إنجرّ العرب والمسلمون بسهولة غير متوقعة ، إلى إيقاع أنفسهم في بئر البحر اللجي ، وإصطادهم الفخ المنصوب لهم منذ العام 1916 ، أنهم أصبحوا إرهابيين ، وأن دينهم السمح هو منبع ومصدر الإرهاب ، ولعل هذه النتيجة لا يصل إليها إلا ماهر خبيث ، تتلمذ على أيدي أحبار يهود المتصهينين ، ونهل من شرور تلمود بابل ، الذي يعد الوثيقة الإرهابية الأخطر في تاريح الحقد البشري ، ومن بعض شروره : "أرسل لجارك الأمراض"!!، ومع ذلك نطبع معه ونستورد منتجاته الغذائية ، ولا أحد يجرؤ على الكشف عن إزدياد نسبة الإصابة بالسرطان في المنطقة!!
المسلمون الذي أسلموا أنفسهم لله الواحد الأحد ،لا يمكن أن يكونوا إرهابيين ، فهم بوضعهم الحالي ، ورغم أن تعدادهم الذي وصل إلى 1.5 مليار مسلم ، عاجزون عن رد الإعتبار لأنفسهم ، فبعد أن كانوا يجوبون الجهات الأربع ، لنشر دينهم الحنيف ، باتوا عرضة للتهويد والتنصير ، شأنهم شأن الغرب المسيحي ، الذي تهوّد في غالبيته من خلال منظمة " المسيحية الصهيوينة " ، التي إنخرطت في الصهيونية وتجاوزتها ، بتأييدها الأعمى لمستدمرة إسرائيل ، وفتحها سفارة في القدس المحتلة ، والمنادة بتهويدها بالكامل.
أما العرب العاربة والمستعربة ، فلا أعتقد أن قلما مهما أوتي صاحبه من قدرة على الوصف والتوصيف ، يستطيع وضع وصف دقيق ينصف العرب ، لأنهم ومنذ أن قبلوا ، وسهّل بعضهم إقامة مستدمرة إسرائيل ، تعرضوا للإرهاب الإسرائيلي ، وكانت الطائرات الإسرائيلية وبإستمرار ، تدكهم بقنابل النابالم المحرمة دوليا ، من أغوار الأردن حتى جبال الأوراس - حيث قصفت ذات يوم مياء جزائريا ، وبقي الأمر طي الكتمان - مرورا بمجزرة بحر البقر المصرية ، ومجزرة قانا التي قادها شيمون بيريز الذي توفي اليوم - وسنرى كم وفدا عربيا سيقومون بالمشاركة في تشييع جنازته علانية وعلى رؤوس الأشهاد - وكذلك قصف مفاعل تموز الذري العراقي ، وقصف العديد من الأماكن في السودان ، وإسقاط طائرة مدنية ليبية في صحراء سيناء ، والقصف المستمر لسوريا التي كان مسؤولوها يردون بتصريحات ، تؤكد حق الجيش السوري بالرد على إسرائيل في الزمان والمكان المناسبين ، مع أننا وحتى يومنا هذا لم نر أو نسمع عن مثل هذا الرد.
ما لا يرغب أحد بالحديث عنه هو أن المسلمين إبان حكم الخلافة ، إحتضنوا اليهود والنصارى ، وعاش اليهود بين ظهرانيهم على وجه الخصوص ، أزهى أيامهم بعد أن لفظتهم اسبانيا على إثر محاكم التفتيش ، ولكنهم عقروا العرب والمسلمين وتآمروا على الخلافة العثمانية ، التي رفضت بشخص السلطان عبد الحميد الثاني ، بيع فلسطين لليهود ، بينما وافق بعض العربان على ذلك عام 1916 ، تلبية لمطالب بريطانيا.
كانت الحياة الإسلامية آنذاك تسير وفق الهدي الإسلامي ، وكان الخلفاء المسلمون يطبقون كلام الله الذي أنزله الأمين جبريل على الأمين محمد عليهما السلام ، ورأينا حقوق الإنسان :" من آذى ذميا فقد آذاني" ، والديموقراطية ": قصة ثوب عمر بن الخطاب" ، والشورى : " تولي أبو بكر للحكم ومخاطبة المسلمين : وليت عليكم ولست بأفضلكم "،وقول عمر عليه : من رأى منكم في إعوجاجا فليقومه ، فرد عليه أعراب : والله لو رأينا فيك إعوجاجا لقومناه بسيوفنا"!وقصة عمر مع المرأة "أصابت إمرأة واخطا عمر"، ومكافحة الفساد والمحسوبية والظلم " قصة إبن عمر مع القبطي"ومقولة عمر بن الخطاب:"متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا"، وقانون " من أين لك هذا"! والرعاية وحق المواطنة : "توزيع الزكاة على الذميين ومن ضمنهم اليهود"، والحكم الرشيد :"مقولة عمر "والله لو تعثرت بغلة في العراق لسأل الله عمر عنها"ّ.
