عشنا وقتا من السنة ايامًا مباركات وهن العشرة ذي الحجة والتي يؤدي فيها المسلمين مناسك الحج وشعائره يأتي بعدها عيد الاضحى المبارك اعاده الله علينا وعليكم اجمعين بالخير واليمن والبركة .وهنا وددت ان استعرض مقارنة بسيطة بين العيد ايام زمان والعيد في الوقت الحاضر .
فكلما تقدم بنا الزمن نستذكر الماضي الجميل ونغوص في بحار الذكريات ويتبادر الى اذهاننا طقوس العيد في تلك الايام الخوالي وما كان لها من نكهة واثر وعبير يشفى القلب ويسر الناظرين ووجهاً براق يأسر كل من نظر اليه لما له من سحر وجمال .
نعم كان للعيد طعم الشهد فالكل ايام زمان ينتظر العيد بشغف وسط فرحة تملئ القلوب اما الايام التي تسبقه فلها تحضيرات وترتيبات خاصة تتضمن تزيين البيت والتنظيف الشامل وعمل الاكلات والمعجنات ( الكليجة العراقية ) التي لها نكهة خاصة خلال الاعياد وشراء الملابس وغيرها وكانت الفرحة تعم الجميع من الصغير الى الكبير ولا نغفل ان هناك طقس خاص تقوم به اغلب العوائل العراقية وما زالت مستمرةً عليه الا وهو زيارة المقابر ايام العيد ذلك جزء من استذكار الموتى والوفاء لهم كونهم اعزاء على قلوبنا حاضرين معنا بارواحهم وايضاً زيارة الاقارب والتجمع معهم في بيتنا الجميل الذي كان يحتوي الجميع لنلتف حول جدتنا ونستمع الى حكاياتها القديمة والمسلية في نفس الوقت لنسهر بعدها حتى الصباح الباكر نتسامر ونمزح بلا حدود او حواجز فيما بيننا ببراءة الاطفال وايضاً الذهاب الى المتنزهات والاماكن العامة والترفيهية للتمتع والاستمتاع بكل ماهو جميل ومسلي دون خوف او وجل من الانفجارات وانعدام الامن والامان وكلما اقترب العيد نحمل ذكرياتنا القديمة معنا لتكون قصصاً للاجيال القادمة ونستذكر الماضي بحنين وشوق ونسترجع ايام كانت بحق تسمى اعياداً .
اما في الوقت الحاضر ومع اختلاف الظروف والمسميات وتقدم الزمن وتطور العلم اصبح التواصل الكترونياً, عبر وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل القصيرة ( sms ) والمكالمات الهاتفية التي نتبادل فيها التهاني والتبريكات مما ادى الى اختفاء الكثير من ملامح العيد التي الغيت بدون ان نعلم لو عدنا بذاكرتنا قليلاً لوجدنا الفرق كبيراً بين الامس واليوم بسبب تلاشى الكثير من طقوس العيد يوم بعد اخر وربما لن يبقى منها الشيء الكثير للاجيال القادمة وبذلك نطوي حكايات الماضي وتقاليد الاعياد التي طالما انتظرناها بفارغ الصبر في طفولتنا وفرحة كبيرة لا توصف ونحن نرتدي ملابسنا الجديدة وناخذ العيديات من الأهل والأقرباء.
وهنا لاننسى تأثيرات الوضع الراهن وتداعياته على العيد التي تجعل فرحته ليست كالسابق لما يمر به الوطن من احداث امنية جعلت الكثير من العوائل تهاجر مدنها بحثاً عن الامان في اماكن اخرى فيا ترى اي طعم للعيد عند هذه العوائل النازحة مع اطفالها وهم يبحثون عن ماؤى امن يستجيرون به لذا يتوجب علينا ان نفكر بهذه العوائل واطفالها وعوائل الشهداء والايتام والارامل وضحايا الارهاب والمعدمين والفقراء ونحاول ان نمنحهم شئ من فرحة العيد ونقدم لهم ما يمكن تقديمه حتى وان كان بسيطاً, كون هذا الظرف يتطلب منا تكاتفاً وتلاحم لكي نعبر هذه المرحلة لغد افضل .
لعل قادم الايام تحمل لنا فرحاً وسروراً يعيد بنا الذاكرة الى ذلك الزمن الجميل .
وكل عام والعراق واهله بخير .
مقالات اخرى للكاتب