في كل ازمة تمر بها البلاد وتعصف بارزاق العباد او بحياتهم او تعطل العملية السياسية , يطالعنا كم هائل من المطبلين من جميع الجهات,هذه المرة يقول بعض المقاتلين الاشداء واصحاب الاقلام العريقة في الاعلام الشريف " صدكَ" ليس الحكومي طبعا بل الاعلام المناضل الشرس في جبهات الكفاح المسلح , بان صوت المالكي وجماعته اعلى, وهذه منقبة اسعدتني كثيراً رغم انها غير دقيقة والغرض منها كان تمرير البضاعة الفاسدة التي يروج لها اصحاب صالونات تجميل الوجوه القبيحة والغنية ودفعها لاعمى القلب والبصر ليأخذ مقلب بها طوال حياته.
في ظل هكذا طرح معاق ومنحاز لايمكن للمتلقي العراقي ان يمييز الخبيث عن الطيب بسهولة وسوف يميل تلقائياً لفصيله النقي والمقدس, فالمناضلون الجدد يمتلكون قدرة جليلة على قلب الامور راساً على عقب وان صعب الامر عليهم احياناً , فهناك من يبرر عملية السطو والسرقة المعلنة للنفط في سوق هرج العراق , ليقول بان سكوت امريكا مثلا وعدم اتخاذها اي اجراء رادع لحكومة كردستان دليل على موافقة ضمنية, ويستمر بالتبرير المضحك ,وانها ـ اي امريكا ـ تؤيد عملية تعدد طرق تصدير النفط ولاحاجة للذهاب الى المصدر الرئيسي, لانه طريق طويل , والخدمات اللصوصية عظيمة وباسعار مخفضه واكثر جدوى من انتظار المصدر المهدد بالانفجارات اليومية , ولم ينس هذا الوطني جداَ ان يذكرنا بان واردات النفط تقّسم هناك في الاقليم حسب القانون , فمنها الى تعويضات الكويت واخرى حصة الاقليم المثبته من لدن بعثي عتيد والباقي يودع في بنك تركي للشعب العراقي!! فمن يصدق هذه الادعاءات الغريبة!؟.
كاتب مقدام آخر , وهبنا الله اياه بعد ان نفضته عباءات الخليج غير مأسوف عليه ,ووجد نفسه في احضان المتآمرين على العراق في الداخل, وراح كعادته يقفز كاجمل بهلواني عتيق ومحترف , وكي لايتهمني احد بالافتراء سأتلو عليكم مضمون بعض من تبريراته علّكم تعقلون " كيف لحكومة بغداد ان تحرم تصدير النفط من قبل الاقليم ـ والدستور يبح ذلك ـ ولاتحرم قطع مخصصات الاقليم ورواتب الناس مالكي الثروة الحقيقيين, هل يجب على الشعب الكردي المجيد ان يأكل احجار الجبل!! " كلام يقطع نياط القلوب, اليس كذلك؟ , ملقياً باللائمة على الحكومة التي لم تشرع قانون النفط والغاز ـ طبعا لم يوجه السؤال للنجيفي عن سبب تعطيل هذا القانون, بل السلطة التنفيذية او بصريح الوقاحة المالكي وهذا استخفاف واضح بعقول الناس!.
ويتابع الرجل بحرقه وبرقة متناهية سرد مظلومية الساسة الكرد, بعد اعترافه بانه ليس خبيراً بالقانون او النفط, ليقول "اذا كانت اجراءات حكومة الاقليم غير سليمة" ويتسائل ببراءة," وهل اجراءات حكومتنا الاتحادية سليمة ", ولانه شخص عاقل حسب قوله لايرى اي مبرر لمعاقبة الشعب الكردي! اي انه يدافع عن سياسة القادة الكرد ولكن بعباءة الشعب الكردي الشقيق!!! وبعد ان ينال من الحكومة الاتحادية واخفاقاتها على جميع المستويات ـ المبرر الاكثر تداولاً في الاعلام ـ لتمرير اي خرق دستوري او تصرف اهوج يضر بالصالح العام , يختم صاحبنا الوطني والمخلص لابناء شعبه (الكردي) خطبته العصماء بان فساد القادة الكرد اجمل واحلى وافضل من فساد الساسة العرب!! لانه وحسب قوله " فساد بضمير " لانهم يستثمرون عائدات الفساد واللصوصية لبناء كردستان بمعنى انه فساد حميد لا داعي للاشاره اليه مطلقاً فهناك من هم افسد واكثر ضرراً.
هذا هو حال النخب العراقية وطرحها الشاذ والغريب ومحاولتها خلط الاوراق دون اي شعور بالعار او بالمسؤولية تجاه القضايا الوطنية الحساسة والحيوية والتي من شأنها ان تنعكس سلبياً على مصير الشعب العراقي ,اذا اتفقنا باننا شعب واحد , ومصيرنا واحد , رغم ارتيابي العميق بهذا , فاين الحيادية ياسادة؟ ان كنتم تعيبون على انصار العملية السياسية دفاعهم عن العراق وحكومته المنتخبة , أليس الاجدر بكم التوقف عن الكذب والتدليس ,محاباة لصاحبكم صاحب اجمل المصايف في الشمال.
مقالات اخرى للكاتب