لتبقى الاصوات الحرة تنادي بالتوحيد فيما يبقى جهال السياسة القابضين على زمام الامور لايسمعون صوت الحق ويخادعون انفسهم متسكعين في بلاد العالم ينتقدون كل خير باسم الطائفية وينهبون الاموال ويسرقون الارادة بسياسات مارقة وقرارات انقسامية وجهوية بليدة وضمائر ميتة حاقدة على كل شيئ دون التفكير بمصير العراق واهله في وقت نرى ان الانتصارات التي تم تحقيقها في الرمادي لم تكن إلا نتيجة لتلاحم الصفوف، وهي تكملة وتوثيق لوحدة الكلمة والارادة الصلبة بقداسة الهدف وشرف معركة الدفاع عن التراب العراقي والتصميم على إعادة الأمن والأمان إلى ربوع القرى والمدن والقصبات التي دنستها قوى الظلام وسيبقى القضاء على الجماعات الإرهابية وإعادة اهلها الهدف الاساسي . لقد قدر للعراقيين ان يكونوا في مقدمة من يقاتل هؤلاء الارهابيين ويسعى لكسر شوكتهم والقضاء عليهم ولازالوا مصممين إلا ما لانهاية ولايتوانوا عنه، وكانت لهم انتصارات مهمة وحاسمة ، ومن المؤكد ان النصر النهائي في المعركة سيعود بثماره على الجميع وليس لبعضهم دون بعض ، ومن هنا لابد من توحد جميع المكونات وتوظيف طاقاتها وامكاناتها في معركة نتائجها هي واحدة للجميع ، على ان لايسمحوا بانحراف المعركة عن مسارها وان لايسمحوا بزرع الفتنة والاحتراب بين ابناء الشعب .
سيبقى الوطن الدرع الحصين الشامخ وستبقى راية العراق تخفق في أبعد نقطة من أقصى العراق الى اقصاه ، بجنوده الابطال وحشده المبارك والقوات المسلحة الاخرى وعشائره الشرفاء الذين صمموا على إنجاز مهمة استعادة الرمادي وكل محافظة الأنبار و حققوا النصر و تم طرد قوى الشرمنها وكانوا عند حسن الظن واستجابة لنداء الامهات الثكالى واليتامى والمشردين والمهجرين والنازحين . وباتوا على يقين من أن الأنبار لن ترضى بأقل من ان يحكمها أبناؤها بأنفسهم ومن يعيش على الامل لايعرف ىالمستحيل. من المؤكد على اهمية تطوير التعايش السلمي بين ابناء الشعوب والابتعاد عن اجواء التشنج والتوتر في هذه الظروف المهمة التي يمر بالوطن وهو عبئ بلا شك تقع مسؤوليتها على جميع الاطراف والمكونات. والتأكيد على الالتزام بالقانون كما يجب ان يُتفق على وجود قيم مشتركة تحدد مسار السلوك اليومي للأفراد على الرغم من اختلاف التوجهات والأفكار، انه هدف وروح المجتمعات المتحضرة التي تعمل على ممارسة مفاهيم وثقافة المواطنة الصالحة. ولعل المستفيد الأهم هم الشعوب أنفسهم نساءاً ورجالاً شيباً و شباباً الذين يبحثون عن الأمن والأمان من اجل تربية أفضل.
التعايش يعني العيش المشترك، والقبول بالتنوع، بما يضمن وجود علاقة إيجابية مع الآخر. اي هوية العلاقة مع الآخر، فعندما تكون العلاقات إيجابية وعلى قدم المساواة معه، فإن ذلك سوف يعزز الكرامة والحرية والاستقلال،
الجيش العراقي الذي خاض معارك التحرير استعاد الثقة بنفسه، وقدراته، بعد هزيمته امام بضعة مئات من “الجهاديين” في الموصل والرمادي على اثر خيانة بعض اطراف العملية السياسية الذين جلبوا الارهابيين من خلال خيم العار وساحاتها المشؤومة من قيادات الشر وعمائم الغدر والخيانة وشيوخ الفساد والفتنة ، وفرارهم بالآلاف من امامهم، وتسليم المدنيين دون قتال حقيقي، الامر الذي عرضه للكثير من الانتقادات، داخل العراق وخارجه، لكن ان كان من حق المنتصرين ان يرقصوا طربا ونشوة في المجمع الحكومي في الموصل، ونثمن هذه التضحيات الكبيرة والبطولات التي سطرها أبناء القوات الأمنية والحشود الشعبية التي تمثل ركناً أساساً من أركان العمليات الأمنية والقتالية في عموم المدن العراقية ما يستدعي توظيف قدراتها القتالية والبشرية في تعزيز الأمن والاستقرار. وكان إنجازاً مهماً ولحظة فخر" للعراق، ولاشك ان العراقيين بمختلف انتماءاتهم واديانهم وقومياتهم وطوائفهم .. بجيشهم وقواهم الامنية وحشدهم الشعبي وقواتهم الخاصة والبيشمركة هم اصحاب هذه الانتصارات وصناعها ، وان الشهداء المضحين بارواحهم والجرحى هم تاج هذا النصر وكل نصر في الماضي والحاضر والمستقبل.
إلا يجب ان لاياخذهم الغرور لان المعركة الحقيقية قد بدأت اليوم . والعمل على تعزيز روح الصمود ودعم المقاتلين لتطهير ارض العراق كلها من دنس هذه العصابات ، لان الشعب الذي استطاع تحدي الارهاب طيلة السنوات الماضية قادر على ان يديم زخم الانتصارات في معركته الحالية لبلوغ النصر النهائي ".ويجب استثمار زخم الانتصار والانهيار الحاصل في معنويات العدو الإرهابي لتحقيق مزيد من التقدم وعلى أكثر من محور. يعني انكساراً لشوكة داعش الإرهابي ونقطة انطلاق لتحرير بقية المناطق المغصوبة.وضرورة العمل على توحيد الرؤى والمواقف بين الجميع ضد العدو المشترك وهو داعش الإرهابي ومن سانده وعاضده ، خاصة ونحن الآن على الحافات النهائية للقضاء عليه.
.ان التفاؤل بقدرة قوة هؤلاء الابطال في دك مواقع فلول الجريمة كبيرة وتعطينا الامل على تغيير موازين القوى العسكرية لصالحها وفي كل يوم تزف فرحة جديدة تثلج قلوب ابناء الشعب بعودة الحياة .دماء الالاف من الشهداء الذين لا يمكن ان تضيع دون قطف ثمار تضحياتهم على خطوط المواجهة. الكتل السياسية الوطنية والمكونات المجتمعية في العراق اليوم مطلوب منها حماية هوية التعددية وتنوعه العرقي والديني والثقافي والذي يعتبر مصدر اثراء للاجيال القادمة، ورعاية حقوق الانسان ، ويعمل على ترسيخ هذه المبادئ ، والقبول بالآخر ، ان الله سبحانه وتعالى خلقنا شعب واحد واعطانا مقومات الشراكة واذا فقدنا وحدتنا فقدنا كرامتنا ونفقد كل شيئ من امتدادانا البشري وتمزق اوصالنا . علينا بالوحدة لطي نتمسك بالحياة معاً. لتحقيق التعاون البناء على الخير والعدل ، والإحسان.علينا ان نكون متفائلين دائماً ، فالتفاؤل يزيد من الإيمان و بقدرات الإنسان ومقدرته على حل المشكلات بل وعمل المعجزات. و أنّ صوت العقل هو الذي يلهم إبداع الإنسان. إنّه الصوت الذي يحثنا دائماً للوصول إلى الأفضل.
مقالات اخرى للكاتب