من يتابع المشهد العراقي الان يجد المشهد في حالة من الجمود السياسي فجميع اللاعبين في داخل العراق نستطيع وصف حالتهم وبدون استثناء انهم يبحثون عن الكرة في اي ملعب ستكون واي حكم سيحكم المباراة فالمعتصمون متمسكون باعتصامهم ونواب العراقية المحرجين جدا لانهم لايريدوا ان يخسروا جمهورهم ولايريدون ان يخسروا المالكي اي انهم يريدون السلة والعنب وبعضهم ظل ساكتا لاينطق مثل قتيبة الجبوري وبعضهم متلعثما مثل الصجري وبعضهم في العلن مع المعتصمين وفي السر مع المالكي مثل الكرابلة والمطلك والمتفرقة مثل النائبة التي هددت مرة باعتقال ابنائها ان وافقت على التوقيع في ازمة طرح الثقة واما المالكي واجنحته فهم ينتظرون ويمارسون التسويف وتشكيل اللجان وكل هذا بانتظار التفاهم الامريكي الروسي والاجنحة التابعة لهم مثل تركيا وقطر والسعودية وايران وسوريا وقد والصفقة يبدوا انها ستكون شاملة وعامة بعد ان طلبت ايران من روسيا توسيعها لتشمل المنطقة كلها فهي تتناول الملف السوري وتمر على الملف النووي الايراني وتمر على العراق من باب التكحيل وتعطي سقفا معينا للموضوع اللبناني والطباخون يطبخون في اماكن بعيدة عن الاعلام ومستويات المتفاوضين تبدأ من مدراء عامين في وزارات خارجية وتنتهي بمدراء مخابرات ومستشاري امن قومي ولان ايران طلبها الاساسي هو المحافظة على نظام بشار الاسد فهي مستعدة للتنازل عن اشياء كثيرة في الملفات المتبقية والاكيد ان قيادات التحالف الوطني بعد اجتماعها الذي ناقشت فيه استبدال المالكي برئيس وزراء اخر يتمكن من اجراء انتخابات نزيهة ودون تدخل من اي سلطة وخصوصا ان الانتخابات بقي لها سنة ونصف وتم طرح عدة اسماء ابتداء من الجلبي الذي طرح بقوة مرورا بعادل عبد المهدي الذي طرح على استحياء وانتهاء بجعفر الصدر وهو الاسم الذي يعتبر انه يمتلك مقبولية قوية من العراقية والكردستاني ولايستطيع ائتلاف دولة القانون ان يرفضه لانه كان الشخص الثاني بعد المالكي في عدد الاصوات التي حصل عليها في الانتخابات الماضية وتم سفر الجعفري والحكيم الى ايران بحجة حضور مؤتمر الوحدة الاسلامية وتم طرح الموضوع على الايرانيين الذين رفضوا الموضوع بشدة ليس حبا في المالكي ولافي استقرار العراق بل لان ايران لاتريد ان تعطي شيئا بالمجان وتريد ان يكون موضوع المالكي موضوعا يخضع للتنازلات في الصفقة المقبلة المرتقبة والايرانيين يعلمون علم اليقين ان المالكي لن يحصل على ولاية ثالثة وعليه فليس هناك مانع ان تضحي به مقابل تنازل الدول الخليجية وتركيا في الملف السوري وايران حسب ماتسرب فانها وضعت قواعد لايمكن التنازل عنها مثل حزب الله وبشار الاسد ولكنها لم تضع التنازل عن المالكي كمحرمات في الصفقة وهنا يبرز الدور الاميركي وهو دور خطير جدا فاميركا تعرف جيدا من حرك الاوراق وتعرف من الذي يمتلك مفاتيح المعتصمين وتستطيع ان تقوم بافعال كثيرة لايقاف التظاهرات والاعتصامات ولكنها لاتتدخل بل انها عبر قنواتها السرية تدعم مطالب المتظاهرين ومن يقودهم ويحركهم والمضحك ان السيد المالكي حاول الضغط على الاردن عبر اغلاق الحدود في سبيل ان يضغط الاردن على خميس الخنجر او على عبد الملك السعدي وبعض القيادات الاخرى ولكنه فشل في ذلك والاكيد ان السيد المالكي يعرف مايدور بل ان هناك بعض المحسوبين على المالكي يحسون ان ايام المالكي باتت معدودة ويقومون ببعض الترتيبات الخاصة بهم في حال خروج المالكي من السلطة والبعض بات يلعب على الحبلين وينتظر مع المنتظرين وقائمة المنتظرين هي قائمة طويلة جدا تبدأ من النواب والسياسيين المؤيدين والمعادين للسيد المالكي مرورا باللذين لديهم شكاوي قضائية كانوا لايستطيعون رفعها بسبب وجود السيد المالكي في سدة الحكم ويبدو الارتباك واضحا عند السيد المالكي وعند خصومه ايضا فالسيد المالكي لايريد ان يترك السلطة بسهولة والمخصوم لايريدون ان يمضوا في المعركة مع السيد المالكي الى خط اللارجعة خوفا من بقاء المالكي في السلطة والبعض بدا خائفا على مكاسبه مثل النائب جمال البطيخ بعد ان استولى على الالاف الدونمات في واسط وانا منتظرون لما سيقرره الكبار ولكن يجب على كل السياسيين ان يعترفوا انهم لاعبين صغار بل وانهم صغار حقا ولايهونون الجماعة
مقالات اخرى للكاتب