كتب على شعب العراق، تعاقب حكومات تعمل وفق مبدأ "حكومة ضد شعبها" منذ نقل الخليفة الراشدي.. الامام علي.. عليه السلام، الخلافة من المدينة المنورة، الى الكوفة؛ كي يقترب من مبعث القلق؛ لأنهم شعب لن يرضى عن حاكم ولم يرضَ حاكم عنه.
فالطاغية المقبور صدام حسين، كرس الحصار على العراقيين، والآن.. الساسة يكرسون الارهاب عليه، بل وتتواطأ مفاصل الدولة، مع المفسدين، من خلال غض الطرف عنهم، واحيانا مساعدتهم على الافلات من طائلة العقاب.
ومنها مثلا اجهزة كشف المتفجرات التي استوردها الاخوان فاضل وهيثم الدباس واحمد البدران، عن طريق مصرف "المتحد" وثبتت كارثيتها، من دون ان تحرك الحكومة ساكنا.
بل اكتفت بغض الطرف، وتركت بريطانيا.. المصدرة، تعاقب مدير الشركة المصنعة، اما المستوردون، فلم تتعرض لهم الحكومة العراقية، وفتحت لهم سبل الهروب، متنصلين من تبعات جريمتهم.
أيش لونها الحكومة التي ضد شعبها!؟
ولا يقف الضرر عند حدود الارهاب، بكل فظاعته، انما ثمة فساد مالي أفظع، هو الآخر يستلب المواطن حق الحياة الذي كفله الله، لخلقه، وتنكرت له حكومة العراق.
وأشد الفساد، ما لم يتوارَ خلف الحديث النبوي الشريف: "إذا ابتليتم فإستتروا".
انهم لا يستترون، عندما ابتلاهم الشيطان بإثم السرقة؛ لأن القضاء عاجز عن استقدامهم؛ فهم محصنون بضعف الدولة، ومن ورائهم كتل سياسية وانتماءات فئوية "تطم عين الشمس".
ولهذا دفع لهم البنك المركزي، ومن خلال مصرف "المتحد" ايضا، قرضا بمبالغ مهولة، تفوق ميزانيات دول؛ اوهموا الدولة بانهم اشتروا بها سكراً، سلموا فواتيره الوهمية للبنك، وعد القرض مسددا، بموجب سكر لم يستورده الاخوان دباس.
ولولا تواطئ المطالبين بالحق العام، امانة لم يؤدوها؛ لأنكشف سر السونار العاطل وفواتير السكر الوهمية، من ابواب مكاتبهم الى سلم المشنقة.
ولسان حالهم يقول:
"لما سلكنا الدرب كنا نعلم
ان المفاسد للمشانق سلم" *
فالبنك المركزي، انجز حوالات للخارج، باسم فاضل واخيه هيثم، ما كان ليحولها لسد احتياجات العراقيين؛ بل لأنشاء محطة توليد كهرباء، لم يوافق على صرف مبالغ بهذا القدر.
أليست تلك هي الحكومة القائمة ضد شعبها، تعرف قتلته، ولا تعدم واحدا او اثنين منهم، في ساحة التحرير ليكونوا عبرة لمن يفكر بخيانة العراق.
لكن من ذا الذي يقدم على قطع دابر الفساد، ويوقف الانهيار الحاد الذي يتداعى اليه البلد، نتيجة قبح الوجوه المسفرة عن فساد ضمائرها؛ كالمخاط في منديل وسخ!
* من شعر نافع عقراوي.. بتصرف
مقالات اخرى للكاتب