في حين أن الحكومة السورية تناقش كيفية إنقاذ المدنيين من المسلحين في شرق حلب الولايات المتحدة تخطط حصول على السيطرة الكاملة على مدينة الموصل العراقية.ووفقا لتقديرات الجيش العراقي يوجد في المدينة ما بين 5 آلاف إلى 6 آلاف إرهابيي الدولة الإسلامية.
ومن الجدير بالذكر أن ضرورة حادة لعملية "تحرير" الموصل يرجع ذلك إلى حقيقة أن الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة في نهاية السباق يهتم جدا بحصول على أي النصر في منطقة الشرق الأوسط. ومع ذلك من غير المرجح أن واشنطن تكون قادرة على إحراز تقدم كبير في مكافحة داعش قبل 8 نوفمبر.
كما ذكرت وسائل الاعلام العراقية أن الآن تحاول الولايات المتحدة تشكيل التحالف من القوات المختلفة الموجودة في المنطقة وتطويق مدينة العراقية. ويشارك في الهجوم على الموصل خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 50 ألف شخص للقوات البرية العراقية و10 ألف كردي و10 ألف شرطي والمتطوعين المحليين بدعم الولايات المتحدة من الجو. ويشارك في العملية الجنود الأمريكيون أيضا ويتراوح عددهم في العراق حتى 5 آلاف. أكثر من مائة منهم انضموا إلى الجيش العراقي ووحدات البيشمركة الكرديةوشاركوا بصفة مستشارين للقادة العراقيين.
في سياق هذا الهجوم تم صد حوالي عشر قرى من الإرهابيين. تجري المعارك على مشارف المدينة، ويتم طرد الإرهابيين من قرى وبلدات ضواحي الموصل. ومع ذلك، حتى الآن فشلت القوات المسلحة العراقية وحلفاء في تطويق وفرض الحصار على المدينة.
كما ذكر الناشطين المحليين أنه استهدفت غارات جوية شنها التحالف الدولي عدد كبير من قتلى معظمهم من المدنيين الذين قدمت بوسائل الإعلام الغربية كأنهم خسائر بين إرهابيي داعش. وبالإضافة إلى ذلك استخدام المسلحين المنسحبين النساء والأطفال كدروع بشرية. ووفقا لمعطيات الأمم المتحدة اختطف تنظيم الدولة الإسلامية أكثر من 8 آلاف عائلة لهذه الأهداف وأعدم 232 شخصا لأنهم رفضوا تنفيذ أوامر الإرهابيين.
ومع ذلك يمكن مسلحون أن يغادرون الموصل من دون أي عوائق. ويبدو أن الولايات المتحدة ليست مهتمة في تدمير الإرهابيين فحس بل في طردهم إلى سورية حيث أنهم سيستمرون الكفاح ضد القوات الحكومة السورية. لكن إيران لا وافقت على هذه التطورات. ذكرت وكالة رويترز أن الميليشيات الشيعية العراقية المدعومة من إيران فتحت الجبهة الجديدة غربا من الموصل لكفاح ضد "الدولة الإسلامية" من أجل منع انسحاب المسلحين إلى مدينة الرقة آخر معقل داعش في سورية.
وبالتالي يصبح من الواضح ما هي أهداف الولايات المتحدة في ما يسمى عملية "التحرير" الموصل. واشنطن ليست مهتمة بمصير المدنيين الذين لا يستطيعون مغادرة المدينة، وعلى النقيض من السوريين في حلب. انها مهتم بطرد تشكيلات داعش إلى أراضي سورية فقط. وليس من المستبعد أن طيران التحالف الدولي يمكن أن يقصف بخطأ التشكيلات الشيعية التي تمنع فرار الإرهابيين من غرب الموصل إلى سورية.
مقالات اخرى للكاتب