل لي ان نواف سيسعد في قبره وانا اجيبه عن تعليقه لوالدي , سألتني ام عيالي عن سر بكائي , قلت لها : انني ارد على تعليق روح نواف ابو الهيجا , وما زالت الدموع تسيل ..
وقبل ساعتان شاهدت فلما تركيا يحمل اسم ( اراك في قلبي) تدور احداثه عن قرية في احدى قرى تركيا , الناس من الطبقة الفلاحية , ناس تحب بعضها البعض , مثلما كنا نحن في العراق نحب بعضنا لبعض , يوجد رجل معاق وهو بطل الفلم , مصاب بمرض الرعشة الشديدة , ولا يستطيع التكلم وحركات مشيته ثقيلة , هذا الرجل يتزوج من امرأة شديد الجمال والبهاء , وان سألتموني كيف بهذا الحسناء ان تتزوج من معاق , تبين لي ان عادات وتقاليد هذه القرية في الزواج يكون على القسمة والنصيب , من دون ان تعرف بحال الرجل , ايضا العروس لا تعرف عن الرجل شيئا سوى انه من عائلة كريمة .تزوجت هذه المرأة هذا الرجل , وشفقت عليه , وقبلت بقسمتها , وصارت تطعمه من يدها , وبعد الزواج بمدة , اصبحن نساء القرية ,يستهزئن ويضحكن على هذه الطاهرة والمصونة , ووصل الحد بهذه الزوجة انها صارت لا تخرج من البيت وتبكي الما , من نساء القرية , فقرر الزوج المريض ان يترك قريته وحصانه الذي احبه كثيرا , ويمضى مع زوجته خارج القرية كي يبعد الم زوجته من النساء .وبعد سنين عاد الزوج مع زوجته الى قريته وهو يحمل اطفاله الاثنان , تجمهر اهالي القرية لمشاهدة هذا الرجل الغريب وهو بلياقة لم تعدات اهالي القرية لمشاهدته , لانه كان يلبس " القاط" في وسط الفلاحين , لم يعرفوه وهو يقترب منهم مع زوجته , فجاء الحصان مسرعا له , ليقوم هذا الزوج بتقبل حصانه الذي تركه مدة , في الحال ادركوا اهالي قريته ان هذا الرجل , هو عزيز الذي كان معاقا , بكى والده , وبكت امه , وجميع اهالي قريته , عندما شاهدوه وهو يسير جيدا من دون ميلان او تعثر , وايضا اصبح يتكلم بعدما كان ابكم , فاسألوه عن سر شفاءه .. فقال لهم : لم اذهب الى الاطباء ولكن حبي لزوجتي شفيت تماما .فالموقفان محزنان ماذا اجيب عن تعليق الاديب نواف وهو في رحاب الله , وهذا الفلم الذي يحمل قصة وفاء كبير لرجل احب زوجته وترك كل شيئ من اجلها .. فسالت دموعي التي لم تسيل منذ مدة كبيرة
مقالات اخرى للكاتب