بالمقابل رأينا كيف عانت الكنيسة الغربية من الحكم في الغرب ، وجرى فصل الدين عن الدولة ، وتحجيم دور الكنيسة ، وكيف عامل الغرب اليهود ، وكيف ينظر الغرب إلى المسلمين الذين يقيمون فيه ، ويتهمهم بالإرهاب ليس لشيء إلا لأنهم ملتزمون بدينهم الحنيف.
موضة جديدة أطلت علينا بعد أن فجر يهود واليمين الأمريكي الساعي لتفكيك الولايات المتحدة الأمريكية ، البرجين بعد إنتهاء عمرهما الإفتراضي في 11 سبتمبر عام 2001، تنفيذا لرغبة يهود المتمثلة بإضعاف أمريكا التي بدأت تضغط على مستدمرة إسرائيل ، للتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية ، وإقامة سلام مع الفلسطينيين، وقد ورط يهود بذلك أمريكا في أفغانستان والعراق وبحرب أشد خطورة لوهميتها وهي الحرب على الإرهاب ، علما أن المجتمع الدولي بكل قواه المفترية لم يقم بتعريف الإرهاب .
منذ ذلك الحين إنشغل العرب والمسلمون بالإنخراط في ظاهرة الإرهاب المصطنع الذي فصل على مقاسهم ، وصدقوا انهم إرهابيون ، مع انهم هم أنفسهم ضحايا الإرهاب الصهيو – غربي ، والغريب في الأمر أن الغرب والصهيوينة ، باتوا يوردون لنا أشكالا متعددة من الإرهاب ، ويفرخون الإرهابيين وكأننا نعيش في مفقسة للدجاج ، فأمريكا كما هو معروف هي التي أسست تنظيم القاعدة الإرهابي ، الذي استقطب الشباب العربي والمسلم ، الذي يعاني من حرمانه من الجهاد في سبيل الله وتحرير فلسطين .
وألعن ما في الأمر ، أنه تم تفريغ دول الطوق العربية المحاذية لفلسطين من شبابها ، وشحنهم إلى أفغانستان لتغليف عقولهم برطوبة كهوف تورا – بورا ، والقتال ضد القوات السوفييتية جنبا إلى جنب مع الجنود الأمريكيين .
منذ تأسيس القاعدة الإرهابية ، ومباركة شيخها أسامة بن لادن "غزوتي " واشنطن ونيويورك ، دخلنا في العمق والتصقت بنا تهمة الإرهاب باعترافنا ، لأننا أصبحنا كثيري الدفاع عن انفسنا ، والإثبات للعالم بأننا لسنا إرهابيين ، وكانت هذه ضربة معلم وجهتها لنا الصهيوينة وأمركيا ، بتوجيهنا لعقد المؤتمرات التي تتحدث عن الإرهاب وتحصره في الدين الإسلامي ، علما أن أحدا لا يجرؤ على التطرق للإرهاب الصهيوين وما جاء في تلمود بابل، ومسخرة المساخر ، أن هناك مؤتمرات تنظمها ما يطلق عليها الجامعة العربية التي لا تصحو إلا بالنفخة الأمريكية !
بات الدين الإسلامي هو المتهم الوحيد بالإرهاب ، ووجدنا المسلمين والعرب المتأمركين إلى حد التصهين ، بدءا من سلطة أوسلو المندثرة /وكيلة الإحتلال الجديد وإنتهاء بالجزائر بلد المليون شهيد ، يغيرون مناهجهم ويتسابقون على وضع إسم "إسرائيل " بدلا من فلسطين على الخرائط الجغرافية ، والقدس عاصمة إسرائيل ، وهناك من مارس الغلو وشطب عبارة "فاطة سافرت إلى مكة " ووضع بدلا منها "لميس سافرت إلى لبنان"!!
إن المتهم الرئيسي بالإرهاب الذي لا يتطرقون إليه ، هو المتهم الحقيقي ، وهو ليس إسلامنا بل هو إسلام السي آي إيه والإف بي آي ، الإسلام السياسي ، وأذكّر بمقولة بوش الصغير عام 2006 ، وقال فيها ": سنفصل لهم إسلاما جديدا على مقاسنا " وأيده بذلك مدير مخابراته آنذاك" ، وهذا ما أخرج داعش من عباءة القاعدة ، التي خرجت من إسلام واشنطن ولندن ، ورأينا حاخاما يهوديا يرتدي الجبة والعمامة الإسلامية ويسمى أبو بكر البغدادي ، وقريبا سيتم تغييب داعش ، وظهور تنظيم خراسان الأشد إرهابا من داعش ، حسب تصريحات مسؤولي السي آي إيه ، ولكن مهمته ستكون تفتيت إيران.
مقالات اخرى للكاتب