Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
شعب لايؤمن بالأحلام
الأربعاء, تشرين الأول 30, 2013
ناصر الحجاج

 

 

 

 

 

 

الموتى لا يحلمون، لأن الحلم نوع من الأمل، ولأن من لا أمل له لا أحلام لديه. هكذا تبدو الأحلام مخيلة الإله التي توجد ما لا وجود له، وتكوّن ما لم يكن، كما تزيل يد مايكل أنكلو الزوائد من صخرة الحياة ليبدو جسدها رائعا كمشيئة ذلك الخالق المبدع. 

الأحلام هوية الحالمين، وخريطة درب المبدعين، لأن الحقيقة الرائعة التي نتمنى أن نعيشها كانت يوما ما حلما لإنسان حركه أمله نحوها فأوجدها. حتى ليكاد قتل الحلم يضارع قتل الانسان، وهل الانسان الحي إلا كائنٌ حالم! 

هذا الطائر المغرد عند الفجر في هذه الغابة البكر كان يوما ما حلما فتحقق، وهذه الطائرة التي تحلق فوق بيوت الناس الوادعين تحمل قلوبنا على مقاعدها المتينة كان حلما، كذلك، فتحقق. ثم أوليس كثيراً منا كان حلما لشباب تلمسوا طريق الجسد للخلود. وها نحن بين أن نكون نعيش حلما حققه السابقون، أو أن نحقق أحلامهم نؤكد أننا أحياء، حتى يمكننا أن نرى الحلم وجها من وجوه الحياة. 

هكذا تقتل الأمم بقتل روحها التي تحلم، لأن الحلم إحساس أو فكرة، أو أمل أو مخيلة، فويحنا كيف نكون بلا فكرة ولا مخيلة ولا أمل. تنهار قيمنا فلا إحساس يحركنا، وتخرب بيوتنا ومدننا فلا مخيلة تنجدنا من هذا الخراب، ولا أمل يحفزنا على ابتداع طرائق جديدة للحياة. 

وثم جلادون وسيافون يقطعون رقاب الأحلام، ويحتزون أوردة الحالمين، وويل لأمة كثر فيها قطاع طرق الأحلام، وشاع فيها سفاحو دماء الآمال حتى باتت تسير نحو حتفها بلا تردد، واستوى عندها النور والظلمة، والبس عليها الحق بالباطل. 

فواها كم كثر قتلة الأحلام في العراق حتى بات الحديث عن الحلم تفاهة، ورسم وجه الحلم سخرية، وتلوين الأمل بفرشاة الحياة بطراً. صار سيف "يا معود" يقطع كل فكرة مبدعة، وكل دعوة للتغيير، فليتحسس كل عراقي جعبته اللغوية ليعرف كم سهم بقي فيها لم يطلقه بعد على صديق جاءه بحلم، أو رفيق أهداه فكرة، أو زميل اقترح عليه حلا. 

ويْحَكم! 

الا تحلمون بحياة بلا مفخخات، ولا بشارع بلا موت؟ ألا ترغبون بنظام تعليمي يخرج أبناءكم وبناتكم من الظلمات إلى النور، ومن سجن الجهل إلى فضاءات العلم والحرية! 

ألا تفكرون بدولة كريمة تكونون فيها أعزة، ترفعون علمها بشرف، وتحملون جواز سفرها بين الدول بكل احترام! ألا تأملون بأن تكونوا أمة عزيزة يكرم فيها المحسن ويحاسب فيها المسيء، ويشارك فيها كل من فيها لخير ما فيها! 

يا إلهي كم نحتاج إلى الحلم، إلى ذلك الإكسير الذي يرفع هممنا وطموحاتنا إلى الثريا، ويرتقي بضمائرنا إلى عليين! كم نحتاج قبل كل ما نحتاج إلى معرفة السبيل إلى الحلم، والطريق إلى الأمل بغد أفضل مما نحن فيه، وليس أرذل مما نحن فيه أمة! 

نحتاج إلى عيون حالمة ترينا الغد أجمل ليشدنا نحوه بأمل، وقلوب حالمة ترسم لنا وجه مستقبل أفضل يأخذنا نحو فنائه بثقة أكبر، نحتاج إلى أنوف أبية حالمة تشعرنا بنتانة تاريخنا، ورذالة واقعنا فتساعدنا إلى الهرب من سيف الهوان، إلى حياة العز والحرية! 

نحتاج إلى أن نحلم! 

الفكرة حلم، الأمل حلم، المخيلة حلم، الإبداع حلم، والغيب حلم، ومن لا يؤمن بالحلم لا يعرف الغيب، ومن لا يؤمن بالغيب لا أظن أنه يعرف شيئا عن الله، وشعب لا يعرف كيف يحلم لا يعرف كيف يحيا. 


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47641
Total : 101