دورتان من الانتخابات اجريت لتشكيل حكومات محلية في العراق منذ عام 2005 ،ولاتفصلنا الا بضعة اسابيع تعد على اصابع اليد عن شهر نيسان المقبل الذي حددته المفوضية موعدا لاجراء ثالث انتخابات لمجالس المحافظات،بعد التحول الى الديمقراطية كنظام في العراق،هذة الانتخابات التي تطور الوعي الجماهيري باهميتها بشكل نسبي منذ ثماني سنوات،لكنه لم يرتقي الى مستوى الطموح الذي يشكل حكومات محلية متخصصة،هذة المرة لابد من التركيز على انتخابات مجالس المحافظات بحث الناخبين على التصويت واختيار نوعية افضل من الحكومة المحلية الحالية ومجلس المحافظة الذي تحوم حول كل واحد منها علامات استفهام اذا لم نقل شبهات الميول الحزبية على حساب مصلحة المواطن،افضلا عن اداء متواضع غير مبرر وخشية من صرف الموازنة السنوية المخصصة للمحافظة لغياب الكفاءة والخبرة،
قد تكون اخطاء المرحلة السابقة وما سبقها تسبب بتراكم الاخطاء وضاعفت لدى المواطن الشعور بعدم امكانية التغيير لاسيما بوجود احزاب وقوائم تهيمن على المشهد السياسي وكواليسه وترشح عناصر على اساس الولاء كمبدء تحارب بضرورة حتى من يحصل على اصوات،
نريد لهذة الانتخابات الكثير ونعول عليها كثيرا،والدستور قدم انتخابات مجالس المحافظات على الانتخابات البرلمانية لانها المفصل الاساس في ادارة المحافظات وبالتالي ادارة الشان العراقي الداخلي برمته،متمثلا بالخدمات وتنظيم عمل الدوائر والمؤسسات والتعامل مع المواطن،فضلا عن التعليم والصناعة والزراعة والصحة،
ولو اراد الناخبون تغيير مستوى الادارات المحلية وتحسين ادائها فسيذهبون الى صناديق الاقتراع لانهم اساس التغيير،لكن لابد اولا ان يتم تشجيعهم وتحفيزهم على اختيار ممثلين من ذوي الاختصاص،ولابد من ان تكون لهذة الحكومات صلاحيات وموازنة كافية ليس لعملية البناء وتقديم الخدمات بل لتنظيم ستراتيجية تناسب كل محافظة بحسب اولويات المشاكل والعقبات فيها،
عندها سيكون ممكنا تعاون كلا الطرفين الناخب والمنتخب لانتاج حكومة محلية قوية مبنية على عناصر مهنية ،وهذا سيقلل بالتاكيد من مشاكل الحكومة الاتحادية ويعطيها متنفسا للعمل السياسي في الداخل وفي الملف الاقليمي والدولي، ولهذا نركز على مجالس المحافظات،
لكن الاساس في انتاج انتخابات مثمرة وليس شكلية ان يتحول النظام من نظرة هيمنة الحزب الضيقة على مفاصل ادارية ووزارية الى رفد الدوائر بعناصر تكنوقراط لكن هذا لن يحدث طالما ان الناخبين لا يحاسبون الحكومة على ماقدمته خلال السنوات الاربع،وبعيد عن التنظير فان كل ما نحتاجه هو الوصول بجمهورنا وناخبينا الى مستوى الوعي الانتخابي،حينها لاتستطيع الاحزاب ان تفرض علينا من تريد بل سيحدث العكس.
مقالات اخرى للكاتب