لسنا على الاعقاب تدمى كلومنا، ولكن على اقدامنا تقطر الدمى، نحن قوم اقترن وجودهم، بالدم، سواء أكنا شجعانا (على الاقدام) ام جبناء.. مهزومين ودماؤنا تجري عقيبنا.
تلك الخصيصة الا جتماعية المتوارثة، تعطي غطاءً اخلاقيا للمرشحين السياسيين، نيابيا وبلديا وسواهما، للمناورة باللعب على مشاعر الامهات الثواكل والاباء الموتورين والاخوة والحبيبات الارامل، الذين اعدم نظام الطاغية المقبور صدام حسين، ذويهم، بايدي البعثية.
توظيف المرشحين لقضية تجريم البعث، كنوع من دعاية انتخابية، يثقفون بها لذواتهم عند الناس.. استجداءً لأصواتهم كي ينتخبون؛ يعد كلمة حق اريد بها تورية تقال شفاها ملفوظا لا يعنى المرشحون بعد الانتخابات بالتزامه.
هذا التدمير العاطفي، للعراقيين جميعا، وذوي الشهداء خصوصا، بالوعد: انتخبوزني ولسوف اسعى لاصدار قانون بتجريم حزب البعث المنحل باثر رجعي، كأنه نكأ لجرح غائر في ذاكرة جسد غض، لم يشف ولن يندمل.
البعث مجرم، وضحاياه.. احياءً وامواتا.. ما زالوا ينبضون.. تلك حقيقة، لكن كم جريمة ترتكب باسم الحقيقة.
فلا كل بعثي مجرم، تلطخت يداه بدم الابرياء، ولا المرشحون ينوون فعلا الاقتصاص منه، انما هو امر بين اثنين، وجمر مستعر لا هافت ولا متقد.. بينما الشعب يتلظى بادعاءات ممثليه، يذكرونه بحاجاته التي نسيها، من خدمات اساسية وكرامة انسانية، من دون ان يوفروها له، بل يحفزون الفرد تجاه حالات شاغرة في الحياة العامة، وعندما يمد يده لالتقاطها يناورنه مساومين.
الدولة الان لا تقدم على مشروع بناء على حاجة المواطنين له، انما لمكافأة رجال متنفذين فيها، وهذا يشمل تجريم البعث، الذي لم يعد يشكل قضية لاحد، لكن حين يرد في جرد الوعود التعبوية لانتخاب مرشح ما، يوقظ املا، نسيه الناس بالتقادم؛ فيتجدد ويستحيل مطلبا، يرهنون اعطاءه بنتخابهم.
التثقيف الانتخابي للذات حق مشروع، لكن تهرئة مشاعر الناخبين، مرة، وروفها، مرة، سلوك لا انساني بالمرة.. اتماسك مسيطرا على جوعي، فتقرب لذيذ الطعام من فمي وتمنعه عني.. سادية فظيعة، لا يترشح عنها الى مجلسي النواب والمحافظة، الا مجرمي انسانية، يذبحون بالقطنة، من دون ان ترف لهم عين، وهذا ما لمسه المواطن فعلا من اداء الحكومة المركزية والحكومات المحلية في المحافظات.