انا من مُدمني مشاهدة الأخبار بكل أنواعها وبكل القنوات الأجنبية والعراقية ( الشرقيّة ) منها والغربية ، ( البغدادية ) منها والوسطية والجنوبية ، (العربية) منها وغير العربية حتى لو كانت في ( الجزيرة) النائية وبمختلف مسمياتها وتوجهاتها لاُكمل الصورة في عقلي ولأفهم مايجري بالوطن .
واُتابع كل التصريحات التي تصدر من السياسيين والمحللين وعلماء الدين ووكلاء المراجع العظام ، والبسطاء والفقراء ، والعاطلين والمُتخمين ، وأكتب أغلبها لاُعيد قرائتها مع نفسي لهضم معانيها وكأني في إمتحان .
وخلال هذه المتابعة أجد ان الجميع يهتف بالوطنية والوحدة ورفض الطائفية والتدخّل الأجنبي ، وكأن الجميع قد حفظ إسطوانة الوطنية المطلقة في حب الوطن والشعب .
وأنام ليلي وأنا مطمئن على سلامة الوطن والشعب لوجود هؤلاء القادة العظام في حياتنا ، وأحلم في منامي بمستقبل زاهر لوطن عاش تاريخه جريحاً يغرق بدم أبناءه ، لكني أستفيق بالصباح على موت جديد وقتل جديد ، ودم جديد يُسفك في شوارع الوطن ، بوسطه وجنوبه (بعيداً عن حدود الأقليم المُبجّل) ، وكأن الفاعل قد جاءنا من كوكب المريخ او زحل ليقتل أهل العراق ليغزوها سكان هذه الكواكب ليعيشوا فيه لقلّة الموارد لديهم .
غريب أن يرفض الجميع القتل والتفجير ويكون القتل والتفجير ممارسة يومية يشهدها الفقراء والابرياء في الشوارع والمقاهي والاسواق ، غريب أن يُحب الجميع الوطن وأهله ويظهر هنا او هناك من ليس من الوطن ليزرع الفتنة بين هؤلاء الاحباب المتكاتفين .
وغريب أن تستنكر كل الدول مايجري بالعراق رغم أن بنوكها وإقتصادها قد اُتخِم بمال المستفيدين مما يجري بالوطن .
فإذا كان الجميع شرفاء . . . فمن يقتُلنا يرحمكم الله .
والله من وراء القصد .