منذ وعد بلفور والصهاينة الغاصبين يحتلون ارض عربية مقدسة تحوي بين جنباتها اولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله ، وانتكس العرب رغم عديدهم ووعيدهم وتوسع الصهاينة أكثر وبطشوا بالعرب عامة وبالفلسطينيين خاصة ، واستمروا بأغتصاب الأرض العربية وبناء المستوطنات السرطانية عليها ،واثبت العرب خلال قرن من الزمان ان لافعل لهم ولاقدرة وان حركات واحزاب صغيرة مثل حماس وحزب الله في لبنان تمكنت من اساءة وجه الصهاينة في منازلات شجاعة لم يتمكنها العرب بكل دولهم .
وكنتيجة لهذه الأنهزامية الطويلة فقد فضلوا الأرتماء في الحضن الصهيوني بدعاوى عديدة ،من مثل ان جيشهم لايقهر وان على العرب مزجهم بينهم واحتوائهم !
وبدت تجمعات العرب لافائدة منها ومؤتمراتهم وقراراتهم في مهب الريح ،وكانت أخبارهم تنقل من قاعة الأجتماعات الى الصهاينة مباشرة بفضل كثرة الخونة والمتواطئين بينهم ،واصبحت قممهم هواء في شبك .
ومنذ حرب تشرين 1973 والى اليوم لم يكن هناك اي فعل عربي بأتجاه فلسطين واحتلت اراضي عربية أخرى ،واصبحت فلسطين منسية في كل شئ حتى في الثروات التي أخذوا يبعثرونها واستخدمت بكثافة لولادة ونمو الأرهاب الذي اصبح سلاح صهيوني حديث ومتطور وفعال ضد العرب خصوصا ً وانه يتم بأموال وموارد العرب ،والأغرب من هذا انهم أخذوا يشترون السلاح بعد ان يبصموا ويقدموا تعهدات مكفولة بعدم استخدامه ضد الصهاينة ،ورب سائل يسأل اذن لماذا يشترون السلاح من الأصل ،انهم يشترون السلاح الحديث لسببين رئيسين :
- دعم إقتصاديات الدول المصنعة للسلاح واسنادها في محنتها وخاصة عند هبوط عملتها ،لقاء دعم هذه الدول الكبرى لزعماء العرب في المكوث في الحكم الى أطول فترة ممكنة ،حيث يصل بعضهم الى عمر الخرف وهو مستمر بالسلطة .
- استخدام هذا السلاح في المواجهات بين العرب مع بعضهم ، فهم يحبون ان يتذكروا ايام الغزوات الجاهلية وحرب داحس والغبراء ،فينفخون الأوداج بعضهم على بعض ويقولون الشعر الحماسي وهز السيف واثارة نشوة الفخر بقتلهم لبعضهم ماداموا لا يستطيعون ذلك مع أعدائهم .
- تنفيذ الأفكار الصهيونية بتفتيت وتقزيم دول العرب أكثر مماهي مجزءة ،والقضاء على الثروة التي منحها لهم الرب عن طريق الصدفة بجريان البترول تحت أقدامهم ،وسيجدون أنفسهم يوما ،وقد نضب البترول ، في اسوء الأحوال وقد عادوا الى حياة البداوة .
طريق القدس من صنعاء :
ان كل ماذكرناه خوالج نفس قديمة يفضل العربي كتمها ونسيانها على اشهارها لكثر ما ترددت في ارض العرب ،ولكن ما أجبرنا على اثارتها هو ماحملته لنا الأنباء هذا الصباح عن تجمع بني يعرب واثارة هممهم وتقوية عزائمهم ، في هجوم مشترك على الشعب اليمني الذي لم يؤذي أحد لامن العرب ولامن غير العرب ولكنه يقول كلمته بشجاعة في شأنه الداخلي بعد ان تفككت البلاد وازداد الفساد وارهاب القاعدة فيها .
ماذا يريد ان يقول العرب :
العرب الذين نظّروا وطبلوا الى نبذ الحرب وأفضلية السلام والتعايش السلمي مع العدو الذي يحتل ارض ومقدسات العرب ويهين حرائر فلسطين ويبطش بشعبها ويهدد كل دول العرب ،يستخدمون اليوم السلاح ويتجمعون كالقراصنة يسيل لعابهم للكيس الخليجي ،بأتجاه ضرب الشعب اليمني الذي كل ما فعله هو محدود بحدود بلاده ولم يتعدى على أحد ،فماذا يريدون ان يقولون ؟
ان هذا التجمع سيهين العرب ويسئ اليهم حتما ًوهو يشابه تجمع الثعالب وابناء اوى لاخوف منه ولاتأثير له وسيقدم نموذجا ً مشوها ً جديدا ً للعرب
مقالات اخرى للكاتب