تلقيت رسالة تهديد؛ ثأرأ للطاغية المقبور صدام حسين، الذي أتشرف بإعدامه.. الرسالة وردتني من محمد الاشتر.. أحد عناصر "الجيش الحر" السوري.. مقيم في تركيا.. تفيد بأنه سيجعلني أرى نار جهنم بعيني.. وأتمناها، واعدا بجعل نومي اياما معدود، مثل قومي، مع سيل من شتائم.. "الكلام صفة المتكلم" مشفوعا بقوله: "يا عميل أمريكا وذنب أيران".
رسائل مثل تلك، تعزز ثقتي بأنني أديت مهمة تاريخية، تقربا لله والوطن.. ثأرت لملايين الشهداء، الذين أعدمهم صدام، كما إقتصصت لشعب كامل دمره الطاغية، ولن تثنيني رسالة هوجاء، عن الزهو تفاخرا بمجد إعدامه.. فهو شرف ومرتبة بوأني الله ناصيتها، في الدنيا والآخرة.. ومن ضمن الدنيا والآخرة، لن يخيفه تهديد أهوج.
إعدام صدام، جعلني مطلوبا لهؤلاء، وهو أشرف دين، لن أسدده، بل سدده لي شكر الامهات الثواكل والزوجات الارامل والابناء الايتام والعوائل التي شردها صدام.. سواء بمداهمتها لأنها عارضته، ولم تسر بخط حزبه المجرم، او لأنها فقدت معيلها أثناء حروبه الهوجاء، التي اسهمت بخلق أولياء الطاغوت كالقاعدة والجيش الحر و"داعش" وكل الحركات التي تقض سلام الانسانية..
فعلا مَ يدافع الاشتر؟ ويهددني؟ عن رجل مهووس بالدم والحروب والاعتقالات، دمر شعبه ونفسه والمحيط الدولي من حوله؟ ولماذا يصطدم بي؟ أنا أتحمل مسؤولية موقف تاريخي إخترته بقناعة، ولن أتراجع عنه؟ فهل تحمل صدام الذي يطالبني بدمه، مسؤولية ما جناه على الناس.
هذا التهديد لن يهز شعرة في راسي، إزاء موقف وطني تحملت جراءه مواجهات كبرى، ضد معارضي صدام ومناصريه.. على حد سواء، لأنه جاء في مرحلة ملتبسة، تداخل فيها الخيط الابيض مع الخيط الاسود.
فإعدام صدام منعطف فاصل بين مرحلتين في تاريخ العراق، أسس لحاضره ومستقبله، ماذا فعلتم أنتم غير الدمار؛ وما زال هواكم عالقا بماض أسود..آفل.
فوالله لن يمحي ذكرنا؛ ما دمنا نريد وجه الرب وخدمة المجتمع وفلاح العراق، في الوصول الى أهداف إنسانية، تزيح عنه غمة الفساد، التي إبتلي بها، جراء دسائس جاءت بضخ من عداء الديمقراطية.. الحالمين بعودة الديكتاتورية، من خلال الارهاب والتفجيرات ومساعدة النفعيين على التسلل الى مناصب تمكنهم من إحداث الخراب في البنية الرسمية للبلد..
وبعد كل هذا تهددني لأنني أعدمت صدام بجرائمه وفق القانون!؟ الغريب انكم لا تريدون الانتماء للسلام، مصرون على اخافة الناس وإقلاقهم.. لا تسعدكم رؤية الابرياء آمنين.
غير طويتك بدل تهديدي، وإتسق مع الحياة المثلى.
أما الحكومة فمعنية بحمايتي وحماية عموم المجتمع، من هؤلاء وأمثالهم.
مقالات اخرى للكاتب