المثقف ليس هو من يتحدث كثيرا ويكتب مقالا طويلا , وانما هو من يلتقط الافكار والالتفاتات التي يغفلها الاخرين وهذا ما اعتدنا ان نراه ونسمعه من كتابنا الكبير العميد احمد الشمري على مدى معرفتنا به من خلال رصانة كتاباته وتنوع مقالاته منذ سبعة سنين ... فبالامس شرفني مع اخوة اعزاء لي ان نكتب حول مقبولية الامام المهدي (ع) عند الغرب وعدونية العرب له ... ولكون احبيتي محمد العراقي ومهدي قاسم سبوقني في مقالاتهم القيمة ساكتفي بعرض حقائق من الواقع الذي عشته في استراليا لابين صحة ماذهب الية الاخ الشمري ... في استراليا وربما في كل دول العالم المتحضر لا يحق لك ان تسال شخصا لا عن دينه ولا عن عمره ولاعن راتبه , ولكن انا سالت مرات عن مذهبي لان ديني يعرفوه بالسلوك حيث كنت اصلي في قاعة الدرس ولا ادخل مطاعم اللحوم ولا ارتاد الكلبات ... سالوني انت سني ام شيعي بعد الاعتذار بان هذا Bad question قلت لهم وما الفرق عندكم قالوا الشيعة ليس عندهم ارهاب ونحن نطمئن ونتودد لهم لان امامهم علي (ع) رائد العدالة والانسانية , ومرة سالني استاذ اللغة الانكليزية في قاعة الدرس عن الفرق بين السنة والشيعة اجبته لا يوجد فرق فسارعت احدى الطالبات بالجواب واضافت نعم يوجد فرق ولكن الاستاذ اراد منها بيان الفرق فلم تستطع ايصال الفكرة الناهضة له فتوليت الامر بالاجابة واثبت له ان المسلمين متوحدون حول اصول الدين ومختلفون في فروعه ففهم الفكرة وبدى فيما بعد يعامل هذه الطالبة باحترام قليل ... صدقوني رئيس جامعة كيرتن برفقة استاذ بدرجة بروف زاروني في القسم الداخلي في شهر رمضان وطلبوا الفطور معي وكان سبب هذه العلاقة والمودة معه اجابتي له عن سؤال لماذا الاسلام حرم الربا ؟ فاراد الاجابة ان تكون علمية لا نقلية عن الرب او النبي فكانت إجابتي على هذا التساؤل بسؤال للسائل ، ما هو الأساس الذي تستند عليه قاعدة التملك في الاقتصاد ؟ كانت إجابته العمل بالدرجة الأولى ، فقلت له هل من الممكن ان نلتمس عمل لمن يضع أمواله في البنك ويتقاضى فائدة سنوية عليها ؟ فتردد الأستاذ في الإجابة فقلت له أذن انتم من حرمتم الفائدة في البنوك وليس نحن بل كل حرمة عندنا لها بديل فحرمة الفائدة (الربا)
بديلها المضاربة والتي هي ان تحصل شراكة بين من يملك رأس المال ومن يملك قوة العمل وتتقاسم الأرباح وفق عقد ينظم هذه المضاربة وبالتالي تحصل دورة اقتصادية ينتفع الآخرون بها في حين تنحصر فائدة البنك لصاحب رأس المال وحده , اقتنع الأستاذ ولكن تساءلَ عن مصدر هذه الأفكار فقلت له أنها مستوحاة من أطروحات الفيلسوف والمنظر الاقتصادي الكبير محمد باقر الصدر فقال أين هو وهل يمكن التواصل معه ؟ قلت له راقد في مقبرة وادي السلام بالنجف الاشرف وهو ابرز شخصية أسلامية وفكرية أطالتها يد النظام السابق ... كان الطلبة من دول الخليج وبالاخص السعودين والقطرين لا احد يستصيغ التعامل معهم من الطلبة الاسترالين لا ستهتارهم ولخشونة تعاملهم ولبذخهم الاموال في النوادي والكلبات وتعاطيهم المسكرات فكانوا محل ازدراء من الجميع ... في مرحلة كتابة الرسالة تطلب الامر ان نسافر الى مناطق نائية فيها مناجم الفحم وسكانها قليلون وقد جلبوا لنا الاستراليون لحوم حللال وضعت في ثلاجة السيارة وقبل نفاذ اللحوم ابلغوي الطلبة بان يعتمدوا على اكل الخضروات والفوالة الالبان لان اللحوم الحلال لا توجد في هذه المناطق توقعوا ماذا قالوا لهم هؤلاء العربان لا مشكلة عندنا حتى ولو جلبتم لنا لحم خنزير ؟ اين دين عند هؤلاء الوحوش من عراب الخليج ؟ اما مشكلة تحديد القبلة للصلاة فكانت لي مشكلة معها فكثرت التنقل بين المدن لمسافات بالاف الكليومترات تحتاج ان اسال عن اتجاه القبلة ما سالت عربي واغلبهم خليجين هناك واجابني دلالة على انهم غير معنين بالصلاة بل كان يرشدني لها استرالين غير مسلمين ويبدءون يشرحون لي طريقة توصلهم لذلك ...في شرق استراليا عام 2008 وفي جامعة ادلايد طلبت استاذة اللغة الانكليزية ان نكتب مقالا عن اثر شروق الشمس الطبيعة وقد كنا في نزهة في حينها على البحر وكانت تعرف انني مسلم عراقي لانها سالتني عن مكان ضريح ابن بنت النبي (صلى) فعندما كتبت لها المقال وراته قالت سوف ياتي يوم ستشرق الشمس من الغرب , استغربت من كلامها وقلت لها كيف هذا خلاف المالوف في الطبيعة ؟ قالت لي قبل ان يظهر ابن بنت نبيكم ليحكم بالعدل والقسط ... شعرت بقشعريرة لكلامها وكيف عرفت ذلك وسالتها هل انتي مسلمة وهل انتي من اتباع اهل البيت قالت لي كلا انا without religion فقط معتقدة بالخالق وعائلتي بالاصل مسيحية ولكن انا موعلة بقراءة ترات دينكم الحق وهو الاسلام العلوي لا اسلام قطع الرؤس ونبش القبور وانتهاك الحرمات ... استاذ احمد صدقت فاهل الغرب اصبحوا يدركون الاسلام العلوي الحق اسلام ويميزوه عن الاسلام الاموي البغيض وبالتالي سينصرونه او على اقل تقدير سيقفون الى جانبه لانهم فهموا وادركوا انسانيته .
مقالات اخرى للكاتب