قالها الدكتور علي شريعتي " ان أكثر الناس تعصبا للطائفية ، هم أبعدهم عن التدين ، خير لك ان تشغل نفسك بإدخال نفسك الجنة ، على السعي في إثبات أن غيرك سيدخل النار ولا فائدة في ثورات تنقل الشعوب من الظلم الى الظلام " . ومن الظلم والظلام ان يقتصر حب سيد شباب أهل الجنة وآل البيت الكرام في أيام معدودات على الضرب بالقامة والزنجيل وعلى قرع الطبول ولبس السواد واقامة المجالس وعلى القيمة والهريسة وعلى مواكب يتقدم بعضها ساسة – لا علم لهم ولا فهم بالسياسة من باب صورني دا أبجي و أزحف وألطم وآني ما آدري بلكت أصير بررررلماني أو زير و وزيررر !!- . كم تمنيت والمنى رأس أموال المفاليس لو أن – الساسة المتشدقين بحب سبط الرسول – بنوا دارين للأيتام واحدة للذكور وأخرى للأناث في كل مدينة عراقية على ان يهدى ثوابها للأمام الحسين عليه السلام وخير الناس من نفع الناس ، فإن قال بعضهم " الحسين سيد الشهداء وهو ليس بحاجة الى ثواب "، قلت ان لم يكن ابو الأحرار بحاجة الى ثواب كما تزعم جنابك فلاشك ان العراقيين بحاجة الى رعاية وعناية وتكافل وخدمات وعلاج وتعليم عبر مشاريع ينوبهم منها خير كثير ويهدى ثوابها لسبط رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بدلا من ان تنزل أموال الشعب المظلوم في جيوب المفسدين والفاسدين طوال العام مقابل 100 لفة شاورما + 1000لفة فلافل + قدرين هريسة + قدر تمن وقيمة + 40 قوري شاي من المال العام وليس الخاص = قصور وعقارات وسيارات ومجوهرات وسفريات ومناصب وعقود بمليارات الدولارات لأربع سنين عجاف مقبلة تهرب الى بنوك سويسرا ولندن وواشنطن ولبنان وطهران !! .كم تمنيت ان يقيس الشعب المظلوم مدى حب الساسة لمن يدعون حبهم – إعلاميا فقط - بمقدار ما يقدمونه للناس ثوابا لخير الناس من العترة الطاهرة، لا بما يضحكون به عليهم من التمرغ بالتراب ولبس السواد امام الكاميرات وشعارهم في ذلك " من لبس السواد سبى العباد" . كم تمنيت ان تشيد مستشفى بكامل تجهيزاتها وكوادرها الطبية والتمريضية في كل محافظة لتعالج المرضى مجانا ثوابا للحسين . كم تمنيت ان تفتتح صيدلية بكامل تجهيزاتها وادويتها وعلاجاتها وكوادرها لصرف الأدوية مجانا لفقراء العراق وعددهم 10 ملايين تحت خط الفقر في كل مدينة ثوابا الى ابي عبد الله الحسين . كم تمنيت ان يفتتح مختبر للتحليلات المرضية بكامل أجهزته ومعداته المختبرية في كل مدينة عراقية لعلاج المرضى الفقراء من دون مقابل ، ثوابا لمن خرج بنية الإصلاح في أمة جده . كم تمنيت ان يشتري السياسي العراقي الذي يدعي حب آل البيت الأطهار جهاز مفراس حلزوني و اعتيادي لتشخيص أورام المرضى مجانا في كل مدينة عراقية ثوابا لمن لم يخرج لا أشرا ولا بطرا . كم تمنيت ان يشتري جهاز رنين مغناطيسي وآخر للأشعة الملونة في كل مدينة ليشخص أمراض العراقيين - وكل عراقي مريض - مجانا ثوابا للحسين . كم تمنيت افتتاح عيادة تضميد بتجهيزاتها وكوادرها لزرق الأبر وقياس الضغط والسكري والحرارة ولأجراء العمليات الصغرى في كل ناحية في العراق مجانا ثوابا للحسين . كم تمنيت ان يبني دارا للعجزة وكبار السن لرعايتهم من دون مقابل ثوابا للحسين . كم تمنيت ان تشيد مدرسة مجانية أهلية في كل قضاء او ناحية ثوابا للحسين . كم تمنيت ان يشيد معهد لتعليم الصم والبكم ثوابا للحسين ، ان يشيد معهد للمكفوفين في كل محافظة يعلمهم القراءة والكتابة