منذ متى كانت للحكومات مواقف مناقضة مع قواتها الأمنية حتى تصرح حكومة العراق إنها بموقف داعم لقوى الأمن في تحركاتها ؟ وفي أيّ دولة في العالم توجد مواقف متناقضة لساستها تجاه تفسير الهجمات الأرهابية تشن على شعبها ؟ قادة وصل بعضهم لتمثيل نفسه بعيداً عن موقع مسؤولية أختير لتمثيل أمال وتطلعات شعب لا يقوم الاّ من خلال تحقيق الأحلام المؤجلة لشعب صابر شجاع شريف طاردته قوى الظلامية والهمجية , ومن قال أن الأمن يقوم بكثرة العدة والعدد من الجيوش الاسلحة ؟ , و هنالك عوامل أقتصادية وسياسية وأجتماعية وطائفية و دوافع يفتعلها الساسة لشحن الرأي العام وذرائع لهم في تبرير ما يحدث والتهرب من المسؤوليات , فلا يمكن السيطرة على الأوضاع من خلال تغيير القيادات او تبديل أجهزة المتفجرات بالكلاب البوليسية , ما يدور من كلام حول تلك الاجهزة والفساد في صفقات الأسلحة ومع تصاعد حدة الخلافات السياسية , جعلت للقوى الأرهابية متسع للحركة , و فقدان الجندي الثقة بالجهاز وصمت الحكومة على صفقة فساد وجريمة أبادة جماعية تم معاقبة المصدر وسكت أصحاب المصيبة, ولايقتصر في هذا الجانب ويشكك مسبقاً بالفساد في شراء الكلاب البوليسية, وأستمرار نفس الخطط بالكلاسيكية ونمطية ترهل القيادات وكم الجيوش والوقوف بحالة من الدفاع دون خطط استخبارية واستباقية جعل زمام المبادرة بيد الأرهاب.
العراق يوصف بأنه اكثر الشعوب بعد عام 2003 م بطرح المبادرات وضرورة الحوار الوطني كانت ملحة قبل تشكيل الحكومة في دورتها الحالية وتم طرح طاولة الحوار المستديرة من السيد عمار الحكيم ومن ثم توالت الأطروحات من رئيس الجمهورية جلال الطالباني وخضير الخزاعي وأسامة النجيفي ونوري المالكي وأخرها اللقاء الوطني الرمزي بدعوة الحكيم .
عقد اللقاء الوطني لا يشترط مكاناً أوعنواناً, ولكنها تحمل للمسؤولية والواجب أمام التاريخ بغض النظر عن الأعتبارات السياسية والشخصية الأنية والمكسب السياسي ، ويمكن عقده تحت قبة البرلمان او مجلس الوزراء او في مكتب الحكيم كونه أكثر من مرة جمع الفرقاء لمناسبات عدة او في اي مكان يختاره الشركاء, وغاية الأهمية تكمن في التوقيت والزمان ، اللقاء الرمزي رسالة تطمين للشعب العراقي من جهة وتحذير للقوى الظلامية الأرهابية التي تعتاش على الصراعات بين أبناء الوطن الواحد من جهة اخرى, و ان وحدة الشعب العراقي وارضه وسيادته وحرمة دم ابنائه ونبذ الطائفية هي الثابت المقدس للجميع دون استثناء رغم التدخلات الأقليمية والمصالح الضيقة لمن يرفض اي إجماع وطني وترسيخ للمشتركات , مواقف شجاعة ونبيلة مخلصة تجاه الحوار ومن مختلف الجهات والقوى العراقية التي أبدت حرصها ودعمها ومشاركتها في هذه الوقفة الرمزية ,والمواطن ينتظر تجاوز عقدة وجود الحلول وغياب الأرادة لها ، المواقف تدل على ان القوى السياسية والشخصيات الدينية والأجتماعية مدركة تماما لحراجة المرحلة وحساسية الظروف التي يمر بها العراق والمنطقة, وهنالك ثوابت وطنية لا يختلف عليها هي وحدة العراق وحرمة دماء ابناء شعبه من كل القوميات والاديان والمذاهب والالتزام بالدستور كمرجعية في الخلافات السياسية.
الحوار, اللقاء , الأجتماع , ايّ المسميات المهم ان يجد المواطن شيء من أبسط أمنياته وأن يعيش في وطن في حالة من الاستقرار تتوحد فيه المواقف وتنطلق الأرادة الممثلة بالأجماع على وحدة العراق وعدم التراجع والتخاذل عن تدارك الموقف في أحرج الأوقات ليكون بالفعل قادة ممثلين لشعبهم قبل مصالحهم , وتطبيق حقيقي للمبادرات من نوايا صادقة.
مقالات اخرى للكاتب