التقصير في العمل الوظيفي لا يعتبر تقصير شخصي في نظري ولكنه يعتبر تقصير بحق كل فرد من افراد الشعب العراقي ، فمثلا لو قصر موظف البلدية في تنظيف شارع الحي الامر الذي سيؤدي الى تراكم النفايات والاوساخ في تلك المنطقة وهذا الضرر سيلقي بأثره السلبي على المنطقة وسكانها ، وكذلك لو قصر موظف استلام شكاوى دائرة الكهرباء في التبليغ عن خلل او انقطاع للكهرباء في منطقة معينة الامر الذي يقود الى نتائج كارثية على المواطن ، هناك بعض السادة المسؤولين لديهم حس المتابعة والتجوال داخل المدن والذي سجلته من ملاحظات مهمة على طبيعة عملهم انهم يهتمون
لأي حدث يحدث في المدينة ويقومون بجولات ميدانية للشوارع والازقة ، بل يتابعون عمل اغلب الدوائر الخدمية وتشخيص المقصرين عن اداء الواجب ، هذه الطريقة هي من انجح الطرق التي تؤدي الى وضع اليد على الخلل ومعالجته بشكل فوري ، لان المسؤول اذا ظل حبيس المكتب وجهاز التبريد لن يصل الى شيء ولن يصل اليه شيء من الحقيقة ، تعتبر طريقة الاختلاط والمتابعة الميدانية مع المواطنين وفتح المجال امامهم لغرض سماع همومهم وابرز معوقات الحياة الخدمية من الطرق التي اتبعتها بعض الدول المتقدمة ، فمثلا في هولندا توجد صناديق في اغلب الاحياء والازقة لغرض سماع
اقتراحات المواطنين ، وهناك وحدات متابعة في المانيا تقوم بمتابعة شكاوى المواطنين عبر البريد الالكتروني ، وهناك يكون دور مستقبل الرسائل والذي اعتبره المسؤول الاول والاخير عن أي تقصير يحدث ، فعند اتصالك بموظف الشكاوى في أي دائرة وطرح شكوتك ، وبعدها لا تجد الحل ، هذا معناه ان الموظف قد أخل بواجبه الوطني والديني تجاه بلده ، العراق يمتلك من الكفاءات الكثير من الذين يحملون على عاتقهم خدمة البلد والتطلع الى تقدمه من خلال المتابعة ورصد السلبيات التي من شأنها ان تعيق عجلة التقدم ، ونتمنى من الاخوة المسؤولين ان يكونوا العين الساهرة
لخدمة المواطن وتذليل المصاعب التي تواجهه وكذلك التفكير في مستقبل البلد وتطوره من خلال زيادة تجوالهم بين الناس وسماع الآراء بنفسهم كي يكونوا قريبين من الحدث .
مقالات اخرى للكاتب