بهدف تقديم الكتاب في اساليب مختلفة، وكذلك من اجل تسهيل خدمات القراءة والتشجيع عليها تدعم العديد من الجهات الرسمية وغير الرسمية مشروع "المكتبة الجوّالة". والمكتبة الجوالة عبارة عن حافلات كبيرة مصممة لكي تكون مكتبة. لقد اصبحت المكتبة الجوالة اسلوبا شيقا وجميلا يرسخ ثقافة الكتاب ويحث على المطالعة خصوصا بالنسبة لشريحة الاطفال، حيث ترتبط حافلة المكتبة بجو من المرح بالنسبة لهم.
يعود تاريخ المكتبات الجوالة الى منتصف القرن التاسع عشر حينما قامت بعض المؤسسات بتأهيل عربات يجرها حصان لكي تقوم بدور المكتبة الجوالة. وابتداءا من مطلع القرن العشرين استخدمت الحافلات لتأدية دور المكتبة الجوالة، وقد عرفت تلك المكتبات في فرنسا وامريكا وبلدان أوروبية اخرى. ثم لاحقا تم تصميم حافلات من اجل ان تكون مكتبة متنقلة تحتوي على جميع مستلزمات المكتبة وتوفر اجواء مناسبة للقراءة.
المكتبات الجوالة تلك المنظومة المعرفية الفاعلة والرافد الثقافي بنكهة المرح عادة ما تقوم بجولات شبه ثابتة على المدارس ورياض الاطفال وحتى الاحياء السكنية، ومن اجل سهولة التعامل مع المكتبة الجوالة عادة ما تعلن جداول ثابتة معروفة مسبقا لتلك الجولات لكي يعرف القارئ مواعيد الوصول والمغادرة، اضافة الى مواقع معروفة وثابتة لوقوف تلك الحافلات.
في بعض المناطق وخصوصا المدن التي يتوفر فيها مناخ معتدل ومساحات جميلة، عادة ما تقوم المكتبة بتوفير كادر برفقة المكتبة من اجل تنظيم مسابقات ثقافية وفنية او حتى تنظيم بعض الالعاب من اجل اضفاء شيء من المرح يصاحب قدوم المكتبة الجوالة.
في بلد مثل العراق تعاني الدولة فيه من ارتباك صارخ في مختلف المجالات والمجال المعرفي ليس استثناءا من ذلك فإن اللجوء لخيار المكتبة الجوالة خيار جيد من اجل سد الحاجة الماسة لوجود مكتبات فاعلة في مختلف المناطق السكنية والتي نفتقدها للأسف الشديد.
فوق جميع ما تقدم فإن العراق دولة عانت من الحروب ومخلفات الارهاب وهذا ما انعكس على المستوى التعليمي والتوعوي مما يتطلب مضاعفة الجهود وتغذية الشاب العراقي برافد المعرفة وشريان الكتاب الذي قد يروي شيئا من ذلك الظمأ.
مقالات اخرى للكاتب