على طريقة برايل ثوابا للحسين ، ان يشيد معهد لتأهيل المصابين بمتلازمة داون - المنغول - مجانا في كل محافظة ثوابا للحسين ان يبنى معهد متخصص لعلاج وتأهيل أطفال - التوحد - مجانا ثوابا للحسين ، ان يشيد دارا لرعاية - شديدي العوق - مجانا ثوابا للحسين ، بناء مصنع للأطراف الصناعية لتعويض الأيادي والأرجل المقطوعة لعراقيين أصبوا بتفجير مفخخات و ألغام حربية وعددها 25 مليون لغم ، مجانا ثوابا للحسين . كم تمنيت توزيع كراس متحركة وعكازات أبطية او مرفقية فضلا عن العكازات الارتكازية الثلاثية والرباعية للمشلولين ثوابا للحسين توزيع كسوتي الصيف والشتاء والمواد التموينية الشهرية لأرامل ومطلقات وعوانس العراق فضلا عن اللوازم المدرسية لأيتام العراق ثوابا للحسين ، بناء ناد رياضي لتدريب الشباب وشغل اوقات فراغهم في كل مدينة مجانا ثوابا للحسين ، حفر الآبار الارتوازية في المناطق التي تشهد شحا في المياه يشرب منها البشر والبهائم والشجر ثوابا للحسين وخير الصدقة سقي الماء وفي كل كبد رطبة أجر ، ان يساعد الشباب المتعفف على الزواج ثوابا للحسين ، ان تقام العيادات البيطرية في المناطق الريفية لعلاج الثروة الحيوانية مما يعم خيره على الجميع ويحقق الأمن الغذائي ثوابا للحسين ... كم تمنيت ان يهدى ثوابا اعمال مباركة كتلك تنفع الناس وترضي رب الناس وتعمر الديار وتغيض الفجار وغيرها كثير، بل كم تمنيت لو ان السياسي العراقي أوقف نهبه للمال العام والإختلاس والرشوة وتزوير العقود والشهادات ثوابا للحسين ، بدلا من الضرب بالنعال والتمرغ بالأوحال وإلهاب الظهور بالسياط وإدماء الرؤوس بالقامات مما لا نفع فيه البتة ومما هو حادث بإجماع المؤرخين لم يظهر الى الوجود ايرانيا سوى في بين القرنين 16 – 17ميلادي كما اكد ذلك ، علي شريعتي ، في كتابه ذائع الصيت (التشيع العلوي والتشيع الصفوي ) ، مضيفا ، ان " الصفويين إستحدثوا منصب (وزير الشعائر الحسينية ) الذي سافر لاحقا الى اوربا الشرقية واستورد بعضا من المراسم والطقوس المسيحية التي تجسد الآم المسيح تحت عنوان " بيشن " او المصاب ما ادى الى ظهور طقوس لم يكن لها وجود في الثقافة الإسلامية ومن ابرزها النعش الرمزي والضرب بالزنجيل وحمل الاثقال والتطبير واستخدام الآلات الموسيقية. فيما لم تظهر تلك الطقوس عراقيا قبل عام 1919 قبل ان تتسرب إبان الاحتلال الإنجليزي بتشجيع من السفارة البريطانية لإجهاض الثورة ضد الاستعمار حينئذ ولإظهار العراقيين على انهم متوحشون ومتخلفون وعندما طالب رئيس الوزراء العراقي الأسبق في العهد الملكي ، ياسين الهاشمي ،في لندن بإنهاء الانتداب البريطاني قالوا له " انما جئنا لنخلصكم من الوحشية" وعرضوا له فيلما وثائقيا في شوارع النجف وكربلاء والكاظمية يتضمن مشاهد عن ضرب القامات والسلاسل" وهذا مرادهم .واختم هيهات من سياسيي العراق ممن سرقوا البلاد وسبوا العباد الأنفاق في الخير ونفع الناس من غير سمعة ولا رياء ثوابا للحسين فللمال بريق يأخذ بالألباب ولأجله يتقاتل السياسيون فيما بينهم طوال العام ثم يكتفون بالفلافل والشاورما والهريسة والتمن والقيمة اياما معدودات تمهيدا لكسب الأصوات والصعود على اكتاف البسطاء لسرقة اموالهم لثمان عجاف مقبلة ولله در ، زهير بن ابي سلمى ، القائل في فضل السخاء : تَرَاهُ إذا ما جِئْتَهُ مُتَهَلّلاً كأنّكَ تُعطيهِ الذي أنتَ سائِلُهْ
مقالات اخرى للكاتب