الديمقراطية سواء التوافقية منها أم التعددية هي " ترشح ذئبين الى الانتخابات ليقوم حمل وديع بالتصويت – بنزركيا - لمن سيحظى بتناوله وحقوقه وبلده لاحقا ولأربع سنين عجاف مقبلة على مائدة الغداء ".
وإنطلاقا من هذه المقولة التي لا يعلم على وجه الدقة قائلها ، فأن الذئب الأول المتشدق بحب آل البيت زورا وبهتانا تحت مسميات شتى ، والذئب الثاني المتستر بلحاف العروبة او الأستكراد والوطنية كذبا وإفتراء تحت عناوين مختلفة فقدت بريقها بالتقادم ، سيتبادلان شواء الحمل الوديع – الناخب ومن مختلف الملل والنحل العراقية – وتناوله مع السلطات الليبرالية والفوليات الراديكالية والفتوشيات العلمانية والحمص بطحينيات العشائرية والمكدوسيات العمائمية والتبوليات القبعية ومن ثم التجشؤ على المبادئ والقيم التي خدعوه بها بإسم الدين و الطائفة تارة وباسم القومية والوطنية تارة أخرى ، ولتحقيق هذه الخديعة المزدوجة التي تتقاذفهما الإرادتان الأميركية والإيرانية فحسب ، لابد لكلا الطرفين من كشف جوانب من الحقيقة - الدراكولية - إعلاميا وإخفاء أخرى قد تكون أكثر قتامة ، فعندما تذكر النائبة عن كتلة الاحرار وعضو اللجنة المالية ، ماجدة التميمي ،على سبيل المثال ،ان مجلس النواب العراقي ، يمتلك 654 سيارة، منها 123 سيارة بذمة رئيس البرلمان ، سليم الجبوري ، و70 سيارة لمكتب النائب الاول ، همام حمودي، ( المجلس الأعلى ) و43 لمكتب النائب الثاني ، آرام شيخ محمد، ( كتلة التغيير ) بلغت تكاليف صيانتها ووقودها في عام 2014، مليارين و112 مليون دينار عراقي ، فهي تتغافل بذلك عن قصد او من دونه بأن كلفة صيانة ووقود مركبات مسؤولي الدولة باستثناء أعضاء البرلمان تصل الى نحو 100 مليار دينار شهريا، على حد وصف عضو اللجنة المالية البرلمانية ، مسعود حيدر،( كتلة التغيير الكردستانية ) أواخر العام 2015 ولنفس الغرض ، وأعني به تجزئة الحقيقة بذكر جانب - مستذئب - واحد منها فقط لأغراض تسقيطية وليس لأهداف إصلاحية البتة !! وإلا قلي بربك لماذا الآن فقط يتم الإعلان عن مصروفات عجلات مجلس النواب وما خفي كان أعظم عن بقية المخصصات الهائلة والمرتبات التقاعدية والشهرية العالية والجوازات الدبلوماسية والحصانة لـ 325 نائبا ونائبة يكلفون الخزينة العراقية ما يقرب من ملياري دولار سنويا ، طالب المتظاهرون - حتى انبحت أصواتهم - ومازالوا بإلغائها او تقليصها من دون جدوى لتنتهي مطالبهم المشروعة التي كفلها - دستور بريمر - بإستبدال عديلة قلب الأسد بعدوووولي !!
ان يطالب رئيس لجنة النزاهة البرلمانية الوزراء الجدد بتقديم خطة عملهم لمكافحة الفساد في بلد ينخر الفساد جميع مؤسساته ومن دون إستثناء خلال 72 ساعة، ملوحا بخضوعهم الى المساءلة في حال حدوث خلل أو تلكؤ غير مبرر في ذلك ، أمر لا يقل عجبا عن سابقه ، اذ كيف يتسنى لوزير جديد - بأسم الله بالطبك - ان يقدم برنامجه الإصلاحي لكشف الفساد العصي على الكشف لمدة 13 عاما خلال ثلاثة أيام فقط " شنو غرندايزر خوما غرندايزر رحمه لأهلك ؟ " مع ان ، طلال الزوبعي، يعلم قبل غيره بأن العلة لا تكمن في وضع الخطط وانما في تطبيقها واقعا إذ كم من الاف البرامج والتوصيات والمقترحات قد وضعت من قبل من دون ان ترى النور – بطاطا - ؟! ، حقا ما قاله وزير الدعاية النازي ، جوزيف غوبلز وهو كذوب " كلما كبرت الكذبة، كلما سهل تصديقها ، أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس " .
أن توجه رئيس حركة إرادة ، النائبة حنان الفتلاوي، انتقادا لاذعا الى رئيس مجلس النواب على خلفية زيارته سفارة الولايات المتحدة ببغداد ولقائه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ، متسائلة بالقول" هل أبقى المسؤول العراقي أية كرامة للدولة التي يمثلها؟ " انما هو أمر مستغرب جدا يصدق فيه قول قائلهم :
وعجبت من قلبي يرق لظالم ..ويطيق رغم إبائه أن يخضعا
والظلم في شرع الحبيب عدالة ..مهما جفا كنت المحب المولعا
إنتقاد كهذا لاشك انه انتقاد مشروع ومنطقي في ظاهره إلا انه في واقع الحال إنما يمثل جزءا لايتجزأ من حقيقة كبرى مغيبة عن قصد بأنتظار الإفراج غير المشروط عنها كافة لتستبين سبيل المفسدين ، مفادها وهل لقاء السفير الإيراني والسعودي في بغداد وبقية السفراء ممن يتقاطر المسؤولون العراقيون عليهم تباعا سرا وعلانية مع كل أزمة سياسية تعصف بالبلاد او من دونها يمثل حفظا للسيادة العراقية والكرامة الوطنية ؟ هل يصح الحديث عن الكرامة الوطنية بوجود قوات قتالية وتدريبية واستشارية ومخابراتية وطائرات حربية وبوارج بحرية لعشرات الدول الأجنبية في العراق سبقها إحتلال بغيض أهلك الحرث والنسل غيبت ضحاياه - 3ملايين قتيل وجريح ، 6 ملايين نازح ومهجر ولاجئ ، 10 ملايين تحت خط الفقر ،7 ملايين أمي ، 4 ملايين عانس ، مليونين ونصف المليون معاق ، 3 ملايين عاطل ، 5 ملايين يتيم ، 3 ملايين أرملة - بين الجد والهزل ، معظم من يتصدرون للعملية السياسية اليوم انما جاؤوا على ظهور دباباته الغازية وهبطوا بالمظلات مع قواته الخاصة العاتية ؟ هل يصح الحديث عن الكرامة الوطنية بوجود عشرات القواعد الأجنبية وببيع النفط والغاز والكبريت والفوسفات العراقي - شلع قلع - الى الشركات الاحتكارية لقرون مقبلة ؟ .
من أراد الحديث عن الحقيقة لغرض الإصلاح والتغيير فليكشف عن جميع ملفاتها دفعة واحدة وليبدأ بنفسه وبـ " بطانته ورؤساء كتلته من التماسيح العظام " أولا حتى يكون منصفا وعليه ان لا يجزأها ليعفي نفسه وحزبه و- حبربشيته - من المسؤولية ويرمي بالكرة في ملعب الآخر ، لأن السفينة العراقية ذاهبة وبأقصى سرعتها بما تحمل فوق ظهرها الى جحيم التقسيم ولات حين مناص . اودعناكم اغاتي
مقالات اخرى للكاتب